TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > الاغنية العراقية من " البنفسج " الى " بس بس "

الاغنية العراقية من " البنفسج " الى " بس بس "

نشر في: 1 يناير, 2011: 05:58 م

بغداد/ نادية الجوراني" بس بس " وبتل بتل " مفردات دخلت قاموس الاغنية العراقية وحصد مطربوها على شهرة لم يكن يتوقعونها، وغابت في فوضى الاغاني كلمات شعراء الاغنية الكبار، مظفر النواب، كاظم اسماعيل الكاظع، كريم العراقي.. وتحولت الاغنيات الشبابية الى ايقاعات هندية وتركية فيما غاب صوت الملحن المقتدر
المعنيين بشؤون الغناء قالوا ان الظاهرة لاتقتصر على الغناء العراقي، فالاغنية العربية عموما اجتاحتها سيول الكلمات البذيئة فتسمع احدهم يغني عن الحمار وواحدة تتغزل في الحصان فما الذي حدث؟ التقينا بعدد من اصحاب محلات بيع الاشرطة الغنائية الذين اكدوا ان الاغاني الحديثة  مطلوبه بشكل كبير ويتهافت عليها الشباب، فيما قال الشاب بيان احمد من الذين التقيناهم في احدى هذه المحال:  ـ لا توجد أغنية شبابيه لفئة عمرية محددة بل هناك أغنية تخاطب الإذن الموسيقية المتذوقة. ان الموجة كبيرة والساحة مفتوحة ولكن المستمع هو الذي ينتقي. فيما اكدت ريم عمر  وهي من عشاق صوت الاغنيات الحديثة  على حد قولها: لا توجد أغنيه للشباب فقط بل ما مطلوب الآن هو أغنية خفيفة سريعة يحبها المستمع العادي وذلك لبساطتها وتلقائيتها وسهولة تداولها بين الناس.ـ  حملنا اسئلتنا ووضعناها امام الناقد الموسيقي المعروف عادل الهاشمي  وسالناه عن رايه بالاغنية الشبابية فقال:؟  ليست هناك تسمية لهذا الاسم وليس هناك قالب غنائي يشير إلى لفظ الشبابية لأنه إذا سمعنا قصيدة (جفنه علم الغزل) لمحمد عبد الوهاب وإذا سمعنا (يا زهرة في خيالي) لفريد الأطرش فأنها تتنفس روح العصر بمعنى أنها تنسجم مع روح العصر الذي نعيشه وإذا أذعنا هاتين القصيدتين الأولى من إيقاع الرمبا الأوربي والثانية من إيقاع التانغو ولذلك عند سماع هاتين الأغنيتين فأن الناس شبابا وشيبا يرقصون لأنها دائمة الحضور في كل عصر ولأنها تلبس روح العصر فأنها حاضرة في الأسماع وعليه ليست هناك أغنية شبابية وإنما هناك أغنية يغنيها الشباب او الجمهرة من الشباب التي معراة اولا من سلامة النطق ثانيا من بلاغة الإلقاء ثالثا من معرفة الأنغام التي تتشكل منها الجمل الغنائية التي يغنونها رابعا أنهم لا يعرفون الفرق بين القفلة والوقفة خامسا انهم يعوزهم العلم الموسيقي في مفاصل بناء الأغنية العراقية وعليه فهؤلاء في واقع الحال ضائعون كما يضيع الإنسان. اذن لماذا غابت الأغنية الأصولية من الغناء العراقي؟غياب لجان الفحص واختيار الألحان والأصوات والنصوص الغنائية مما يجب ان تكون هناك رقابة ويختتم بقوله:انفقت نصف قرن من عمري وانا ادافع عن حق الناس في سماع الاغنية الجميلة والمؤثرة المطرب الكبير فاضل عواد كان له رايا اخر فيما يجري على الساحة الغنائية فقال: الأصوات جميلة وانا لااعترض على الجمال الصوتي وانما اعتراضي على الإخراج التلفزيوني  والرقص يؤدي الى تدمير سمعة المطرب فنيا  ان الجمهور العراقي له قيم وتقاليد وصاحب ذوق رفيع في سماع الأغنية وانتقاء المفردات ان بعض المفردات مسيئة مثل بتل بتل وبسبس ميو فهي مهينة للمرأة.   عدد من الفنانين الذين التقيناهم اكدوا ان ثقافة المطرب تقف وراء نجاح المطرب وان الغناء ثقافة ومسؤولية والتزام والمطرب الحقيقي  هو الذي يحترم هذه الركائز ويحافظ عليها و يسـتطيـــع باغنياته ان يساهم في تنمية اذواق الناس  ان  بين اغنية "البنفسج " التي  اطربت العراقيين لعقود واغنية " بس بس " مشوار طويل قطعته الاغنية العراقية قدمت فيه نجوما اصبحوا علامات متميزة في الساحة الغنائية العربية  وايضا قدم البعض من المحسوبين على الغناء اغنيات لاتحمل من رائحة طعم ورائحة  الغناء العراقي شيئا، وهي اغنيات للاستهلاك اليومي ستزول حتما بزوال اسبابها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

دبلوماسية الاسترداد.. مهمة حكومية لاستعادة الآثار العراقية المنهوبة

دبلوماسية الاسترداد.. مهمة حكومية لاستعادة الآثار العراقية المنهوبة

 حيدر هشام/ بغداد من رحم الحروب والنهب، تنبعث قصة كفاح العراق لاستعادة كنوزه الأثرية، رحلة طويلة وشاقة بدأت مع غزو بغداد في العام 2003، واستمرت عبر عقدين من الزمن، فعلى الرغم من استعادة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram