السليمانية / سوزان طاهر
تتميز السليمانية، كحال باقي مدن العراق، بأنها تضم العشرات من الأسواق القديمة التي ترمز إلى هوية المدينة وتاريخها. ولعل سوق صلاح الدين هو واحد من تلك الأسواق التي تحمل قيمة كبيرة ونكهة خاصة لأهالي السليمانية وزائريها من السياح، سواء من باقي محافظات العراق أو من الدول الأخرى.
يقول المؤرخ والأكاديمي في جامعة السليمانية، يوسف عدنان، إن سوق صلاح الدين تأسس عام 1958 في نهاية عهد الملكية في العراق. ويوضح في حديثه لـ(المدى) أن "سوق صلاح الدين متخصص منذ تأسيسه في بيع الأواني المنزلية بجميع أنواعها، مثل الفافون، والبلاستيك، والفرفوري، وغيرها، بجميع تفرعاتها".
وأضاف أن "هذا السوق مميز وله نكهة خاصة، حيث يضم محلات داخل سراديب تحت الأرض، وقد شُيد بطريقة معمارية فريدة، ويحتوي على أكثر من 500 محل تقريبًا، كلها مختصة ببيع الأواني المنزلية".
وتابع أن "هذا السوق ظل محافظًا على زخم المواطنين، وكان يشكل هوية المدينة. أغلب السياح الذين يزورون السليمانية يقصدون سوق صلاح الدين لشراء الهدايا لذويهم. كما يشهد السوق إقبالًا كبيرًا خلال المناسبات لشراء احتياجات المواطنين، خاصة في الأعراس والأعياد وأعياد الميلاد وغيرها".
يشير الكاتب والصحفي محمد سليمان إلى أن السليمانية تضم العديد من الأسواق القديمة، من أبرزها (سوق قيصرية النقيب الذي تأسس عام 1900)، والسراي، وصابون كران وغيرها. ويضيف في حديثه لـ (المدى) أن "أسواق السليمانية، ومنها سوق صلاح الدين، ما زالت تحافظ على تراثها ومكانتها، رغم عدم حصولها على الاهتمام الكافي من الجهات الحكومية والجهات المختصة بالحفاظ على التراث".
وبيّن أن "سوق صلاح الدين يُصنف من الأسواق التراثية المميزة، كونه مبنيًا بطريقة مثيرة، وعلى شكل سراديب، ويقع في سوق السليمانية القديم، وهو أيضاً يعود إلى أكثر من 60 عامًا". كما أشار إلى أن "سوق صلاح الدين يواجه تحديات جديدة تتمثل في الحداثة والمولات والمراكز والأسواق الجديدة المصممة بطريقة حديثة. ومع ذلك، يمكن للبلديات والقائممقاميات أن تنظر في المناطق التي تحتوي على أسواق تراثية بهدف زيادة الاهتمام بها وإدراجها على لائحة الإعمار، كما هو الحال مع الأماكن التي أدرجت على لائحة التراث في مدينة أربيل، مثل سوق القلعة الشهير".
نياز عمر، وهو صاحب محل في سوق صلاح الدين، يتحدث عن السوق قائلاً: "يجمع السوق الأواني المنزلية من جميع أصنافها وصناعاتها".
وأكد في حديثه لـ(المدى) أن "السوق يضم الأواني المنزلية محلية الصنع، والتي تلقى إقبالاً كبيرًا من السياح، فضلاً عن الأواني المستوردة من إيران وتركيا والصين وأوروبا، وكذلك الأواني الفخارية". وأضاف أن "السوق شهد تراجعًا في عدد المبيعات والحركة التجارية خلال الفترة الماضية، خاصة أن بعض البضائع أسعارها مرتفعة جدًا، حيث تصل القطعة الواحدة من الصحون أو الأقداح مثلاً إلى 100 ألف دينار". لكنه أشار إلى أنه "الآن، وبعد الاتفاق بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم بخصوص صرف الرواتب بشكل طبيعي، فإن الحركة قد عادت نوعًا ما إلى السوق، وعاد لاستقبال الزبائن بشكل يومي".