المدى/ وكالاتما يزال ملف المناهج المدرسية يشكل مادة للجدل سواء في الوسط التربوي أم في الأوساط القريبة الأخرى، ويقوم الخلاف غالباً على أسس طائفية، وليس علمية او معرفية تتعلق بالمناهج التي يراد لها ان تكون قاعدة لثقافة الوحدة الوطنية ومنطلقا لعملية النهوض بالمجتمع العراقي في جميع المجالات.
وقد كان الوقف السني أكثر الجهات العراقية اعتراضا على التغييرات التي أحدثتها وزارة التربية في المناهج، وبخاصة في مادتي التأريخ والتربية الإسلامية، ودعا الوقف مؤخرا إلى أعداد مناهج مدرسية وفق مبدأ التوافق. ويقول نائب رئيس الوقف السني محمود الصميدعي: ان سبب الدعوة يتمثل في السعي إلى صياغة مناهج معتدلة لا تبرز طائفة على حساب أخرى. ويوضح الصميدعي في حديث لإذاعة العراق الحر: إن عدم صياغة مناهج معتدلة يعني زرع الألغام في طريق اجيال المستقبل، مشيراً إلى إن الوقف السني أرسل ملاحظاته على المناهج الجديدة إلى وزارة التربية إلا ان الوزارة أخذت ببعضها وأهملت بعضها الآخر.من جهته يقول المتحدث باسم وزارة التربية وليد حسين: ان الوزارة منفتحة على جميع المؤسسات ومنها الوقف السني الذي تتعامل مع ملاحظاته بايجابية تامة. ويفيد حسين: ان المناهج المدرسية الجديدة أعدت على أساس معطيات الفلسفة التربوية التي أعدتها وزارة التربية قبل سنتين وناقشتها مع جميع الجهات ذات العلاقة في العراق، إلا إن حسين يقر في الوقت نفسه بصعوبة وضع توليفة علمية ترضي الجميع.ويبدو ان قضية المناهج المدرسية مثلها مثل قضايا الحريات العامة مرشحة للمزيد من الجدل والخلافات بسبب عدم تبلور ثقافة موحدة واضحة للدولة العراقية الجديدة حتى الان.
بين مؤيد ورافض..المناهج الدراسية الجديدة لا تحظى بقبول الجميع
نشر في: 1 يناير, 2011: 06:02 م