اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > اخبار وتقارير > السرطان يستفحل في العراق والمرضى يتسابقون للحصول على الادوية

السرطان يستفحل في العراق والمرضى يتسابقون للحصول على الادوية

نشر في: 13 أغسطس, 2024: 09:00 م

المدى/ متابعة

تنشغل وتتعايش مواقع التواصل الاجتماعي في العراق منذ يومين، مع قصة "شديدة الحزن" لشاب عراقي معروف في مواقع التواصل بصفته مدرسًا مميزا للغة الانكَليزية، والذي فقد حياته امس الاثنين بعد اشهر من تطور حالته المرضية نتيجة الإصابة بالسرطان.

حيث يُوجد في العراق أكثر من 30 ألف مصاب بأمراض سرطانية، وسط نقص كبير في المراكز المتخصصة والتقنيات المتطورة والعلاج الحديث، وهو ما دفع الآلاف من المرضى إلى اللجوء لمحافظات أخرى بحثا عن العلاج الباهظ الثمن.

عضو مجلس النواب باسم الغرابي، حدد في تصريح صحفي، ان "معدلات الاصابة بالأمراض السرطانية في العراق مثيرة للقلق وهي في ارتفاع من خلال ما لدينا من ارقام تدونها المراكز المختصة بالعلاج".

واضاف ان "معدلات الاصابة تكون اعلى في المحافظات التي تنتشر بها حقول نفطية وهذا مؤشر يستدعي مراجعة شاملة من اجل الانتباه لخطورة الملوثات في خلق معاناة اكبر من خلال زيادة معدلات الاصابة".

واشار الى "ضرورة توسيع دائرة بناء المراكز المختصة بالعلاج وتوفير الادوية والسعي الى اعتماد خارطة بيئية تقلل من معدلات الانبعاثات الملوثة للاجواء والتي تتسبب في زيادة الاصابات".

لا هواء نقي

وفي مدينة البصرة (جنوب العراق)، الغنية بالنفط، يشكو العراقيين الذين يعيشون بالقرب من المواقع النفطية، من إرتفاع معدل الإصابة بالأمراض السرطانية، وأمراض الجهاز التنفسي والعصبي، مع ندرة وفرة الأدوية وفقر الرعاية الصحية الخاصة في القطاع العام، ما يُجبر المرضى للسفر خارج البلاد مثل: إيران والهند وتركيا والأردن ولبنان، بإنفاق يصل إلى 6 مليون دولار أميركي شهرًا، بحسب تقارير، لتلقي الرعاية الصحية والعلاج، ما يساعد ذلك على هدر الأموال العامة وتوجيهها نحو الخارج، وقد يستخدما البعض من أجل تبرير تهريب العملة الصعبة، خصوصًا إلى إيران.

ووفقاً لآخر مسح عالمي أطلقته شركة IQAir السويسرية المختصة بتصنيع أجهزة تنقية الهواء العام 2023، فقد حل العراق بالمرتبة الثانية كأكثر دول العالم تلوثاً حيث تدهورت جودة الهواء إلى 80.1 ميكروغراماً من جزيئات PM2.5 لكل متر مكعب من 49.7 ميكروغراماً في العام 2021

وبحسب المسح، حلت العاصمة بغداد بالمرتبة 13 بين أكثر المدن تلوثاً في العالم حيث تدهورت جودة الهواء إلى 86.7 ميكروغراماً من جزيئات PM2.5 لكل متر مكعب من 49.7 ميكروغراماً، كما سجلت مدينة أربيل نسبة تلوث بـ34 ميكروغراماً من جزيئات PM2.5 لكل متر مكعب وهي بذلك تعد بتقييم المتوسط لجودة الهواء فيها.

وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن نحو 37% من حالات الوفاة المبكرة الناتجة عن تلوث الهواء الخارجي في عام 2019، تمت نسبتها إلى الإصابة بمرض القلب الإقفاري والسكتة الدماغية، في حين نُسبت 18% و23% من هذه الوفيات إلى مرض الرئة الانسدادي المزمن وعدوى الجهاز التنفسي السفلي الحادة على التوالي. كما تسبب سرطان الجهاز التنفسي في 11% من الحالات.

وتبين ان التعرض لجزيئات PM2.5 يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الرئة.

نينوى الاعلى

وفي نيسان الماضي اكد وزير الصحة العراقي صالح الحسناوي، أن محافظة نينوى (شمالا) هي الأعلى نسبة في معدل الإصابات السرطانية وليست محافظة البصرة، وقال الحسناوي -في حديث تابعته (المدى)، إن قانون الضمان الصحي يحتاج من 8 إلى 10 أعوام ليغطي جميع العراقيين.

وكانت محافظة نينوى قد شهدت حربا ضروسا بين عامي 2014 و2017 إثر سيطرة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية على المحافظة، وما تبع ذلك من عمليات عسكرية استمرت عاما كاملا بين عامي 2016 و2017 تمخضت عن استعادة المحافظة مع خسائر بشرية ومادية كبيرة أدت لدمار واسع في البنى التحتية ومنها القطاع الصحي.

في غضون ذلك، يقول رئيس لجنة الصحة والبيئة بالبرلمان العراقي ماجد شنكالي -في حديث تابعته (المدى)، إن محافظة نينوى تفتقر منذ نحو 10 سنوات لمراكز علاج السرطان بالإشعاع بسبب الحرب التي أدت لتدمير مستشفى الأورام، وهو ما يضطر المرضى في نينوى للذهاب إلى محافظات أخرى للعلاج، بما يتسبب بكثير من الصعوبات والمعاناة والتكاليف، مبينا أن التدخلات السياسية في المجال الصحي أدت لتأخر العمل في مجال إعادة الإعمار، وفق شنكالي.

قاتل النساء

ويُصيب سرطان الثدي واحد من كل 100 شخص في العراق، ويعود سبب انتشاره كما باقي الأمراض السرطانية الأخرى إلى تلوّث البيئة خاصة في المناطق الجنوبية، في وقت تواجه وزارة الصحة نقصاً في المراكز التشخيصية للكشف المبكر عنها، إلى جانب عجزها عن توفير العلاجات سوى لـ30 بالمائة من المرضى، ما يتطلب نهضة حكومية كبيرة في هذا المجال، وفق عضو لجنة الصحة والبيئة النيابية، باسم الغرابي.

وعن أسباب انتشار الأمراض السرطانية مؤخراً وخاصة في المناطق الجنوبية، يعزو الغرابي، ذلك إلى "تلوّث البيئة بثنائي أكسيد الكربون، وأيضاً انبعاث غاز الميثان المصاحب للاحتراق الجزئي للغاز عند استخراج النفط".

وأضاف، "فضلاً عن ارتفاع نسب التلوّث والسموم في داخل المياه، وتلوّث التربة، بالإضافة إلى الإشعاعات التي تتجاوز 300 ألف ضعف عن الحد المسموح بها، بسبب الحروب السابقة".

ويؤكد، أن "الفحص المبكر ضروري لاكتشاف الأمراض السرطانية بصورة عامة ومعالجتها مبكراً، أما إذا وصلت إلى المستوى الثالث أو الرابع حينها يُصعب الشفاء منها إلا في حالات نادرة".

وفيما يتعلق بالعلاجات، ذكر الغرابي، أن "علاجات الأمراض السرطانية غالية، وأن موازنة وزارة الصحة لعام 2023 تبلغ نحو 10 تريليونات دينار، خُصص منها تريليون و600 مليار دينار لمختلف العلاجات بما فيها السرطانية، لذلك قد يجهز العلاج إلى نحو 30 بالمائة فقط من المرضى، والباقين يتحملون العلاج على نفقتهم الخاصة".

علاج مبتكر

وفي تموز الماضي اجتمع نخبة من خبراء وعلماء الصحة وأطباء الأورام لمناقشة أهمية الجهود البحثية والعلمية والابتكارية الرامية لتقديم علاجات - ملائمة ومثبتة بالتجربة والدليل - في تمهيد الطريق أمام مؤسسات الصحة من أجل تغيير إيجابي في النهج العلاجي المتبع مع مرضى سرطان الرئة، وذلك ضمن حدث إطلاق عقار جديد عقدته شركة أسترازينيكا الرائدة في تطوير وإنتاج الأدوية والعقاقير الطبية مؤخراً.

وتطرق المشاركون إلى التقدم العلاجي العالمي، والذي تشترك فيه مختلف الجهات المعنية، بما فيها المؤسسات الدوائية التي تقوم بدور هام لتطوير علاجات جديدة قادرة على تعزيز جودة الصحة والحياة للمرضى، لا سيما في ما يتعلق بسرطان الرئة المنتشر أو غير القابل للاستئصال.

وسلط اللقاء الضوء على التجارب والاختبارات التقييمية، بما فيها الاختبارات السريرية على علاج مبتكر من شركة أسترازينيكا، تمت الموافقة على استخدامه في علاج سرطان الرئة. وتشير الدراسات العلمية إلى أن هذا العلاج الذي يُعتبر علاج من الجيل الثانيللمصابين بسرطان الرئة المتسم بإيجابية الفحصEGFR  للمرضى المصابين من الخط الأول وعلاج مخصص للمرضى المصابين فحص  T790m من الخط الثاني.

وقال الامين العام لمجلس السرطان الدكتور تحسين الربيعي بأن مرض السرطان بشكل عام يشكل تحدياً عالمياً، وأنه ينتشر بتزايد في العراق والمنطقة العربية بجميع أنواعه، منها سرطان الرئة الذي يصيب حوالي 7% من المرضى بالعراق والأكثر انتشارا للذكور؛ بعدد حالات جديدة تصل إلى 3000 حالة سنوياً، مما يستدعي تضافر الجهود للتصدي لهذا المرض.

وأضاف الدكتور تحسين بأن التوقعات تشير إلى ارتفاع هذه الأرقام مع تواجد عوامل الخطورة المؤدية للإصابة، سواء الثابتة أو القابلة للتغيير، بما فيها العوامل الجينية والتاريخ الشخصي والعائلي الطبي ونمط الحياة، مما يزيد من الأعباء الاجتماعية والاقتصادية على الأفراد المصابين وأسرهم، ويشكل ضغطاً أكبر على النظام الصحي وموارده وقدرته، وبالتالي التأثير على الاقتصاد عموماً. ولذلك شدد على أهمية التوعية والتثقيف بأعراض المرض وبأهمية الكشف المبكر الذي يحسن فرص البقاء، ويعزز الاستفادة من العلاجات الحديثة المتاحة الملائمة.

ويعاني أكثر من 35 ألف مصاب بالسرطان في العراق 57% منهم من النساء، من نقص كبير في الأجهزة والأدوية والخدمات الطبية والمراكز التخصصية لعلاجهم ويشكون الإهمال الحكومي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

بعد التوترات الاخيرة في الشرق الاوسط.. هل نسي العالم السودان؟

بعد التوترات الاخيرة في الشرق الاوسط.. هل نسي العالم السودان؟

المدى/ متابعة قالت المنظمة الدولية للهجرة اليوم الثلاثاء (13 أغسطس/آب 2024) إن العالم لا يبذل ما يكفي من الجهود لمكافحة أكبر أزمة نزوح في العالم في السودان حيث يفاقم الجوع والمرض والفيضانات من معاناة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram