TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > أسواق بغداد القديمة تكافح للبقاء.. هل نشهد نهاية سوق “الصفافير”؟

أسواق بغداد القديمة تكافح للبقاء.. هل نشهد نهاية سوق “الصفافير”؟

نشر في: 14 أغسطس, 2024: 12:08 ص

 بغداد / عامر مؤيد
عدسة: محمود رؤوف

عند الدخول إلى سوق الصفافير من بابه الرئيسي، قد يتبادر إلى ذهنك رؤية الأواني المختلفة وصوت المطرقة الذي يتعالى في هذه الدربونة الضيقة التي تُحاط بمحلات لبيع الأواني النحاسية. كان هذا المشهد مألوفًا في الماضي، لكن الأمور تغيرت بشكل كبير اليوم، فلم يتبقَ سوى عدد قليل من المحلات التي تواصل العمل في هذه المهنة وتقديم منتوجاتها للمواطنين.

تعود تسمية السوق إلى “الصفر” أو النحاس، حيث يُشتهر بصناعة الصحون والأواني المنزلية وأباريق الشاي والكاسات والملاعق، بالإضافة إلى إطارات الصور والفوانيس النحاسية المزخرفة.
اليوم يشعر الزائر للسوق بالحزن لما آلت إليه أوضاع أشهر اسواق بغداد، ولكن في الوقت نفسه، يؤكد البعض أن “الرزق” هو ما يجبر كثيرين على التغيير، كما يقول محمد، أحد العاملين في السوق منذ عام 2000.
يُشير محمد إلى أن “أغلب أصحاب المحلات قرروا ترك هذه المهنة بسبب قلة الإقبال عليها مقارنة بالماضي، وهذا يعود إلى الارتفاع الكبير في الاستيراد”.
ويضيف محمد أن “تكلفة المصنوعات في سوق الصفافير مرتفعة نظرًا لجودتها العالية، على عكس المنتجات المستوردة التي تُباع في السوق المحلية بأسعار أقل بكثير من المنتجات المحلية”.
بعيدًا عن مهنة النحاس، فتح أحمد محله لبيع الأقمشة وبعض المصنوعات القماشية، مؤكدًا أن “القيمة الحالية لما نبيعه من أقمشة تفوق بكثير لو بقينا على بيع المصنوعات النحاسية”.
ويؤكد محمد أن “بعض الأشخاص لا يزالون متمسكين بمهنة إنتاج المصنوعات النحاسية، لأن الأمر يرتبط بما عاشوه طيلة حياتهم، ويعبر عن شغف وذاكرة أكثر من كونه مجرد تجارة”.
مع انقضاء معظم أشهر عام 2024، لا يضم سوق الصفافير العدد الكبير من المحلات التي تحمل اسم السوق، ولكن بقاء البعض من المؤمنين بأن هناك من يرتاد المكان لشراء المصنوعات النحاسية قد يحفز آخرين للعودة إلى هذه المهنة. وإلا فإن التلاشي قد يكون مصير سوق الصفافير الذي قد يصبح اسمًا على غير مسمى.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

أدباء ومثقفو ذي قار يحتفون بتوقيع رواية (الزعيم) للروائي الكبير علي بدر

علي بدر أول روائي غير موصلي يوقع روايته داخل أم الربيعين

بعد طحنها في الخلاط.. رأس ملكة جمال سويسرا في كيس قمامة

سروج الخيل صناعة تعود إلى الواجهة مجدداً

غابات الموصل بين التعديات السياحية وقلة العناية بتشجيرها

مقالات ذات صلة

غابات الموصل بين التعديات السياحية وقلة العناية بتشجيرها

غابات الموصل بين التعديات السياحية وقلة العناية بتشجيرها

الموصل / سيف الدين العبيدي تعد غابات الموصل واحدة من أهم المناطق السياحية في محافظة نينوى، حيث تعتبر متنفساً طبيعياً ومصدراً رئيساً للأوكسجين، كما أنها تتمتع بطبيعة خلابة تقع على الجانب الأيسر من المدينة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram