ترجمة / حامد أحمد
في لقاء مع مجلة، نيوزويك، الأميركية وجّه متحدث عن أحد فصائل المقاومة العراقية تحذيرات لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل من مغبة توجيه ضربات ضد اهداف عراقية او ضد إيران تمر عبر الأجواء العراقية، في وقت تترقب فيه المنطقة الرد من إيران وحلفائها على خلفية اغتيال قائد حركة حماس إسماعيل هنية في طهران، من جانب آخر يرى خبراء ومسؤولون سابقون ان أي انفراج في مباحثات وقف إطلاق النار في غزة قد يخفف من مستوى الرد الإيراني.
وكان اسبوعان قد مرا على اغتيال زعيم المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران الذي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه لحد الان وكذلك الغارة الإسرائيلية المميتة التي تسببت بمقتل أبرز القادة العسكريين لحركة حزب الله اللبنانية في بيروت، فؤاد شكر. وبينما ما تزال الحرب تدور رحاها في غزة، فان إيران وفصائل مسلحة من محور المقاومة كانت قد تعهدت بتوجيه رد انتقامي يعتقد مسؤولون إسرائيليون واميركان الان بانه قد يكون وشيكا.
وتشير نيوزويك الى ان الولايات المتحدة قد سعت الى تهدئة تصعيد قد يكون كبير من خلال الدفع باتجاه وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في الوقت ذاته الذي تؤكد فيه تعهدها بالدفاع عن حليفتها إسرائيل. وكان البنتاغون قد نفذ أيضا ضربات جوية ضد اهداف لحلفاء إيران في العراق وسوريا واليمن ردا على هجمات تعرضت لها إسرائيل وقوات أميركية مما أشعل ذلك غضبا إضافيا بين فصائل محور المقاومة.
وفي بيان ينسب الى تنسيقية المقاومة العراقية شاركه متحدث عن حركة النجباء مع مجلة نيوزويك الأميركية الاثنين جاء فيه بان الفصائل العراقية تستنكر "كيف ان قوى الغطرسة ما تزال مستمرة بهجماتها الوحشية والغادرة ضد الشعوب ورجال مقاومتهم".
وجاء في البيان أيضا "انهم مستمرون بضمان دعم امن الكيان الصهيوني على حساب أمن المنطقة وبدون مراعاة لسيادة العراق أو البلدان التي ترفض سياستها الإجرامية. ان تنسيقية المقاومة العراقية لا تحدها أي قيود. وإذا ما اشتركت قوات الاحتلال الأميركية مرة أخرى باستهداف أبنائنا في العراق، او ان تستغل مجاله الجوي لتوجيه ضربات ضد جمهورية إيران الإسلامية، فعندها سوف لن يكون لردنا أي حدود".
وشارك ممثل حركة النجباء مع نيوزويك أيضا مقطع فيديو يظهر فيه "الاستعدادات العسكرية لقادة المقاومة الإسلامية لرد موحد على استفزازات إسرائيل".
ويحمل الشريط الذي يستغرق دقيقة واحدة عبارات وردت مؤخرا على لسان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله والأمين العام لحركة النجباء الشيخ أكرم الكعبي، وزعيم أنصار الله عبد الملك الحوثي وزعيم المكتب السياسي لحركة حماس المنتخب حديثا يحيى السنوار ومرشد إيران الأعلى اية الله علي خامنئي، الذين عبروا جميعهم عن رغبتهم بتوجيه ضربة لإسرائيل ردا على هجماتها الأخيرة.
وجاءت التحذيرات بعد يوم من اعلان وزير الدفاع الأميركي، لويد اوستن، عن ارسال حاملة طائرات ثالثة الى المجموعة المتواجدة في الشرق الأوسط وذلك "في ضوء تصاعد التوترات الإقليمية" خلال تصريحات له جاءت خلال مكالمة مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت.
وفي قرابة الوقت نفسه الذي قتل فيه هنية في 31 تموز، نفذت الولايات المتحدة أيضا ضربات ضد مواقع لفصائل مسلحة في العراق، قال في حينها مسؤول من البنتاغون لمجلة نيوزويك إن العملية كانت استباقية لإحباط هجمات متوقعة بطائرات مسيرة ، وشكل ذلك الهجوم الأول من نوعه منذ شباط. وبعد مرور عدة أيام أصيب سبعة جنود اميركان بجروح جراء هجوم بطائرات مسيرة على قاعدة عين الأسد الجوية في العراق.
وتشير نيوزويك في تقريرها الى ان حوادث العنف بدت مستمرة كذلك طوال نهاية الأسبوع الماضي مع ورود تقارير عن وقوع جرحى آخرين بين صفوف القوات الأميركية جراء هجوم استهدف موقع لقوات الأميركية في الحسكة شمال شرقي سوريا السبت وهجمات أخرى الأحد استهدفت مواقع لفصائل سورية في دير الزور الشرقية.
وكان مسؤول من وزارة الدفاع الأميركية قد أكد لنيوزويك الهجوم الذي تعرضت له منطقة رميلان للإنزال الجوي في الحسكة في وقت متأخر من يوم الجمعة حسب التوقيت المحلي مشيرا بقوله "ليس هناك أي اذى خطير تعرض له الجنود الأميركان، ولكن الهجوم سبب ضرر بأحد المنشآت في الموقع".
وفيما يتعلق بتهديدات التصعيد الاوسع في المنطقة فقد بين المسؤول العسكري من البنتاغون لنيوزويك بان "الولايات المتحدة تراقب عن قرب الوضع في الشرق الأوسط وتوجه دعوتها لكل الأطراف بان يهدئوا من التوترات الإقليمية".
وفي وقت لاحق من يوم الاثنين تحدث وزير الخارجية الأميركي، انتوني بلينكن، مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لمناقشة " الجهود الدبلوماسية الجارية لدعم الاستقرار في المنطقة مع أهمية تفادي التصعيد " وذلك وفقا لبيان صادر عن الخارجية الأميركية. وجاء في البيان بان بلينكن قد أكد للسوداني على "أهمية مسؤولية العراق لحماية مستشاري التحالف العسكريين من أي هجوم تشنه فصائل مسلحة". مراقبون في إيران وخارجها قد أشاروا الى انه من المحتمل تنسق طهران وحلفائها بما يسمى هجوم متعدد الاتجاهات ضد إسرائيل. ويتوقع ايضا خبراء ومسؤولون سابقون ان حدوث انفراج في مباحثات وقف إطلاق النار في غزة من شأنه ان يخفف من مستوى الرد، رغم انه ليس هناك دليل عن تقدم قبيل الجولة القادمة من المباحثات المتوقع اجراؤها الخميس.
مسؤولون إسرائيليون كانوا قد أشاروا في حينها إلى ان هجوما من قبل إيران وحلفائها قد يكون وشيك. منسق مجلس الامن القومي الأميركي للاتصالات الستراتيجية، جون كيربي، قال في مؤتمر صحفي الاثنين ان مسؤولين اميركان "يشاركون إسرائيل نفس القلق من ان هناك احتمال كبير ان يقع حدث من قبل ايران وحلفاؤها ، وربما قد يكون في الأيام القادمة".
- عن نيوزويك