متابعة/المدى
شخص المختص في الموارد المائية، عادل المختار، أمس الثلاثاء، مأساة حوض نهر الفرات في العراق خلال 2024.
وقال عادل المختار، إن "الحقيقة التي لا يختلف فيها اثنان هي تعرض حوض نهر الفرات في العراق إلى مأساة حقيقية ومؤلمة خاصة مع تدني إطلاقات المياه القادمة من تركيا وصولا إلى سوريا ومنها إلى البلاد لافتا إلى إنها لا تنفذ الموقف في ظل انحسار خزين سد حديثة الإستراتيجي إلى ما دون 25%".
وأردف، أن "جزءا من مشكلة المياه في العراق هي سوء الإدارة"، لافتا إلى ان كل السيول والأمطار في حوض نهر دجلة خزنت في سدود الموصل ودربندخان ودوكان وحمرين حتى ان خزين سد الموصل وصل إلى ارتفاع 325 م في، حين ان الخزين الأمن هو 320 م ما استدعى دفع مليارين م3 من المياه في حوض نهر دجلة، ومنها إلى الثرثار من أجل خلق توازن لإسعاف المحافظات الجنوبية".
وأكمل، أن "المحافظات الجنوبية، ولا سيما مناطق الأهوار في وضع صعب جدا، بسبب محدودية المياه ما أدى إلى هلاك الثروة السمكية للمرة الرابعة مؤكدا بأن الموقف المائي يحتاج إلى قراءة وقرارات تسهم في حل الإشكالية ووضع ستراتيجية بعيدة المدى".
يذكر ان محافظات الجنوب تعاني من انحسار كبير في إمدادات المياه ما أدى إلى تضرر الثروة السمكية في الأهوار خاصة الحويزة.
من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الموارد المائية العراقية، خالد شمال، إن "انخفاض تصاريف نهر الفرات أدت إلى انخفاض مناسيبه في البلاد، وبات الآن في أدنى مستوياته بتاريخ النهر".
وأضاف أن "نهر الفرات تأثر إلى حد بعيد في مشاريع الري والخزن المقامة في تركيا وسوريا، لذا لا يرد إلى نهر الفرات ألان إلا 168 متراً مكعباً في الثانية، بينما المفروض أن يردنا أكثر من 250 متراً مكعباً في الثانية"، موضحاً أن "هنالك مؤشرات إيجابية حول زيادة تصاريف الفرات، لكنها ليست بالمستوى المطلوب".
وذكر ان "الوزارة، ومن خلال جهودها الذاتية في هيئة التشغيل ومركز الوزارة والدوائر الساندة، كدائرة كري الأنهر ودائرة الصيانة، تقوم بأعمال نصب مضخات عائمة في بحيرة الثرثار الذي يضم خزانه أكثر من 40 مليار متر مكعب، وبدأنا بضخ المياه منذ شهرين من بحيرة الثرثار إلى نهر الفرات بواقع بين 60 إلى 80 متراً مكعباً في الثانية، ونطمح ان نزيد هذا الرقم، ونصل إلى 100 متر مكعب بالثانية بعد اتخاذ الإجراءات المناسبة".
ويعد حوض نهري الفرات ودجلة من بين أحد أهم الأحواض النهرية في تركيا والشرق الأوسط. يبلغ معدل التصريف السنوي المشترك لنهري دجلة والفرات 84 مليار متر مكعب، وهو مشابه لمتوسط التدفق السنوي لنهر النيل. يوفر نهر الفرات 90% من مياهه من تركيا، مع متوسط تدفق سنوي قدره 32 مليار متر مكعبا؛ و10% الباقية من سوريا.
ويرى خبراء ان ندرة المياه في العراق مرتبطة بجغرافيته عند تقاطع معقد للموارد المائية، حيث يشكل نهرا دجلة والفرات، اللذان ينبعان من تركيا وإيران المجاورتين، شريان الحياة الحيوي للعراق، لكن الطلب المتواصل على المياه عند المنبع دفع هذين البلدين إلى بناء السدود والتحويلات التي تحد من التدفقات في اتجاه مجرى النهر، مما يؤدي إلى تدمير إمدادات المياه في العراق.
وسبق للبنك الدولي، أن عد أن غياب أي سياسات بشأن المياه قد يؤدي إلى فقدان العراق بحلول العام 2050 نسبة 20% من موارده المائية، فيما أعلن العراق في وقت سابق أن المشروعات المائية التركية أدت إلى تقليص حصته المائية بنسبة 80%، بينما تتهم أنقرة بغداد بهدر كميات كبيرة من المياه.
يشار إلى ان وزارتي الزراعة والموارد المائية في العراق، قررتا في وقت سابق تخفيض المساحة المقررة للزراعة، وذلك بسبب قلة الإيرادات المائية القادمة من تركيا وإيران، وسط تحذيرات من أن شح المياه بات يهدد بانهيار أمن العراقيين الغذائي.
ويعدّ العراق، الغني بالموارد النفطية، من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم، وفق الأمم المتحدّة، خصوصاً بسبب تزايد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز في مرحلة من فصل الصيف خمسين درجة مئوية.
مختص يشخص مأساة حوض نهر الفرات في 2024
نشر في: 14 أغسطس, 2024: 12:29 ص