TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > أزمة المؤسسة العربية الرسمية وحروب العقل المستقيل

أزمة المؤسسة العربية الرسمية وحروب العقل المستقيل

نشر في: 1 يناير, 2011: 06:55 م

علي حسن الفوازالموقف الرسمي للثقافة العربية مازال يثير الكثير من الالتباس، فالبعض من المثقفين العرب يضع قياسات موهومة لمواقفه من الحدث العراقي ومن تداعيات هذا الحدث وأسراره وطبائع الظروف الدولية التي صنعت تعقيداته الاقليمية والدولية، حتى بدا هذا الحدث وكأنه  تحول الى مشكلة(نفسية) وليس الى واقع سياسي فرضته مجموعة من الأسباب التي اشتبكت فيها حسابات القوى الخارجية مع قوى إقليمية وداخليه
 لها مرجعياتها ومعطياتها وخصوصية تقديرها لتجاذبات التوازن والصراع الدوليين. هذا القصور في النظر الى واقعية الحدث العراقي وطبيعة أزمته يعكس في جوهره أزمة (اللاوعي الجمعي) العربي الراكز في التاريخ السري لدولة (المتعالي القومي) والنمط الطائفي المهيمن فيها، فضلا عن احتكامه الى مجموعة  من المهيمنات والازمات والموجهات التي قوامها عصابية هذا المهيمن، وعقدة نزوعه الرهابي للسلطة والثـروة والعنف، واستيهامات النزوع  في التماهي مع عقد تاريخية ترتبط بفرض أنماط محددة من بنى  التفكير والسلطة، خاصة في ما يتعلق بهوية وطبيعة ثقافتها وعلاقاتها مع الآخر المجاور من أتباع القوميات والأديان والطوائف الأخرى، والتي أسقطها العقل الرسمي السلطوي في مسمى الذمة الفقهية، او ضمن اشتراطات التوصيفات غير العقلانية كما سماها محمد عابد الجابري، والتي تحولت للاسف ونحن في القرن الحادي والعشرين الى مؤسسات وبرامج وأجهزة تمارس سلطات سرية ضاغطة.rnازمة النظر الى هذا اللامعقول العربي تعيدنا الى أزمة الصراعات الملتبسة والغامضة منذ في بداية الحديث عما سمي(افتراضاً) بالنهضة العربية في القرن التاسع عشر، والتي وضعت الحوار والعلاقة مع الآخر الاستعماري والاستشراقي والتبشيري أمام أزمة توصيفية معقدة، هذا الآخر الذي ظل هو المتهم دائماً، والمكروه دائما، لانه منتج الحروب والازمات والاستعمارات، وعليه تبقى قياسات العلاقة محكومة بهذا التوصيف الشمولي من جانب، والقاصر من جانب آخر، إذ أن قصور هذا التوصيف يعني القاصر ان هذا الآخر بات نموذجاً لـ (الثقافة الطاردة) ولإنتاج سلسلة من الفوبيات التي تربط بأشكال هذا المهيمن تاريخياً وسياسياً، والحاضر في كل استحكامات  الأجندات السياسية والاقتصادية والثقافية، وإن ذاك البعض الثقافي المنتج لهذه التوصيفات يمارس من جانب آخر كل استجماماته واستعاراته السرية في المكان والنص من داخل رخاوات ذاك الآخر أيضاً. فأية أحكام دقيقة تكون ناجزة حينما نتعاطى مع ازمات الشأن الثقافي الخالص؟ واية احكام تنوشنا نحن الذين لاناقة ولاجمل في حروب السيد الآخر سوى انه دخل ارضنا تحت ضغط العوامل الصراعية الدولية وربما بسبب من ازمة السياسة التي كان يديرها النظام السابق والتي خلقت ثغرات في جدار العلاقات الدولية والاقليمية وأخلّت بتوازناتها، وان سوء تقديره هو الذي اسهم في وضع الجميع امام هذه التداعيات؟أحسب ان التباس قراءة الحدث العراقي يكمن في سياق آخر بضعف المنظومة الاتصالية الثقافية العربية أساساً، تلك التي انتجت أنماطاً مشوّهة من الاتصال، وانتجت بالمقابل شائعات عن القوة والبطولة والسحر التي تناسب اللامعقول العربي وتغذي نزعاته المكبوتة، وهو ما تلمسناه في الموقف بعد سقوط النظام السابق، إذ ظل الحنين العربي الرسمي دامياً وحاداً، وصانعاً استثنائياً لمراثي الاطلال السياسية، مثلما هو فيصل في حكم التعاطي مع الحالة الجديدة على اساس ان النظام القديم كان بطولياً وأخلاقياً ومدافعاً عن الوهم العربي ومتبنياً لخطابه الرسمي ومنظوراته في الفقه السياسي والسسيوديني!! وطبعا فإن هذا الوهم تحول الى  مؤسسة كبيرة تلتقي عندها قوى وتجمعات هي ذاتها الآن التي تمثل الوجه الآخر العدواني المنتج للصناعة الثقافية والجنائية للإرهاب في الشارع العراقي..فاذا بدا ازاء هذه الصورة بأن المعقول العراقي واللامعقول العربي في التباس، فاذا نحن جميعا والاخر في مأزق والتباس ايضا، وعند شكوك غريبة، يضعها البعض العربي في سياق قراءته الملتبسة للحظة الثقافية العراقية، وكأن هذه اللحظة هي التي جاءت بالاحتلال، وهي التي صنعت كل هذه المحن، وهي التي صنعت الهياج العربي الذي يبكي أطلالاً لم تعد موجودة..اللحظة الثقافية العراقية لم تصنع اطمئناناً عربياً، لأنها انتهكت لامعقول الفقهي والمعياري الرسمي، وفرضت سلطة غير منظورة لما يسميه الجابري بـ (اللامعقول العقلي) او(العقل المستقيل) إذ أنها أصبحت حاملة لكل ايهامات الغنوصيات والحلوليات والهرمسيات الغاطسة في تاريخ صراعات الامة والدولة والطائفة، والتي تفترض اصطناعا غرائبيا لإنتاج الكثير من الشكوك حول مرجعياتها، وإخراجها عن القياس عربياً وإسلامياً(حسب الفقه الرسمي)لانها ستكون عندئذٍ خارجه عن سياقه وخارجة عن نظام اجتهاده وحكمه وشريعته، واحسب ان موقف الكثير من المؤسسات الرسمية بما فيها المؤسسات الثقافية المدنية والرسمية أضحت جزءاً من هوس هذا النظر الاستيهامي، لان هذه المؤسسات فقدت خصوصيتها المدنية، وتوصيفها المستقل والمهني، وانخرطت في سياق المنظومة الرسمية، فضلا عن كونها باتت تمارس دوراً إشكالياً في انتاج انماط من الثقافات والرسائل والمواقف الإعلامية والفقهية فاقت فيه ما تمخض من تداعيات الصراع بين الغرب والشرق خلال مدة الصراعات في الحرب الباردة، تح

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram