TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > مصر والدور العربي فـي العراق

مصر والدور العربي فـي العراق

نشر في: 1 يناير, 2011: 06:57 م

حسين علي الحمداني ماذا تشكل زيارة أبو الغيط لبغداد ؟ وكيف يمكن لنا أن ننظر لمستقبل العلاقات العراقية المصرية خاصة والعربية بصورة عامة ؟ البعض يقول بأنه لا يمكن أن تكون علاقاتك مع العرب قوية دون أن تحتفظ بعلاقات أكثـر قوة مع القاهرة ، وهذا ما يجعلنا نستنتج بأن لمصر دورا كبيرا في محيطها العربي ،
وهذا الدور يتراجع حينا وحينا يتقدم ولكن في كل الأحول ما زال الثقل المصري موجوداً في الساحة العربية بشكل أو بآخر،رغم إن مصر في السنوات الماضية لم تعد الدولة العربية الوحيدة التي تمثل اللاعب الأساسي بعد أن أرادت بعض الدول العربية ممارسة هذا الدور خاصة من دول الخليج العربي، ويضاف إليها الدور التركي المتميز في المرحلة الحالية في معالجة الكثير من قضايانا بما في ذلك القضية الرئيسية للعرب منذ منتصف القرن الماضي وهي قضية فلسطين .rnلهذا شكلت زيارة أبو الغيط لبغداد مؤشراً كبيراً على سعي الدول العربية لتنشيط علاقاتها مع بغداد بشكل طبيعي بعيداً عن حساسية وتداعيات ما بعد سقوط نظام صدام،هذا السقوط الذي مثل صدمة كبير للمنظومة السياسية العربية،وهذه الصدمة مساوية للصدمة التي تعرض لها العرب في الثاني من آب عام 1990 لحظة اجتياح صدام للكويت واحتلالها .ومع هذا فإننا لا يمكن أن نتجاهل دور مصر وأهميتها على مختلف الصعد سواء في العالم العربي أو الشرق الأوسط ، لهذا فإن توطيد العلاقات مع جمهورية مصر العربية يفتح آفاقا جديدة مع باقي الدول العربية التي تسعى بالتأكيد لعلاقات متطورة مع العراق في المرحلة الحالية والتي تشهد انفتاحاً كبيراً من قبل الدول ومن قبل العراق أيضاً.يبقى دور مصر مؤثراً في النظام السياسي العربي وتواجدها بالعراق بكثافة عبر سفارة في بغداد وقنصليتين في البصرة وأربيل يمثل في ما يمثله رسالة صريحة للدول العربية بالعودة لاحتضان العراق وعدم فسح المجال للآخرين (تركيا وإيران) بممارسة دور الشراكة مع العراق في الكثير من الجوانب وأهمها بالتأكيد الجوانب الاقتصادية،خاصة وإن الشركات التركية منتشرة بقوة في مدن العراق،وحجم التبادل التجاري بين بغداد وطهران تجاوز 7 مليارات دولار سنويا والبعض يؤكد بأنه عشرة مليارات،بينما لم يتجاوز حجم التبادل التجاري مع مصر بالذات النصف مليار دولار سنويا ، وسعي العراق للانضمام لمنظمة التعاون الاقتصادي (إيكو ECO) التي عقدت مؤتمرها الحادي عشر في إسطنبول مؤخرا وحضرها العراق ممثلا برئيس الجمهورية الذي ألقى كلمة في قمتها أوحى من خلالها بسعي العراق للانضمام لها .لهذا فإن زيارة وزير خارجية مصر بغداد تمثل سبقاً عربياً في الحضور للعراق خاصة وإنها تمثل أول زيارة لمسؤول عربي رفيع المستوى بعد تشكيل الحكومة الجديدة وبعد إلغاء العقوبات الدولية ، وقبل أشهر قليلة من انعقاد القمة العربية في العراق والتي تجري الاستعدادات لها بكثافة .لهذا فهي زيارة تحمل أكثر من هدف،فهي تبارك للحكومة ولادتها،وتجاوز أزمة العقوبات بنجاح،وتفتح الباب على مصراعيه للاستثمارات المصرية لأن تجد لها موطئ قدم في مدن العراق،وبالتأكيد هذا ما دفعها لفتح قنصلية في البصرة ومنها للجنوب العراقي الذي يتوقع أن تنتشر فيه الشركات بكثافة،وقنصلية أخرى في أربيل وكلاهما ستمارسان دورهما التجاري والاقتصادي،دون أن يغفل أبو الغيط من أن يذكّر العراق بملف استحقاقات المصريين وخسائرهم جراء غزو الكويت،هذا الملف الذي يبدو أنه سيكون جواز المرور لعمل الشركات المصرية في العراق،وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين ، خاصة إن العراق كان يستورد بموجب مذكرة التفاهم قبل عام 2003 ما قيمته ملياران دولار من مصر ، وهذا المبلغ تقلص كثيرا بعد زوال النظام السابق ووصل إلى أدنى مستوياته في السنتين الأخيرتين ، والسبب هو انفتاح تجارة العراق على مختلف الدول وفي مقدمتها الآسيوية والأوربية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram