أكدت جمعية النحالين في محافظة ديالى، أمس الجمعة، أن إنتاج المحافظة من العسل للعامين الحالي والماضي، تراجع بنحو 50 بالمئة عن معدلات إنتاج الأعوام الماضية، فيما دعت إلى الإسراع بإقرار قانون الحجر الزراعي الذي سيمنح النحالين فرصة استيراد ملكات نحل من إيطاليا ومصادر عالمية أخرى تسهم في رفع معدل الإنتاج.

وقال رئيس جمعية النحالين العراقيين علوان عبد الرزاق المياحي في حديث الى (المدى برس) إن "معدلات الإنتاج لهذا العام والعام الماضي، أشرت تراجعا كبيرا تصل نسبته إلى 50 بالمائة من معدل الإنتاج الذي سجل في الأعوام التي سبقت والذي كان يصل إلى نحو 600 طن سنويا".

وبيّن المياحي أن "إنتاج العام الحالي من العسل بلغ 302 طن و875 كيلوغراماً، فيما بلغ إنتاج العام لماضي نحو 300 طن"، إلا أنه توقع أن يسهم ارتفاع مناسيب الأمطار التي سقطت خلال الموسم الحالي، "بمعدلات إنتاج عالية للعسل في الموسم المقبل، قد تتجاوز 700 طن".

وأوضح المياحي أن "انحسار الإمطار في العامين الماضيين، نتيجة الاحتباس الحراري، إضافة إلى ضعف الدعم من قبل الجهات الحكومية المسؤولة عن القطاع الزراعي عوامل دفعت النحالين إلى ترك المهنة".

ولفت إلى أن "معظم مربي النحل قطعوا أملهم من هذه المهنة"، وأوضح أن "70% من قروض تربية النحل ضمن المبادرة الزراعية استغلها المستفيدون لأغراض بعيدة عن تربية النحل".

ودعا المياحي إلى "إتمام وإقرار قانون الحجر الزراعي الذي يحدد آليات الاستيراد من حيث الأصناف والمنشأ والماركات العالمية، والذي سيمنحنا عند إقراره فرصة لاستيراد ملكات نحل من مناشئ عالمية، كإيطاليا التي تصل كلفة الملكة فيها إلى 70$، ودول يوغوسلافيا السابقة"، مبينا أن "الجمعية  جلبت  خلال الأعوام السابقة 600 ملكة نحل أجنبية 120 منها إلى محافظة ديالى، والأخرى وزعت في المحافظات الأخرى".

شفاء للمرضى ..

وفي سياق متصل، لفت رئيس جمعية نحالي ديالى إلى أن "المركز العراقي للشفاء بلسع النحل، وسط مدينة بعقوبة، والذي افتتح في العام 2011 يشهد إقبالا واسعا من قبل المرضى، حيث يعالج المركز أمراض السرطان والروماتيزم والضعف الجنسي وضعف السمع والخلل الدماغي"، مؤكدا أن " 90 بالمائة من المرضى المصابون بتلك الأمراض في ديالى، استفادوا من المركز وحقق المركز نتائج جيدة".

من جانبه، انتقد  الخبير الزراعي ماجد العزاوي في حديث الى (المدى برس) "الإهمال الحكومي" لقطاع تربية النحل، بعد تعرضه للتدمير والانهيار في الأعوام الماضية، وبيّن أن "المكافحة الخاطئة لأشجار النخيل أدت أيضا إلى هلاك الكثير من خلايا النحل في المحافظة، بسبب الإسهال الغذائي وعدم توفر الأدوية البيطرية، وكذلك قطع الأشجار بطرق عشوائية".

وشدد العزاوي على أن "جمعية النحالين العراقيين، كان لها حضور بارز في المعارض الدولية، وحققت نتائج طيبة للبلد"، مطالبا "الحكومة والمسؤولين عن قطاع النحل باستبدال ملكات النحل بملكات إيطالية، ذات القدرة والجودة الإنتاجية العالية".

من جانبه، قال عضو الهيئة الإدارية لجمعية النحالين العراقيين، كامل الحداد، في حديث إلى (المدى برس) أن "جمعية النحالين العراقيين، تحاول دعم إنتاج العسل عبر الترويج له محليا"، مبينا أن "الجمعية تقيم معرضا سنويا، لعرض منتجات العسل والغذاء الملكي".

بدوره، بيّن الطبيب البيطري محمد عبد الرحمن  في حديث إلى (المدى برس) أن "أسباب تراجع تربية النحل في المحافظة تعود إلى التردي الأمني، وترك النحالين لحقولهم"، معتبراً أن "تشجيع المربين على العودة ورفدهم بالتقنيات الحديثة في تربية النحل وتعويض الذين هجروا مهنتهم، ستسهم في عودة معدلات الإنتاج إلى ما كانت عليه".

ودعا عبد الرحمن المربين والفلاحين إلى "التوجه إلى المراكز الإرشادية في المحافظة، لتوفير المستلزمات لهم وتجاوز الأخطاء وتزويدهم بالنصائح والإرشادات العلمية في تربية النحل"، مبينا أن "المراكز تضم خبراء مختصين بمعالجة المشاكل والأمراض، عند ظهورها أثناء تربية النحل".

يذكر أن جمعية النحالين العراقيين تأسست عام 1976، وكانت تضم 191 عضوا في البداية، ويبلغ عدد أعضاءها حاليا 490 عضواً، وتعد ديالى من أهم المراعي للنحل بسبب غناها ببساتين الحمضيات.