TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > ألعاب الأسلحة تحصر مستقبل الأطفال بالشرطة والعصابات

ألعاب الأسلحة تحصر مستقبل الأطفال بالشرطة والعصابات

نشر في: 1 يناير, 2011: 07:22 م

 عن: نيويورك تايمزتقوم وزارة الصحة بحملة لمنع بيع العاب الاسلحة للأطفال في العراق وكانت اسواق الالعاب في بغداد تمتلئ باسلحة بلاستيكية بكل الاسعار والاحجام.العاب البنادق والدبابات والسكاكين والازياء العسكرية وحتى كاتمات الصوت على شكل لعبة في بلد الاسلحة والازياء سائدة فيه بشكل كبير حيث يبدأ التدريب بشكل مبكر.
يقول الدكتور عماد عبد الرزاق المستشار الوطني للصحة العقلية في الوزارة"انها مسؤولية المجتمع للتخلص من تلك الالعاب فهي تجعل من السهل بالنسبة الى الطفل الانتقال الى الخطوة التالية من العنف الحقيقي لأنه يستمتع كل يوم باللعب بالاسلحة".الوزارة بحد ذاتها لاتملك السلطة لتنظيم مبيعات الالعاب لكنها حثت الحكومة على منع كل الالعاب التي على شكل اسلحة وهي تركز الآن على نوع من الاسلحة الرخيصة عبارة عن مسدسات بلاستيكية تحتوي على طلقات بلاستيكية كانت مصدرا للمئات بل الالاف من اصابات العيون. الدكتور خضير الطائي رئيس القسم التقني في مستشفى ابن الهيثم للعيون وهو مستشفى العيون الرئيسي في البلاد هو واحد من القائمين على تلك الحملة ففي احدى الصباحات كان الدكتور خضير يقوم بفحص عين ولد بعمر 5 سنوات بسبب الخدوش والنزف الداخلي نتيجة للاصابة بأحد هذه الاسلحة. ففي اواخر شهر تشرين الثاني الماضي خلال فترة عيد الاضحى كان هذا الطفل يلعب مع اطفال الجيران عندما اطلق احد الصبيان طلقة بلاستيكية من مسدسه اصابته في عينه، لقد بدا الصبي بخير في البداية لكنه ظل يبكي لسبعة ايام ولا يستطيع النوم مما اضطر والده في النهاية ان يأخذه الى مستشفى العيون حيث عثر الدكتور على طلقة بلاستيكية صفراء بحجم البازلاء الصغيرة سكنت بين مقلة العين والجفن المحيط بها وكان هناك نزف داخلي في العين وازاحة جزئية في قزحيتها يقول الدكتور"لقد كان هذا الصبي محظوظا فالعديد من الاطفال يعانون من اصابات اسوأ من هذه نتيجة الاطلاقات". خلال خمسة ايام عطلة عيد الاضحى حيث العوائل تعطي الاطفال نقودا لشراء الالعاب يقول الدكتور انه كان يشاهد عدة اصابات في اليوم تأتي الى المستشفى نتيجة هذه الالعاب وكان البعض منها حادا بمافيه الكفاية للقيام بجراحة للعين من اجل معالجتها وقد اجرى الدكتور لقاء في التلفاز لنصح اولياء امور الاطفال بعدم شراء الاسلحة، مضيفا"ان المشكلة لاتكمن في اولياء الامور الذين يقومون بشراء هذه الاسلحة ولكن المشكلة تكمن في التجار الذين يقومون باستيراد هذا النوع من الالعاب فالآباء لايستطيعون المقاومة امام اصرار اطفالهم، وقال: لقد شاهدت البعض من تلك المسدسات الهوائية تصل اطلاقاتها الى مدى 50 ياردة". الاطفال هنا يعيشون تحت تأثير العنف الحقيقي من خلال الاخبار ومن خلال ما شاهدوه في احيائهم فخلال فترة العنف ما بين عامي 2006 – 2007 كانت الجثث تبقى في الشوارع لعدة ايام قبل ان يتم جمعها كما ان القليل من الاطفال كانوا يستطيعون الحصول على العناية النفسية مما يؤثر ذلك عليهم بعمق. العوائل العراقية كبيرة في الغالب والاطفال يشاركون غرف النوم مع الوالدين لذا فهم غير محميين من برامج التلفزيون او الحديث المخصص للبالغين واللذين يشيران دائما الى عنف حقيقي او تمثيلي. تقول رئيسة ردهة المستشفى"لقد كانت لدينا مشاهد عنف خاصة بنا ولسنا بحاجة الى المزيد،"مضيفة"يجب ان يتم منع كل الالعاب النارية والاسلحة فقبل عدة ايام كنت اصرخ باطفال الحي وهم يقومون باطلاق النار على بعضهم البعض من خلال هذه الالعاب لكنهم في النهاية كانوا يقومون باطلاق الرصاص البلاستيكي على سيقان بعضهم البعض حتى لايؤذون عيونهم". في اسواق الكرادة حيث تباع هذه الاسلحة بسعر يصل الى 8 دولارات او اقل يقول التجار ان العاب الاسلحة هي الاكثر شعبية، يقول احد مالكي المحلات"ان ثقافة العنف هي السائدة"مضيفا"ان الاطفال لم يعودوا يهتمون بالالعاب التربوية فكل ما يريدونه هو اللعب بهذه الالعاب التي تظهر القوة والعنف". المدرسون يقولون ان العيش مع الكثير من العنف في الخيال والحقيقة جعل الطلاب يسارعون الى الشجار واقل صبرا مع الدراسة، تقول انتصار محمد وهي معلمة في مدرسة ابتدائية بحي اليرموك في بغداد"لقد كان الطلاب يطلبون من المدرسين حل نزاعاتهم لكنهم ما يفعلون ذلك الآن فهم الان يحلون مشاكلهم بقبضاتهم بسهولة اكبر، فهم الآن يتصارعون مع بعضهم البعض اكثر من ذي قبل، مضيفة بانه بعد 15 دقيقة من بداية الدرس لايولون اي اهتمام ويبدأون بالحركة ثم الصراع بين بعضهم البعض". ان اي منع على العاب الاسلحة امر غير محتمل لأنه يتطلب عمل العديد من الوزارات لا يوجد بينها من هو مسؤول عن الصحة العامة، لكن وزارة التجارة تحدثت مع وزارة الصحة حول منع بعض الاستيرادات على حد قول الناطق باسم الوزارة. مصطفى الطفل الذي اصيب بعينه قال انه سوف لن يتكلم مع الجار الذي قام بضربه واضاف انه حينما يكبر سيحاول ان يكون طبيب عيون اما من جهة والده رعد البالغ 62 عاما من العمر فقال انه حاول اقناع الجيران ان لا يسمحوا لأطفالهم باللعب بالاسلحة لكن دون جدوى، مضيفا"أنا لا اجلب مثل هذه الاشياء الى البيت لأنني اعلم بأنها مؤذية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram