TOP

جريدة المدى > سياسية > فات أوان التراجع عن قصف "عين الأسد".. واشنطن تنفي سحب القوات الأمريكية وبغداد تعلن تأجيل الموعد

فات أوان التراجع عن قصف "عين الأسد".. واشنطن تنفي سحب القوات الأمريكية وبغداد تعلن تأجيل الموعد

الموعد المسرب لإجلاء "التحالف الدولي" من العراق كان في أيلول 2025

نشر في: 18 أغسطس, 2024: 12:48 ص

بغداد/ تميم الحسن
يبدو أن المكالمة الاخيرة بين رئيس الحكومة محمد السوداني، وانتوني بلينكن وزير الخارجية الأميركي، بعد قصف قاعدة عين الاسد، غربي الانبار، كانت تحمل رسائل شديدة إلى بغداد، وفق ما يرجح مصدر سياسي.
الاتصال الذي جرى بين الطرفين في وقت متأخر من الليل بتوقيت بغداد، لم تعلن الحكومة عن تفاصيله إلا بعد أكثر من 12 ساعة.
ويبدو ان هذا الاتصال هو ما دفع بغداد بعد ذلك إلى إعلان تأجيل موعد سحب قوات التحالف، وهو بالاساس موعد مجهول، ولم يعلن عنه بشكل رسمي حتى الان.
وأكدت وزارة الخارجية، يوم الخميس، أن تأجيل إعلان إنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق بسبب "التطورات الأخيرة" في المنطقة.
لكن الخارجية الأمريكية نفت بشكل واضح في مؤتمر صحفي، في نفس اليوم، مناقشة "انسحاب القوات الامريكية من العراق".
مكالمة منتصف الليل
ويقول مصدر سياسي لـ(المدى) ان "مكالمة السوداني-بليكن الاخيرة كانت تحمل لغة شديدة ضد بغداد بسبب ماجرى في قاعدة الاسد، وربما حملت رسالة "بوقف المفاوضات العسكرية بين البلدين".
واتصل بلينكين، بحسب بيان مكتب السوداني، في وقت متأخر من ليل الاثنين الماضي، بعد 6 أيام من حادث "عين الأسد" الذي جرى في 6 آب الماضي.
رئيس الحكومة وفق البيان أكد على: "استمرار التواصل بين الجانبين من أجل إنهاء مهامّ التحالف في العراق، والانتقال إلى علاقات أمنية ثنائية".
ووافق بلينكن السوداني بشأن التواصل "لكن لم يذكر اي شيء يتعلق بانهاء قوات التحالف"، وفق مايقوله المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه.
واكد وزير الخارجية الامريكي، بحسب بيان بغداد، الذي نشر منتصف اليوم الثاني للمكالمة، التزام بلاده "باستمرار التشاور مع الجانب العراقي بشأن قضايا المنطقة، ودعم مسار تعزيز العلاقات والتعاون بين البلدين".
وجاء هذا الاتصال فيما كانت بغداد قد اعلنت عن اعتقال 5 متورطين، تابعين للحشد العشائري، بقصف المعسكر الذي يضم قوات امريكية.
وأصيب 5 جنود امريكان بالحادث، أحدهم كان في حالة حرجة، بحسب وزارة الدفاع "البنتاغون"، فيما كان قيادي في أحد الحشود العشائرية في الانبار شكك برواية الرسمية عن اعتقال المنفذين.
وقال عبد الله الجغيفي، على صفحته في "فيسبوك" ان قيادات عسكرية قامت بـ"فبركة" الاعتقال، بعد ان افرجوا عن الفاعلين الاصليين، وهم من جماعة مسلحة معروفة، لم يذكرهم بشكل صريح.
ورجح مراقبون، ان بغداد كانت تحاول باعتقال السريع للمنفذين، جرى بعد يومين فقط من الهجوم، هو لتجنب البلاد التصعيد بين إيران وإسرائيل.
ووصفت بغداد الهجوم الذي تم عن طريق صاروخين، على "عين الأسد"، بأنها "أعمال متهورة"، فيما قالت بانها تعرف الفاعلين.
وجاء الهجوم بعد يوم من اتصال سابق بين السوداني، ووزير الخارجية الامريكية، دعا فيه الاخير بغداد للعمل على خفض التصعيد بالمنطقة، فيما تعهد الاول بحماية مصالح واشنطن بالعراق.
ويُعتقد بان الفصائل العراقية ستنضم الى الرد الإيراني المرجح ضد إسرائيل عقب مقتل اسماعيل هينة، زعيم حركة حماس في طهران، فيما اعتبر هذا احراجا للسوداني و"استهداف شخصي"، بحسب مصادر سياسية.
التراجع لم يفلح
الفصائل المنضوية تحت تحالف ما يسمى بـ"المقاومة العراقية" حاولت تخفيف ماجرى في عين الاسد، و روجت ان القصف كان ردا على ضرب جرف الصخر، ولا يتعلق بمقتل هنية.
وكان رئيس الحكومة في ذلك الوقت، بحسب المصادر، قد ضغط على حلفائه في الإطار التنسيقي، لوقف هجمات الفصائل.
الحلفاء السياسيين كانوا متشككين ايضا بوعد السوداني بسحب القوات الامريكية، على الرغم ان المصادر السياسية تقول ان "التشكيك هو ضرب لشعبية رئيس الحكومة أكثر من كونه مبنيا على حقائق".
الفصائل وبعد ازدياد الضغط من الحكومة، أصدرت بيان قالت بانها سترد إذا تعرضت إيران الى هجوم، ونفت التزامها بـ"تعهدات الحكومة" بشأن المفاوضات مع واشنطن.
وفي ذلك الوقت كشف وزير الخارجية فؤاد حسين عن اتصالات مباشرة مع الأميركان بشأن تجنب التصعيد وعدم تحويل العراق إلى ساحة حرب.
بدوره يقول مثال الالوسي النائب السابق لـ(المدى) ان "الحلول الدبلوماسية السابقة قد لاتنفع بعد الان. واشنطن ستتخذ اجراءات تصعيدية إذا تعرضت اسرائيل او مصالح امريكا بالمنطقة للخطر".
وكشفت وسائل اعلام ايرانية، قبل ايام، أن وزير الخارجية فؤاد حسين، سيتوجه إلى واشنطن الشهر المقبل للإعلان رسميا عن انسحاب القوات العسكرية الأميركية من العراق.
وقالت ان الانسحاب سيبدأ في ايلول 2025، على ان يبدأ في كردستان في ايلول 2026.
لكن هذه التقديرات كانت غير مقنعة بالداخل. يقول حسن فدعم، وهو نائب وقيادي سابق بالحشد الشعبي لـ(المدى) ان التصعيد بعد مقتل هينة "سيؤثر بالتأكيد على مفاوضات سحب القوات، وقد يعطلها".
ويوم الخميس الاخير، خرج المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر في مؤتمر صحفي وقال: "لم نناقش في أي وقت انسحاب القوات الأميركية من العراق، لكننا نواصل مناقشة الانتقال إلى ما يمكن أن نطلق عليه شراكة أمنية ثنائية".
بالمقابل ردت الخارجية العراقية سريعا على كلام ميلر المحرج بالنسبة لبغداد، واكدت أن الاخير ادلى بـ"إجابة غير دقيقة" عن وضع القوات الامريكية بالعراق.
واوضحت في بيان، ان مفاوضات سحب القوات وصلت مراحل نهائية لكن "تم تأجيل الإعلان عن إنهاء المهمة العسكرية للتحالف الدولي في العراق بسبب التطورات الأخيرة".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

فات أوان التراجع عن قصف
سياسية

فات أوان التراجع عن قصف "عين الأسد".. واشنطن تنفي سحب القوات الأمريكية وبغداد تعلن تأجيل الموعد

بغداد/ تميم الحسنيبدو أن المكالمة الاخيرة بين رئيس الحكومة محمد السوداني، وانتوني بلينكن وزير الخارجية الأميركي، بعد قصف قاعدة عين الاسد، غربي الانبار، كانت تحمل رسائل شديدة إلى بغداد، وفق ما يرجح مصدر سياسي.الاتصال...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram