خاص/ المدى
اوضح الباحث بالشأن الاقتصادي دريد الشاكر العنزي، اليوم الاحد، ان التلوث المستمر في بيئة محافظة البصرة والذي سببه حرق الغاز المصاحب لعملية استخراج النفط جاء بسبب الاستعمار الذي استغل سوء التخطيط في العراق.
واكد العنزي، ان "سوء الية الإنتاج والاستخدام غير الصحيح للغاز وحرقه في الاجواء العراقية جاء من تراكمات كثيرة وطويلة". مشيرا الى، ان "هناك تشبع من الانبعاثات في مناخ المنطقة المجاورة للبلد، فالتلوث يشمل الكثير من بلدان العالم وليس في البصرة فقط".
واضاف العنزي لـ(المدى)، انه "الدول الامبريالية استغلت بشكل بشع الية استخراج النفط لخلق أجواء استعمارية جديدة من خلال تغيير الية الاستعمار، فهم الاقدر عل تغييرها لكونهم يمتلكون التكنولوجيا لتصبح مناسبة لافكارهم التي تدعو لمعالجة تلوث المناخ، لذلك فهم يدخلون للعالم بهذا الشعار لكافة الدول سيئة التخطيط مثل العراق، حيث يبحثون عن حقول جديدة بالرغم من ان هذه الحقول تلوث المنطقة ليل نهار".
واشار، ان "ما يمكن تقديمه للبصرة هو انشاء مصانع قنص غاز ثاني اوكسيد الكاربون من الجو والذي هو السبب الرئيسي للتلوث والذي يؤثر على البيئة والغطاء النباتي، حيث قضى على عشرات الملايين من النخيل والاشجار في البلد". مبينا ان، "كلفة هذا المصانع أو المعامل لا تتجاوز الـ١٥ مليون دولار، وخلال سنة او سنتين سيكون جو البصرة خارج القياس الدولي للتاثر بالغاز".
وتابع، "من جانب اخر بامكاننا استخدام الغاز في التجارة العالمية لغاز الكاربون والتي تصل الان الى٨٠ تريليون دولار للطلب المتزايد عليه، اذ ان تصنيع الكاربون على شكل حبيبات ثلجية يمكن استخدامها بعملية الاستمطار، فضلا عن انها تضيف مليارات الأمتار المكعبة من الماء، فيما يستخدم لكبس وتبريد الغاز لدرجة معينة، وحقنه في الابار النفطية بدلا من حقن الماء". منوها على، انه "يوجد مع كل بئر نفط بئر ماء يستخدم لمعادلة إنتاج للنفط بعد تخلخل ضغط الغاز مع تقادم الابار، وهذا الامر يسبب ضرر كبير للمياه الجوفية في البصرة".
واختتم الباحث الاقتصادي، ان "ما القت بها القوات الغازية من قنابل محرمة دوليا يصعب التخلص من آثارها بسرعة بل من خلال معالجات تدريجية ومكلفة".
يذكر ان الحكومة العراقية خصصت في موازنة العام 2023، 200 مليون دولار لشراء الأدوية السرطانية، كما خصصت قرابة 250 مليون دولار لتغطية بعض المتطلبات من خلال النفقات الحاكمة، وهذه المبالغ غير كافية ولا ترقى الى معاناة الناس وحاجاتهم مقابل حجم الإصابات المتزايد بسبب التلوث.