خاص/المدى
حذر المختص في المجال البيئي، ايمن سعدي، من خطورة التلوث البيئي في محافظة صلاح الدين، مشيرًا إلى تزايد معدلات الإصابة بالأمراض السرطانية في المنطقة نتيجة التعرض للملوثات المختلفة، داعياً إلى "اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من التلوث وتحسين جودة البيئة حفاظًا على صحة المواطنين".
وقال سعدي، خلال حديث لـ (المدى)، إن "التلوث في محافظة صلاح الدين يأتي من عدة مصادر، بما في ذلك الانبعاثات الناتجة عن المصانع، والنفايات غير المعالجة، والتلوث الناتج عن النشاطات النفطية"، مشيراً إلى أن "هذه المصادر تسهم في تلوث الهواء والمياه والتربة، مما يؤدي إلى تراكم المواد الكيميائية السامة في البيئة".
وأضاف، أن "هناك زيادة ملحوظة في حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي وأمراض السرطان بين سكان المناطق القريبة من هذه المصادر الملوثة"، لافتاً إلى أن "الأطفال وكبار السن هم الأكثر عرضة للتأثر، بسبب ضعف جهازهم المناعي".
كما دعا إلى "ضرورة تطبيق القوانين البيئية الصارمة، ومراقبة جودة الهواء والمياه دورياً، بالإضافة إلى توعية المجتمع بأهمية الحفاظ على البيئة والحد من الأنشطة التي تزيد من التلوث".
وأكد المختص البيئي، على "أهمية التعاون بين الحكومة، والمجتمع المدني، والمؤسسات الأكاديمية، لمعالجة هذه المشكلة قبل أن تتفاقم وتؤدي إلى أضرار صحية وبيئية لا يمكن تداركها".
وسبق أن حذر مسؤولون في وزارة الصحة من تزايد الإصابات بالسرطان في كل المحافظات والمناطق النفطية، بسبب الانبعاثات الملوثة. وأكدوا أن معدل الإصابات بسرطان الثدي والقولون والقصبات والغدد اللمفاوية والمثانة تزداد بنسبة 10% سنوياً في البصرة.
ولم تضع الحكومة أي حلول للشكاوى والمطالب التي تلقتها من أهالي مناطق في البصرة ومحافظات أخرى، ومنها كركوك، إذ لا تزال المصانع والملوثات البيئية الخطيرة توجد فيها.
وأعلنت إدارة محافظة صلاح الدين تحركاً للسيطرة على تزايد الإصابات بالسرطان في قضاء الدجيل، الذي حذرت من خطورته.
من جانبها، قالت مديرة شعبة السيطرة على الأورام في دائرة صحة صلاح الدين انتصار مرهون زهوان: "تشمل المهمات الأساسية للشعبة رصد الإصابات بالأورام السرطانية بعد تسجيل نحو 3 آلاف حالة منذ عام 2020، وأكثر الأمراض شيوعاً هي سرطان الثدي والدم".
وأردفت أن "نسبة التلوث العالية تزيد أمراض السرطان، وأن هناك قلة وعي بالأمراض وطرق الإصابة بها وكيفية علاجها، ثم إنَّ مراكز الأورام قليلة على غرار الأجهزة والأطباء المتخصصين".
وأطلق العراق العام الماضي المبادرة الوطنية لدعم الطاقة وتقليل الانبعاثات بالتنسيق مع وزارة البيئة، وشكل فريق "إيزو" الذي ضم أقسام الجودة في المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني المعنية والعشائر من أجل العمل على جودة إدارة الطاقة والمساحات الخضراء ومواجهة التغيّرات المناخية، لكنها لم تعلن حصول أي تحسّن بيئي.