بعد ان كان مصير الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني الذي يفترض ان يقود أسود الرافدين في بطولة غرب آسيا المقرر ان تنطلق اليوم السبت في الكويت غامضاً بسبب الزوبعة التي أثارها المدرب زيكو بعد ان قدم استقالته لأسباب قديمة - جديدة تتعلق بآلية تسديد رواتبه، اصبح مصير المشاركة في هذه البطولة غامضاً ايضا ، بل باتت المشاركة مهددة حسب ما أثاره تصريح نائب رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عبد الخالق مسعود لقناة العراقية الرياضية مساء اول من امس الخميس في حديث مثير وجريء مع الزميل حسن عيال.
ربما يعد هذا التصريج جاء مفاجأة صاعقة على رؤوس انصار وعشاق المنتخب وهو يعيش أزمة فنية ومشاكل تحيط به من كل جانب لكن هذه الخطوة كانت متوقعة للمنتخب بسبب ما يواجهه من ظروف اربكت حسابات هذه المشاركة في بطولة غرب آسيا التي كنا نتطلع اليها لأكثر من صعيد.
ففي الوقت الذي كنا نمني فيه النفس بمشاركة لافتة نتلمس فيها مدى الإصرار والتحدي اللذين يبديهما شباب المنتخب وهم يحملون لواءه اول مرة في محفل خارجي تمثل في هذه البطولة الاقليمية من جهة ، وتحدي الذات والظفر بنتيجة جيدة من جهة ثانية ، اصبح المنتخب غارقاً الان في دوامة المشاركة من عدمها وهو ينتظر حتى صباح غـــد الاحد لمعرفة مصير تصريح الدخول الذي يفترض ان يحصل عليه المدرب حكيم شاكر الذي كانت جميع المؤشرات تفيد ببقائه مع المنتخب بعد لقاء البحرين الودي لمواصلة المشوار على نحو مؤقت في مثل هذه المهمة الوطنية التي ارتضى الرجل بفخر كبير ان يخوض تجربتها ويتحدى كل ما يحيط به من مخاطر طالما الامر سيتعلق بالمنتخب الوطني الذي يحمل اسم العراق.
اذن هكذا راهن البرازيلي زيكو على ان يجعل الاتحاد العراقي والمنتخب ايضا ان يجعلهما في مأزق قد يدفع الاتحاد العراقي مثلما كان يفكر زيكو ان يرضخ بشكل سريع لمطاليبه الجديدة والرضوخ لكبريائه والتنازل امامه واعلان الطاعة في حضرته، هكذا كان يفكر زيكو قبل ان يتفاجأ بمهمة حكيم شاكر وبعدها بالمهلة التي حددها الاتحاد العراقي عندما منحه 72 ساعة للالتحاق بالمنتخب قبل ان يلجأ الاتحاد الى الجهات القضائية في خطوة طالت ليست متأخرة ، بل متأخرة جداً على الاتحاد ان يتخذها ويحد من سلوكية زيكو ونزعته التسلطية قبل ان يضعنا في هذه الدوامة!!
ان زيكو وكما هو مفهوم وواضح من خطوة استقالته وتحديداً رغبته بفسخ عقده مثلما اراد في رسالته الى الاتحاد العراقي تحت حجة عدم استلام رواتبه، أن يمسك العصا من الطرف الثاني طالما جاءت هذه الخطوة في مرحلة حساسة ربما يتصور المدرب زيكو ان هذا الرهان سيرفع من صوته ويعلو به من شأنه بعد ان افتضح امره وبطبيعة الحال هذا الامر يندرج ضمن مآربه الابتزازية فليس من المعقول ان يبقى مدرباً محترفاً مثل زيكو لازماً الصمت على حقوقه.
عموماً اذا ما كتب على المنتخب ان يكون خارج اسوار غرب آسيا ، فعلى الاتحاد ان يحسم امر المدرب زيكو على نحو سريع وان يلتفت الى مستقبل المنتخب ويحسم امر مدربه الجديد مع ملاحقته لزيكو لدى المؤسسات الكروية الدولية والجهات القضائية وان ينتزع منه كل اموال العراق وأن يُسقط رهانه!