خاص/ المدى
دعا مختصون في الشأن الاقتصادي إلى وقف العمل بنظام الدفع الإلكتروني في محطات الوقود، مشيرين إلى أن هذا النظام قد فشل بشكل كبير بسبب عدم توفر البنية التحتية اللازمة لهذه العملية، إضافة إلى نقص المستلزمات الضرورية لإنجاح هذا النظام. وبالرغم من أن العديد من المواطنين في بغداد يشكون من توقف منافذ الدفع الإلكتروني في عدة محطات لتعبئة الوقود، إلا أن هذه المحطات تستمر بالعمل بهذا النظام حتى الآن. وقد سجل العديد من أصحاب المركبات في مختلف المحافظات محاولات فاشلة للدفع عبر البطاقة الإلكترونية أثناء محاولتهم التزود بالوقود.
البنية التحتية غير مؤهلة
الباحثون في الشأن الاقتصادي أشاروا إلى أن الشروع في تطبيق هذا النظام وتوجيه الحكومة العراقية للتحول من نظام الدفع النقدي إلى الدفع الإلكتروني جاء بشكل مبكر ودون استعداد كافٍ.
وأوضحوا أن من أهم المستلزمات التي تفتقدها البنية التحتية لهذا النظام هو توفر خدمة الإنترنت، التي تعد من أضعف الخدمات مقارنة بالدول الأخرى.
نقاط الضعف في النظام
ضياء المحسن، الباحث في الشأن الاقتصادي، أشار إلى أن أي مشروع قبل إطلاقه يجب أن يخضع لدراسة جدوى تشمل نقاط القوة والضعف والتحديات المحتملة وفرص النجاح. وأوضح أن مشروع الدفع الإلكتروني في محطات الوقود لم يتلق الاستشارة الكافية من البنك المركزي العراقي، الذي كان يجب عليه تهيئة جميع المستلزمات الضرورية لنجاح المشروع، بما في ذلك التأكد من توفر البنية التحتية المناسبة.
وفي حديث خاص لـ(المدى)، أضاف المحسن أن "الإنترنت يعد من المستلزمات الأساسية لنجاح نظام الدفع الإلكتروني، إلا أن خدمة الإنترنت في العراق ضعيفة جدًا، حيث ما زلنا نستخدم تقنية G3 بينما تستخدم أغلب دول العالم تقنيات G5 وG7."
وأشار إلى أن الانقطاعات المتكررة في خدمة الإنترنت، خاصة خلال أيام الامتحانات النهائية، تزيد من تعطل هذا النظام لساعات طويلة، مما يعطل عملية الدفع الإلكتروني.
تعطيل متعمد
في هذا السياق، شكك المحسن في أن هناك تعمداً من بعض العاملين في محطات الوقود لتعطيل أجهزة الدفع الإلكتروني، مما يجبر السائقين على دفع مبالغ إضافية للعاملين لتسهيل عملية تعبئة الوقود من خلال استخدام الإنترنت الشخصي. ووصف هذه الممارسات بأنها ابتزاز واضح يحدث في ظل غياب الرقابة من قبل وزارة النفط. وطالب المحسن البنك المركزي العراقي بإيقاف العمل بنظام الدفع الإلكتروني في الوقت الحالي لحين تأمين تقنيات حديثة مثل G5 بالتعاون مع وزارة الاتصالات، وضمان عدم قطع الإنترنت خلال فترات الامتحانات.
أيادي خبيثة تعرقل النظام
عبد الرحمن الشيخلي، الباحث في الشأن الاقتصادي، أكد أن النظام فشل فشلاً ذريعاً بسبب تلاعب جهات فاسدة تسعى لإفشال هذه المبادرة.
وأوضح الشيخلي في حديثه لـ(المدى) أن هذه الجهات لا تقتصر محاولاتها على محطات الوقود فقط، بل تستغل أي فرصة تتاح لها لإفشال النظام في مؤسسات الدولة الأخرى.
وسرد الشيخلي حادثة شخصية وقعت له عندما كان يحاول تسديد رسوم عبر نظام الدفع الإلكتروني في الدائرة القنصلية لوزارة الخارجية، حيث تم رفض قبول بطاقته بحجة أنه "لا أحد يستخدم هذا النظام هنا".
وذكر أن الموظفين حاولوا تبرير رفضهم بحجة تعطل الأجهزة، وهو ما اعتبره الشيخلي تلاعبًا واضحًا بهدف تعطيل النظام.
واختتم الشيخلي حديثه بالقول: "هذه الحادثة تؤكد لي أن هناك أيادي خبيثة تحاول إفشال هذه التجربة التي من شأنها أن تخدم الوطن والمواطن". تجدر الإشارة إلى أن وزارة النفط - شركة توزيع المشتقات النفطية كانت قد أعلنت في آذار الماضي عن بدء تزويد المركبات بالوقود "السوبر" و"المحسن" وفقاً لبطاقات الدفع الإلكتروني POS في جميع المحافظات.
اقتصاديون يدعون إلى وقف نظام الدفع الإلكتروني في محطات الوقود: فشل ذريع!
نشر في: 20 أغسطس, 2024: 12:04 ص