 ترجمة / حامد أحمد

في لقاء مع موقع، ذي ناشنال الاخباري، حذر القائم بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة يونامي في العراق، كلاوديو كوردوني، من ان الحرب الدائرة في غزة تدفع بالعراق الى ان ينجر لمواجهة تتوسع جبهاتها هو أصلا يحاول تجنبها، مشيرا الى انه يدعو جميع الأطراف الى التهدئة وإيقاف الحرب والمضي نحو حل سياسي.

وقال، كوردوني، نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في مقابلة على هامش الذكرى السنوية 21 للتفجير الانتحاري الذي تعرض له مقر الأمم المتحدة في فندق القناة في بغداد بتاريخ 19 آب 2003 وقتل فيه رئيس البعثة سيرجيو ديميلو، انه يعتقد بان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مصمم على تلافي أي توتر عقب فترة هدوء نسبي طويلة.
وأضاف كوردوني في حديثه لموقع ذي ناشنال الاخباري من مقر بعثة الأمم المتحدة في المنطقة الخضراء "رئيس وزراء العراق، بشكل خاص، حريص على ان لا ينجر البلد لهذه الحرب في وقت يدعم حقوق الفلسطينيين دبلوماسيا وسياسيا. الحرب هي ليست أسلوب لحل قضايا ومشاكل، وهناك خطورة من ان تتفاقم الأمور الى الأسوأ".
وكانت الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، التي تسببت وفق آخر احصائيات سلطات صحية محلية هناك على مقتل ما يزيد على 40 ألف مدني فلسطيني، قد حفزت ودفعت بفصائل مسلحة تعرف بمحور المقاومة على شن هجمات على أهداف إسرائيلية وأميركية منطلقة من لبنان واليمن والعراق وسوريا.
قاعدة عين الأسد الجوية في غربي العراق، التي تشغلها قوات أميركية وقوات اجنبية أخرى من التحالف الدولي، قد تعرضت لعشرات الهجمات منذ بدء الحرب في غزة. وكانت فصائل مسلحة عراقية مدعومة من إيران قد تبنت معظم هذه الهجمات.
وقال المبعوث الاممي الخاص في العراق انه يتفهم المصاعب التي يواجهها العراق، ويضيف أيضا "ولكننا ندعو الجميع الى تخفيف التوتر، والأهم أيضا هو ان نوقف هذه الحرب ونعمل باتجاه حل سياسي".
وكانت الأشهر الأخيرة قد شهدت مباحثات بين بغداد وواشنطن حول مستقبل مهمة التحالف الدولي في البلد وانسحاب القوات الأميركية من العراق، مع ذلك فان التقدم في سير المباحثات كان ابطأ من تواصل دعوات الفصائل المطالبة بتعجيل الانسحاب، التي تقول بأن الحكومة فشلت بالتوصل لاتفاق حول انسحاب القوات الأميركية التي تقود مهمة دولية بتقديم المشورة والتدريب للقوات العراقية في حربها ضد داعش.
هجمات الفصائل استؤنفت بعد انتهاء سريان هدنة غير رسمية رغم تخللها هجمات متقطعة، والتي تقول أيضا بانه طالما الحرب مستمرة في غزة فان الهجمات ضد إسرائيل وقواتها ستستمر.
المبعوث الاممي، كوردوني، كان قد كرر في حديثة دعوة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بإيقاف فوري للنار في غزة، وان الهيئة الدولية تسعى لحل سياسي يتمتع فيه الفلسطينيون بدولتهم المستقلة ويعيشون بسلام جنبا الى جنب مع إسرائيل.
وتأتي دعوته وسط مخاوف من تصعيد إقليمي أكثر، حيث قامت إسرائيل باغتيال القيادي البارز في حزب الله، فؤاد شكر، بغارة جوية على منطقة مكتظة بالسكان من العاصمة اللبنانية بيروت وذلك في 30 تموز تسببت بمقتل مدنيين آخرين. وبعد ساعات من هذا الحادث تم اغتيال قائد حركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران بهجوم على مقر اقامته وجهت فيه أصابع الاتهام لإسرائيل. وتعهدت كل من إيران وكتائب حزب الله في لبنان بالرد مما زاد ذلك من مخاوف اتساع نطاق الحرب.
وقال المبعوث الاممي في العراق كوردوني " نحن نأمل بجد ان لا يحدث هذا التصعيد".
يشار الى ان بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، يونامي، التي تأسست في العام 2003 بعد الغزو الأميركي لتعزيز حوار سياسي شامل وتنسيق مساعدة إنسانية وتنموية، من المقرر ان ينتهي تفويضها في البلد بنهاية كانون الأول 2025. وكان ديميلو أول من ترأس بعثة يونامي في العراق لدورة تستمر أربعة أشهر، وأسس فريقه مكاتب لهم في فندق القناة في بغداد. وبتاريخ 19 آب 2003 نفذ تنظيم القاعدة هجوما على مقر الأمم المتحدة تسبب بصدمة حول العالم، وأصبح ذلك اليوم ذكرى سنوية لإحياء، يوم الإنسانية العالمي.
وقال المبعوث الاممي كوردوني " نحن نحيي ذكرى الهجوم الذي وقع في عام 2003 تسبب بمقتل المبعوث الخاص ديميلو و21 عضو آخر من فريقه. انا سعيد بعودة الأمم المتحدة التي عملت مع العراقيين منذ ذلك الوقت. انا فخور بالعمل الذي قام به الزملاء على مدى 21 عام".
ومنذ ان غادرت رئيسة بعثة يونامي السابقة، جينين بلاسخارت، العراق في 1 حزيران، تولى كوردوني المنصب كقائم باعمال البعثة لحين وصول رئيس البعثة الجديد، محمد الحسن، القادم من سلطنة عمان لشغل المنصب الذي من المتوقع ان يستأنف عمله قريبا.

• عن ذي ناشنال