خاص/المدى
يشهد العراق تحديات بيئية خطيرة نتيجة انحسار المياه في الأهوار، ما يهدد الثروة الحيوانية التي تعتمد على هذه المناطق كمصدر رئيسي للرعي والمياه.
ويحذر خبراء الاقتصاد من تداعيات هذا الانحسار، الذي قد يؤدي إلى تدهور نوعية المراعي، وزيادة الأمراض بين الحيوانات، ونزوح المجتمعات المحلية التي تعتمد على الثروة الحيوانية، مما يشكل تهديداً خطيراً للاقتصاد المحلي والبيئة في المنطقة.
وقال المختص في الشأن البيئي، صلاح يسر، خلال حديث لـ(المدى)، إن "تقلص مساحة الأراضي الرطبة يؤدي إلى تقليل المناطق التي تعتمد عليها الحيوانات للرعي، مما ينعكس سلباً على صحة الحيوانات وإنتاجها".
وأضاف، أن "انخفاض مستويات المياه يمكن أن يؤدي إلى تلوث المياه المتبقية، مما يزيد من مخاطر الأمراض التي تصيب الحيوانات".
وأكمل، أن "السكان المحليون الذين يعتمدون على الثروة الحيوانية قد يضطرون إلى النزوح بسبب تدهور الظروف البيئية، مما يؤثر على الاقتصاد المحلي".
وتابع المختص في الشأن البيئي، أن "انحسار المياه يؤثر على توافر الغذاء الطبيعي للحيوانات، الذي يؤدي إلى انخفاض في أعدادها ويؤثر على سلسلة الغذاء بالكامل"، داعياً إلى "تدخلات عاجلة من أجل حماية النظام البيئي للأهوار والحفاظ على الثروة الحيوانية التي تعتمد عليها المجتمعات المحلية".
من جهته، كشف مجلس محافظة ذي قار، عن نتائج انحسار المياه في الاهوار الرئيسية في المحافظة.
وقال الناطق باسم مجلس محافظة ذي قار، ياس الخفاجي، إن "الاهوار بيئة فريدة من نوعها على مستوى المنطقة وهي تشكلت منذ الاف السنين وباتت ماوى لعشرات الاف من المدنيين".
وأردف، أن "الاهوار في ذي قار مرت بظروف عصيبة في العقود الاخيرة بسبب عوامل متعددة منها الجفاف الذي ادى الى فقدانها نصف ثروتها السمكية ناهيك عن نزوح الكثيرين لافتا الى ان الوضع الحالي مثير للقلق".
وأكد، أن "مجلس ذي قار اعد دراسة تقييم للموقف بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة من اجل المضي في حلول موضوعية تسهم في انقاذ الاهوار واعادة تدفق المياه اليها من جديد لتسهم في احياء ما تبقى من الثروة السمكية بالاضافة الى الحيوانات الاخرى واسعاف الاهالي قدر الامكان".
ويذكر أن الاهوار في جنوب العراق ومنها ذي قار تعاني من انحسار المياه بشكل كبير ما ادى الى نفوق الثروة الحيوانية.