ترجمة: ابتسام عبد اللههل ستبقى أوبرا وينفري محتفظة بشعبيتها الكاسحة بعد إطلاق قناة (own) الخاصة بها؟بعد عمل دام 24 عاماً في برنامج الحوار، وتقديمها أكثر من 500 حلقة منه، أصبحت أوبرا وينفري رمزاً من رموز الثقافة الأمريكية، بل يذهب البعض إلى ابعد من ذلك بوصفها،" أقوى امرأة في العالم".
وأوبرا مع بدء العام الجديد 2011، ستقدم برنامجها عبر قناة خاصة بها، أطلقت عليه اسم،"أون- own" ويقول البعض إن الأمر بمثابة مقامرة بالنسبة لها. وقد اعترفت هي بذلك، في لقاء مع مجلتها الخاصة، أن الأمر يقلقها فعلاً ويؤرقها. فلماذا هذا التغيير إذن؟إن أوبرا امرأة مختلفة لها تطلعاتها ومواقفها. فهي كما يقال، عندما أعلنت عن تأييدها لترشيح اوباما رئيساً، اعتبر المراقبون ذلك أمراً بالغ الحيوية والأهمية، وعندما ظهر أوباما في برنامجها بعد فوزه، اعتبر الأمر امتيازاً له وليس لها. وفي الحقيقة، أن أوبرا ليست مجرد نجمة تلفزيون، إذ إنها استخدمت برنامجها لصالح أعمال إعلامية خاصة بها، لتغدو بليونيرة في غضون أعوام. وبالإضافة إلى برنامجها الشهير، فان شركتها للإنتاج،"هاربو"، ومجلتها،"o"، التي وضعت صورة أوبرا على كل غلاف لها،شعبية ويبلغ توزيعها 4 ملايين في الشهر. كما إنها تمتلك شركة راديو فضائية، ولديها موقع في (تويتر)، التي يشارك فيه حوالي 4,6 ملايين شخص وأوبرا أيضاً تساهم في الأعمال الخيرية في مختلف أنحاء العالم ويجذب اسمها الكثيرين للمساهمة أيضاً.ولكن التأثير الحقيقي لأوبرا يمتد إلى ما وراء تلك الأعمال، فهو يكمن في قوة اسمها وإخلاص المعجبين بها، وعدم تنحيهم عن دعم برنامجها على مرّ الأعوام. وهي بإمكانها إضفاء النجاح على كل شيء: انها قادرة على وضع كتاب في قائمة أفضل الأعمال بمجرد التنويه بعنوانه، وهي بإمكانها أيضاً، بمجرد ذكر اسم نموذج لزي او الإشارة الى علامة تجارية معينة، إلى تهافت الملايين على شرائه، حتى ينفد من الأسواق في ساعات.وقد أصبح اسم أوبرا قوياً الى حد ظهور اصطلاح جديد باسم"تأثير أوبرا". ويحاول أصحاب الصناعات كما يبتذل المنتجون السينمائيون جهداً كبيراً لاستلفات نظرها او حتى لفت أنظار العاملين معها.وبدايات أوبرا متواضعة جداً. لقد بدأت رحلتها من كونسيوكو في المسسيبي، حيث ولدت في عائلة فقيرة. وقد تحملت الفقر وتعرضت لحادثة اغتصاب، ووفاة ابنها، عندما كانت في الـ14 من عمرها، ومع ذلك فقد واصلت الكفاح. انتقلت إلى تينيسي وبدأت العمل في محطة إذاعة. وانتقلت بسرعة إلى الأخبار ومن هناك إلى التلفزيون في شيكاغو، ثم بدأ نجمها يشعّ، لتصبح من شهيرات العالم. وكانت وسيلتها في ذلك عملها المتواصل وأيضاً الجاذبية والمقدرة على استحواذ جماهير المستمعين أو المشاهدين. وعبر تلك المسيرة قدمت للأمريكيين البيض، نموذجاً جيداً للمرأة السوداء، التي بإمكانهم عقد صداقة معها. وهي بذلك قدمت خدمة لقضية السود، وأصبحت نموذجاً لخدمة "التمييز العنصري"، وعاملاً في إلغائه نفسياً. ولا يمكن إهمال عاملي الحظ والتوقيت الجيد في مسألة نجاحها، عندما بدأ المجتمع في خلال الثمانينيات يلتفت إلى مواهب وكفاءات السود.لقد جاءت في الوقت المناسب وفي المكان المناسب، لتقدم نموذج المرأة السوداء الناجحة وصديقة المشاهدين كافة.ويقول أحد الخبراء في علم النفس، إن أوبرا لم تكن نموذجاً للجمال، تحاول أن تستغل المشهد لجذب الاهتمام إليها.إنها امرأة عاشت الواقع ومرت بظروف صعبة وكافحت من اجل النجاح. وهي امرأة صريحة، تحكي للجمهور كلّ ما مرّت به في حياتها، ولا تخفي شيئاً عنه، ولذلك بادلها الحب والإعجاب في شتى أرجاء الأرض.وستواصل أوبرا عملها في قناتها الخاصة (own) متولية منصب المدير التنفيذي الأول في اتخاذ القرارات، إضافة إلى استمرار برنامجها الشهير حتى نهاية العام الجديد، وقد اختارت هذا القرار الحكيم من اجل بث النجاح في قناتها الجديدة، حيث يتوقع الكثيرون ان يجلب إليها المزيد من القوة والثروة، وهذه هي المرة الأولى في العالم، التي تمتلك فيها امرأة قناة خاصة بها، تحمل الأحرف الأولى من اسمها، وسيتضمن برنامج (own) موضوعات شخص الأسرة بشكل عام، إضافة إلى الحوارات، وشؤون المطبخ.وعلى الرغم من قلق وتوتر أوبرا المتعلق بدرجة نجاح مشروعها الجديد، فان النقاد يقولون إنها ستجد النجاح، كما كان الأمر مع إطلاق مجلتها،"أوبرا"، عام 2000، الذي يحقق أعلى المبيعات بين المجلات التي تتناول أيضاً قضايا المرأة والمجتمع والأسرة. وهي ستستفيد من نجاح المجلة، لأن معظم الذين يعملون معها في القناة التلفزيونية، هم من العاملين والصحفيين في المجلة.ويقول النقاد إن أوبرا بانتقالها من التلفزيون إلى الكتب والى المجلة، قد وضعت بصمتها على الثقافة الأمريكية ونبضها المتدفق.عن/ الغارديان
أوبرا وينفري: النبض المتدفق للثقافة الأمريكية
نشر في: 3 يناير, 2011: 04:55 م