الموصل / سيف الدين العبيدي
في سعيها لتحسين حياة سكان المدينة المتضررين من تداعيات الحرب، تسهم الطاقات الشبابية في مدينة الموصل، بشكل فعال في خدمة المجتمع. ويبرز فريق طبي مختص في معالجة الأسنان، مكون من عشرة أطباء وطبيبات من طلبة وخريجي جامعتي الموصل والحدباء، كأحد الأمثلة البارزة على هذه الجهود التطوعية. يقدم الفريق خدماته الطبية بالمجان للفقراء من أبناء المدينة في مجال أمراض الفم والأسنان، التي تتطلب تكاليف علاجية باهظة تشكل عبئًا كبيرًا على ذوي الدخل المحدود.
تأسيس الفريق
عبدالله السنجري، قائد الفريق الطبي، يروي لـ(المدى) قصة تأسيس الفريق قائلاً: “نحن خريجون وطلبة فخورون بتأسيس هذا الفريق في عام 2023. بدأت الفكرة مني، وطرحتها على زملائي، وتمكنا من تشكيل فريق هو الأول من نوعه في المدينة، يعمل بشكل تطوعي على تشخيص الحالات المرضية للفقراء ونقلهم إلى العيادات في كليات طب الأسنان سواء في جامعة الموصل أو جامعة الحدباء أو جامعة النور، وبشكل مجاني”.
أنشطة الفريق
ويشير السنجري إلى أن الفريق قد نظم حتى الآن حملتين كبيرتين، الأولى شملت أكثر من 200 حالة، بينما تجاوزت الثانية 450 حالة. ويوضح: “يشمل عملنا تشخيص المرضى وتحديد مواعيد مراجعتهم لعيادات الكليات، ثم تنفيذ مرحلة المعالجة في تلك العيادات. المعالجة تشمل تقويم الأسنان المتحرك الكامل لحالات محددة، تنظيف وتبييض الأسنان، الحشوات المعدنية والتجميلية، قلع الأسنان، تعويضات الأسنان، وتركيب الأسنان المتحركة”.
ويضيف السنجري أن الحملات تقام بشكل دوري وعند إكمال معالجة جميع المرضى. ويعمل الفريق بالتعاون مع الناشطين والفرق التطوعية الأخرى التي تساعد في توصيل الحالات وتنسيق المواعيد مع العيادات.
الأهداف والطموحات
يؤكد السنجري أن الهدف من هذه المبادرة هو تقديم المساعدة لأكبر عدد من سكان المدينة، وخاصة أهالي الموصل القديمة الذين تضرروا بشدة من الحرب. ويأمل في تحقيق فائدة كبيرة للمدينة، نظراً لارتفاع تكاليف العلاج التي تعاني منها العديد من العوائل.
تثني شيماء شهاب، إحدى المراجعات للفريق، على جهود الفريق قائلة: “هذا العمل غير مسبوق في مجال أمراض الفم والأسنان. بعض العوائل لا تستطيع الذهاب لطبيب الأسنان بسبب ارتفاع تكلفة العلاج والتشخيصات، خاصة في الموصل القديمة التي تعاني من نقص حاد في المراكز الطبية والمستشفيات، حيث دمرت معظمها خلال الحرب”.
من جانبه، يوضح صلاح الوراق، مسؤول عيادة الموصل الخيرية، لـ(المدى) أن العيادة فتحت أبوابها للفريق الطبي لتوفير مكان لهم لتقديم خدماتهم الطبية المجانية. ويقول: “حملة اليوم هي أول تعاون بين عيادة الموصل الخيرية وفريق طب الأسنان، وسنستمر في هذا التعاون في المستقبل. أبواب العيادة مفتوحة لأي طبيب أو فريق طبي يقدم خدمات مجانية للمرضى، لأن العيادة تأسست لدعم الناس المحتاجة”.
ويضيف الوراق أن عودة العيادات ستساهم بشكل كبير في استعادة الحركة التجارية في المدينة، التي تضررت بشكل كبير في الوقت الحالي. كما يدعو الجهات المعنية إلى إعادة بناء المستشفيات في الجانب الأيمن من المدينة بأسرع وقت، وإعادة إعمار المدينة القديمة التي كانت ملتقى للعيادات الطبية قبل أحداث 2014.