علاء المفرجي
في منتصف السبعينيات شاهدت فيلمه (رجلان في مأزق) وهو الاسم التجاري له، في سينما النجوم في بغداد، وكان من إخراج خوسيه جيوفاني، ولا يمكن لي أن انسى المشهد الذي يوقظه فيه فجرا حرس السجن، ليقتادوه الى غرفة الأعدام، والذي قدم فيه الن ديلون إداءً معجزا لشخصية المحكوم بالاعدام، الذي فوجئ بهذه الزيارة، بينما الخوف، والعجز، والاضطراب، مرسوم بأتقان على وجهه الوسيم.
اسم ألان ديلون الذي رحل هذا الأسبوع عن عالمنا، يرتبط بنجومية السينما الفرنسية كسينما، فهو مع بريجيت باردو أصبحت السينما الفرنسية سينما النجوم، هذا على الرغم من أن فرنسا كانت هي المهد الأول للسينما كأختراع وكفن فيما بعد، منذ قرر العالم الفرنسي "ماراي" استعمال التصوير الضوئي في تجاربه الحركية وقد سهل مهمته ظهور الصفائح المصنوعة من "الهلام والبرومور Gelatino – Bromure" في الأسواق مما سمح بالحصول على صور فورية بمستحضرات مهيأة مسبقاً يمكن حفظها سنين عديدة.
ألان ديلون إذن مع قلة من نجوم السينما الفرنسيين منحوا هذا الفن شعبيته، وقوة تاثيره، في فرنسا، وإن كان لم ينجح بالقدر نفسه في هوليوود على الرغم من تمثيله مع عمالقة السينما الأميركية مثل بيرت لانكستر الذي أدى دور مرشد القاتل (سكوربيو)، الشخصية التي جسدها ديلون، في الفيلم الذي حمل الاسم نفسه من إنتاج 1973. لكن المفارقة في مسيرة هذا الممثل، أن بزرغه في الإداء في فيلمين للمخرج الإيطالي لوكينو فيسكونتي، وهما فيلم "روكو وإخوته" إنتاج 1960 وفيلم "النمر" إنتاج 1963. إضافة الى أنه حقق نجاحا باهرا في فيلم (لو ساموراي) إنتاج 1967 من إخراج جان بيير ميلفيل. ولم يتضمن دور القاتل المأجور الفيلسوف إلا النزر اليسير من الحوار وكثيرا من المشاهد الفردية التي أبدع فيها ديلون. ليصبح ديلون نجما في فرنسا وحظي بالإعجاب الشديد من الرجال والنساء في اليابان، إلا أنه لم ينجح بالقدر نفسه في هوليوود على الرغم من تمثيله مع عمالقة السينما الأميركية مثل بيرت لانكاستر الذي أدى دور مرشد القاتل (سكوربيو)، الشخصية التي جسدها ديلون، في الفيلم الذي حمل الاسم نفسه من إنتاج 1973. فهو لم ينعم بالشهرة والمجد إلا على يد أحد أقطاب الواقعية الأيطالية، وينال شعبيته في اليابان.
مثَّلَ بعدها في أفلام مثل "روكو وإخوانه"، و"الفهود"، و"البلاك توليب"، و"الساموراي"، و"السيد كلاين"، و"بورسيلينو". في عام 1961 ظهر لأول مرة على خشبة المسرح في مسرحية "من المؤسف أنّها عاهرة" إلى جانب رومي شنايدر التي كانت مخطوبة له منذ عام 1959، بعد أن تألقا معًا، قبل عام في فيلم "كريستين". في عام 1965 ظهر في فيلم "الرولس رويس الصفراء" إلى جانب شيرلي ماكلين. في عام 1970 ظهر في فيلم الجريمة الدائرة الحمراء من إخراج جان بيير ملفيل. وكان ديلون وقتها يعتبر من أبرز النجوم الفرنسيين، لكن منذ نهاية السبعينيات وخلال الثمانينيات بدأت نجوميته السينمائية بالتراجع. في عام 1997، أعلن ديلون قراره باعتزال التمثيل السينمائي، ولكن منذ ذلك الحين شارك في خمسة أفلام أخرى، ووسع نطاق أدائه على المسرح في المسرحية الناجحة ".
وعلى الرغم من اعتزاله السينما قبل أكثر من ثلاثة عقود، إلا أن الدراما ظلت تلازمه، من خلال أحداث كثيرة تبدأ من قتل حارس العمارة التي يقطنها، ورميه في حاوية النفايات والتي حقق فيها معه، ولا تنتهي بعلاقته باليمين الفرنسي، والعلاقة مع المافيا الفرنسيية ورجال الجريمة.