TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > بابل الأثرية:الأميركيون تركوها "على خرابها" والمحافظة تكافح الروتين لبنائها

بابل الأثرية:الأميركيون تركوها "على خرابها" والمحافظة تكافح الروتين لبنائها

نشر في: 3 يناير, 2011: 07:23 م

 ترجمة: عمار كاظم محمدالأضرار التي وقعت على آثار بابل القديمة يمكن رؤيتها من فوق قمة تل صغير بالقرب من برج بابل الذي يبدو من الصعوبة تصور اهميته التوراتية فيما تبقى منه اليوم.عبر الافق كانت تترأى ابراج الحراسة والاسلاك والحواجز القذرة عبر اشجار النخيل التي تنتهك المزارع والبيوت الخراسانية لهذه القرية وما يجاورها والقصر الكبير الذي بناه الطاغية في الثمانينيات في اعلى المدينة حيث حكم نبوخذ نصر الثاني.
هناك شيء آخر بارز للعيان هو تلك التلال الطينية التي تخبئ كل ما هو غير مكتشف لحد الان في مدينة دعاها النبي أرميا بانها"كأس ذهبية في يد الرب"الكأس الذي يجعل كل الارض تشرب منه. على سفح التل وثناء العديد من زياراته،يقول جيف الين الذي يعمل على الصيانة بالتعاون مع صندوق التمويل العالمي للآثار"ان كل هذه التلال غير منقبة وهناك امكانات عظيمة في هذا الموقع حيث يمكنك ان تنقب في شارع المدينة كاملا"وهناك في الحقيقة العديد من السنوات التي اعطت الحقائق فيما يتعلق بعراق اليوم لكن للمرة الأولى منذ الدخول الامريكي للعراق عام 2003 وبعد سنوات من العنف والاهمال بدا الاثاريون والقائمين على الصيانة مرة أخرى بحماية وحتى اعادة اجزاء من بابل وآثار اخرى قديمة في بلاد ما بين النهرين وهناك ايضا مواقع أخرى بدأ التنقيب فيها للمرة للأولى وبطريقة سرية حتى لايتم جذب انتباه السراق الذين مازالوا يمثلون كارثة هنا. صندوق التمويل العالمي للآثار يعمل مع الهيئة العراقية للآثار والتراث في صياغة خطة للحماية ومنع المزيد من التدهور لطابوق بابل الطيني الذي مازال يعكس البعض من تأثيرات الزمن واجندات النظام السابق وعمل الاثاريين التجديدي. خلال شهر تشرين الثاني الماضي اعلنت وزارة الخارجية عن وجود منحة بقيمة 2 مليون دولار لصيانة الموقع الاكثر تضررا والاكثر روعة من الباقين على قيد الحياة حيث تضمنت المنحة صيانة باب عشتار الذي تم بناؤه في القرن السادس قبل الميلاد من قبل نبوبلاصر ابو نبوخذ نصر والمزين بطابوق يحتوي على نقش بارز للآلهة البابلية"مردوخ و أدد"(الباب الشهير المزجج بالازرق الذي انشأه نبوخذ نصر والذي تم اكتشافه في بداية القرن العشرين وتم اعادة بنائه في متحف بيرغامون في برلين). ان الهدف يكمن في تهيئة الموقع والاثار الأخرى في اور الى الجنوب والنمرود في الشمال لما يأمل المسؤولون ان يكون يوما ما طوفانا من العلماء والسياح والباحثين الذين يمكن ان يسهموا في احياء الاقتصاد العراقي تقريبا بقدر النفط. ان مشروع بابل في العراق يعتبر الاكبر والاكثر طموحا الى حد كبير انعكاسا لشهرة المدينة وصداها في تراث العراق السياسي والثقافي الحديث يقول قيس حسين رشيد مدير هيئة الاثار والتراث"ان هذا المشروع هو الاول والاكبر ونحن نريده ان يكون نموذجا لكل المواقع الاخرى". يبدو ان المهمة الملقاة رهيبة كما ان التهديدات للموقع كثيرة كما ان حالة البعض من الاثار التي تم بناؤها في عهد الطاغية لا يمكن معالجتها بالاضافة الى ان الدخول الامريكي للعراق والعنف الذي تلاه مما دعا لتوقف عمليات الصيانة وجلب الاثاريين عبر البلاد تاركة الاثار اما ان تتعرض للتخريب او ما هو اسوأ تعرضها للسرقة. لقد حول الجيش الامريكي فيما مضى بابل الى قاعدة عسكرية ثم تحولت الى القوات البولندية قبل ان يتم ارجاعها رسميا لهيئة الاثار والتراث عام 2004 ومازال التدهور الذي احدثه التواجد العسكري يؤثر في المكان. صندوق التمويل العالمي للآثار يقوم بتنفيذ عمليات من الصيانة الاثارية منذ ان بدأ خطة الحماية في عام 2009 فقد بدأت عملية مسح بالحاسوب لمعرفة حجم الاضرار وتمييز لأكثر التهديدات ايذاء بدأ بالتآكل الحاصل من المياه الجوفية المالحة حيث يقول السيد ألين"ما نقوم به اولا هو خلق بيئة مناسبة حيث تقسيم الطريق باسرع ما يمكن الى مراحل". منع تسرب المياه الجوفية الى الطابوق الطيني يتم من خلال تركيب ممر خرسانة حديثة والتنقيب الذي اجراه عالم الاثار الالماني روبرت كولدوي قبل قرن من الآن قد اكل جزءاً من الطابوق تحت قاعدة باب عشتار والطابوق الذي يبلغ عمره 2500 سنة.  هذه المنحة من الولايات المتحدة ستدفع ثمنا للتصليحات وتحويل المياه بعيدا عن مدخل الباب الذي توقف على بعد بضع ياردات عن المنطقة المحيطة وهناك ايضا ترميمات مماثلة لأثنين من معابد بابل هما معبد ننماخ ونبوشاخر وهما الاكثر كمالا من بين الاثار على الرغم من انهما يعانيان من ايضا من التآكل والاثار الضارة التي تمثلت باعداة تغليفهما بالطابوق الحديث. يقول الن"من الصعب القول ايهما اكثر ضررا لكن كلاهما موذيان في حفظ الاثار". فريق اعادة الاعمار الامريكي جدد متحفا حديثا في الموقع بالاضافة الى نموذج باب عشتار الذي خدم كمدخل للزوار طوال عقود في داخل المتحف واحدة من الاثار الثمينة تتمثل بنصب من الطابوق المزجج محفور عليه صورة اسد وهو واحد من 120 قطعة كانت تزين طريق الموكب في المدينة. المتحف يحتوي على ثلاث معارض سيتم تحديد فتحها خلال هذا الشهر لكي تستقبل اول زائريها منذ عام 2003 مع ترتيبات الامن الجديدة وهناك محادثات جارية لأعادة المصنوعات البابلية القديمة من المتحف الوطني في بغداد. ان مصير بابل يتضارب بين الزعماء العراقيين المحليين، بين مسؤول

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram