خاص/المدى
بدأت الحكومة العراقية خطوات جادة للفوز باختيار بغداد كعاصمة السياحة العربية لعام 2025، في خطوة تهدف إلى تعزيز مكانة المدينة على الخريطة السياحية العربية والدولية.
وتسعى الحكومة من خلال هذه الخطوة إلى تحسين الصورة الاقتصادية والأمنية للعراق، مستفيدة من الإمكانيات الثقافية والتاريخية الغنية التي تتمتع بها العاصمة بغداد.
ويُتوقع أن يؤدي هذا الاختيار، في حال تحقيقه، إلى جذب استثمارات سياحية كبيرة وتحسين البنية التحتية، مما ينعكس إيجاباً على الاقتصاد الوطني، ويسهم في تعزيز الاستقرار الأمني والاجتماعي في البلاد.
ملف متكامل يُعزز فرص الفوز
ويقول مستشار الحكومة لشؤون السياحة والآثار والمغتربين، عمر العلوي، خلال حديث لـ (المدى)، إن "ملف المعايير الخاصة بترشيح بغداد عاصمة السياحة العربية لعام 2025 ملف فني بامتياز يتعلق بالبنى التحتية التي تملكها الدولة في مجالات مختلفة في الصحة ومجال الدفاع المدني والسياحة".
ويضيف، أنه "شكلت لجنة بأمر ديواني من قبل دولة رئيس الوزراء لمتابعة تفاصيل العمل"، لافتاً إلى أن "إعداد الملف مكتمل، وسيتم تقديمه الشهر الجاري".
ويوضح، أن "جهود مكثفة من قبل وزارة الخارجية في العمل الدبلوماسي والسياسي للحصول على الأصوات اللازمة"، مؤكداً أن "بغداد سيتم التصويت على ملفها كعاصمة للسياحة العربية".
ويكمل العلوي: "ملفنا يضم 30 صفحة، وهو أكبر ملف يُقدم لمجلس وزراء العرب مقارنة بجميع المدن التي تقدمت سابقاً".
ويبين، أن "أهم الأهداف هو استعادة بغداد لدورها السياحي والثقافي والريادي في المنطقة"، موضحاً أن "الفعالية تمتد لمدة سنة وخلالها سيكون هناك مؤتمرات وندوات وورش عمل متعددة لمناقشة مسألة السياحة في شكل عام".
ويستطرد مستشار رئيس الوزراء لشؤون السياحة، أن "هناك برامج ستتعلق بالافتتاحية الرسمية والإعلان عن انطلاق فعاليات بغداد عاصمة السياحة العربية، وهي فعالية تستمر لمدة أسبوع".
ويتابع، أن" الفعاليات ستضم عدداً من الأمسيات الفنية والمعارض في كل المجالات"، مشيراً إلى "استهداف الأماكن التاريخية والأثرية في هذه المناسبة وتأهيل عدداً منها لتكون جاهزة لاحتضان الفعاليات".
ويردف، أن "هناك إمكانية كبيرة لحضور شخصيات فنية عربية مهمة خلال الفعاليات".
من جهته، يشرح مدير عام المجاميع السياحية في هيئة السياحة والآثار، مهدي الغضبان، خلال حديث لـ (المدى)، أن "ملف ترشيح بغداد كعاصمة للسياحة العربية لعام 2025قد أُعِدّ بالكامل بالتعاون مع الجهات المعنية، ولُبِّيت جميع المعايير المطلوبة للترشيح".
ويؤكد الغضبان، أن "فرص الفوز بلقب عاصمة السياحة العربية لبغداد عالية جدًا نظرًا لاستيفاء كافة المعايير المطلوبة، إضافة إلى التفصيلات التي ضُمِّنت في الملف حول مواقع الجذب السياحي والثقافي والديني في المدينة، مدعومة بصور حديثة وتقنيات متقدمة في الطباعة".
ويشير مدير عام المجاميع السياحية إلى أن "الهدف من ترشيح بغداد هو تعزيز مكانتها كوجهة سياحية رائدة ومستدامة من خلال تسليط الضوء على إرثها الحضاري الفريد"، مبيناً أن "لجنة وزارية أُنْشِئْتِ للعمل على متابعة الملف في حالة الفوز، حيث ستتولى تحسين البنية التحتية وتطوير جودة الخدمات السياحية، بالإضافة إلى تنظيم عشرات الفعاليات بالتعاون مع الجهات ذات الصلة".
محرك جديد لإنعاش الاقتصاد العراقي
ويقول المختص في الشأن الاقتصادي، حيدر الشيخ، خلال حديث لـ (المدى)، إن "اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية له فوائد كبيرة على الاقتصاد الوطني"، مشيراً إلى أن "ذلك يعزز من سمعة بغداد كوجهة سياحية، مما يجذب المزيد من السياح من الدول العربية والعالمية".
ويردف، أنه "بزيادة عدد الزوار، ستزداد إيرادات القطاعات المختلفة مثل الفنادق، والمطاعم، والخدمات السياحية، مما يسهم في خلق فرص عمل جديدة وتحسين البنية التحتية".
ويوضح الشيخ، أن "الملف سيعزز الاستثمار في قطاع السياحة والبنية التحتية المرتبطة به، مما يؤدي إلى تنمية مستدامة وزيادة في النمو الاقتصادي"، مستدركاً "أهمية تبادل الثقافات والتواصل بين بغداد وبقية الدول العربية، الذي يسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية".
ويتابع المختص في الشأن الاقتصادي، أن "اختيار بغداد كعاصمة للسياحة العربية سيعود بفوائد اقتصادية كبيرة على العراق، ويسهم في تنشيط الاقتصاد الوطني من خلال زيادة الإيرادات السياحية وتحفيز الاستثمارات المحلية والأجنبية".
بوابة لتعزيز التراث الثقافي
ويرى الناشط السياحي، يوسف الكربولي، أن اختيار بغداد كعاصمة للسياحة العربية يمكن أن يكون له تأثيرات واسعة النطاق على مختلف جوانب الحياة في العراق.
ويقول الكربولي، خلال حديث لـ (المدى)، إن "بغداد تتمتع بتراث ثقافي وتاريخي غني يعود إلى قرون طويلة، من عهد الحضارة البابلية مرورًا بالعصر العباسي، ويمكن أن يكون اختيار بغداد كعاصمة للسياحة فرصة لإبراز هذا التراث وإعادة ترميم المعالم الأثرية والتراثية. كما يمكن أن يتم تنظيم فعاليات ثقافية ومهرجانات تسلط الضوء على التاريخ والفنون والأدب العراقي".
ويضيف، أنه "بعد سنوات من النزاعات وعدم الاستقرار، يعاني العراق من صورة دولية سلبية، يمكن أن يساعد هذا اللقب في تحسين هذه الصورة من خلال جذب الزوار من جميع أنحاء العالم وتعريفهم بجوانب العراق الثقافية والجمالية التي قد تكون غير معروفة" مشيراً إلى أن "هذا يمكن أن يعزز الثقة الدولية في العراق ويشجع على زيادة التفاعل مع المجتمع الدولي".
ويبين، أنه "مع زيادة أعداد السياح، سيتطلب الأمر توفير خدمات إضافية مثل الإرشاد السياحي، النقل، الضيافة، وغيرها من الخدمات المرتبطة بالسياحة"، موضحاً أن " الأمر سيؤدي إلى خلق فرص عمل جديدة في هذه القطاعات، مما سيسهم في تقليل نسبة البطالة وتحسين مستوى المعيشة للسكان المحليين".
ويؤكد الناشط السياحي، أن "اختيار بغداد كعاصمة للسياحة العربية يمكن أن يكون خطوة محورية نحو نهضة عراقية شاملة، تمتد آثارها إلى مختلف جوانب الحياة في العراق، من الاقتصاد إلى الثقافة وصولًا إلى الاستقرار الاجتماعي".
وفي الأشهر الماضية، عقدت اجتماعات ضمت ممثلين عن وزارة الثقافة والسياحة والآثار ومنظمة السياحة العربية ومجلس وزراء السياحة العرب لمناقشة ترشيح بغداد عاصمة للسياحة العربية.