خاص/ المدى
بين الباحث بالشأن الاقتصادي ضياء المحسن، اليوم الاحد، إن دونم واحد مزروع بالأشجار يمكنه أن يقوم بتوفير أوكسجين لـ 18 شخص لمدة عام كامل، فيما دعا الحكومة لوضع خطة لزيادة المساحات الخضراء والمزروعة لتتناسب مع الزخم السكاني الموجود.
واشار المحسن، أن "تغيرات الاجواء تؤثر على الإقتصاد الوطني لأي بلد سلبا أو إيجابا، فمن الناحية الإيجابية فإنه كلما كانت الأمطار معدلاتها عالية، تعطي مساحة كبيرة للقائمين على القطاع الزراعي في التوسع في الرقعة الزراعية التي تنوي طرحها في الموسم الزراعي والعكس صحيح، ولكن الناحية السلبية لتغيرات الجو تكمن في ارتفاع درجات الحرارة والتي تؤثر سلبا على الإنتاج الزراعي سواء من حيث كمية الإنتاج وحتى جودته". منوها على، ان، "بعض أنواع المحاصيل الزراعية تكون قدرتها ضعيفة على مقاومة درجات الحرارة العالية، وهذا يؤثر كثيرا على الإقتصاد لأن السلطات الحكومية في هذه الحالة تضطر الى فتح باب الإستيراد للمحاصيل التي لا يغطيها الإنتاج المحلي، الأمر الذي يعني إستنزاف العملات الأجنبية وبالتالي سيكون الميزان التجاري لصالح الإستيراد وهذا يشكل ضعفا في سياسات الحكومة لمواجهة هكذا حالات".
واضاف المحسن في حديث خص به (المدى)، ان "الحكومات تعمل جاهدة لتقليل درجات الحرارة من خلال زيادة المساحات الخضراء داخل المدن الكبيرة، وزراعة مصدات الرياح خارجها، كما أن الحكومات تقوم بجهد كبير بالتقليل من درجات الحرارة من خلال التقليل من المساحات التي يتم رصفها لسير السابلة، بينما هذا لا نجده في العراق". مبينا، "نلاحظ قيام السلطات الحكومية بتقطيع المساحات الخضراء بحجج واهية منها بناء مجمعات سكنية داخل المدن وبالتالي فإن هذا يشكل عبء كبير على المدن لما تقوم به هذه المجمعات من انتهاك للبيئة الخضراء".
واردف، ان "الحكومة عاجزة عن فعل أي شيء يمكن أن يؤدي الى التخفيف من درجات حرارة الصيف اللاهب، خاصة مع وجود توجه لبناء مجمعات سكنية عمودية سواء في بغداد أو المحافظات لا تأخذ بنظر الإعتبار أن تكون هناك مساحات خضراء تعمل على تنقية الهواء الملوث من إنبعاثات هذه المجمعات السكنية ومركبات قاطني هذه المركبات".
وبين، انه "يجب ان تقوم السلطات الحكومية المختصة بوضع خطة لزيادة المساحات المزروعة تتناسب مع الزخم السكاني الموجود، من خلال الاعتماد على نسبة عدد السكان وحاجة المواطن للهواء النقي، فعى سبيل المثال فإن واحد دونم مزروع بالأشجار يمكنه أن يقوم بتوفير أوكسجين لـ 18 شخص لمدة عام كامل".
داعيا بحديثه، "على السلطات الحكومية العمل على تقليل الإنبعاثات التي تنفثها المركبات التي يزيد عددها في بغداد فقط على خمسة مليون سيارة، تسير على مسافة لا تزيد على 10000 كيلومتر مربع، والتفكير بجدية في إيجاد مدن جديدة تكون على الجزء الغربي من نهر الفرات، لأننا وبحسب رصدنا نجد أن الزخم السكاني يتمركز في الجانب الشرقي فقط من نهر الفرات، وهو الأمر الذي يعني تقليل المساحات الخضراء، على العكس من الجانب الغربي لنهر الفرات الذي زادت فيه المساحات الجرداء والتي من الممكن إحياؤها إذا ما تظافرت الجهود لذلك".
ويفقد العراق سنوياً 100 ألف دونم (الدونم 1000م مربع)، جراء التصحر، كما أن أزمة المياه تسببت بانخفاض الأراضي الزراعية إلى 50 في المائة وفق تصريحات رسمية.