بغداد / عامر مؤيد
تباينت الآراء حول مسلسل “الجنة والنار”، إلا أن الجميع يتفق على أن هذا العمل الدرامي يمثل خطوة جديدة ومتميزة في المشهد الدرامي العراقي، مبتعداً عن السائد في سوق الدراما المحلية.
المسلسل، الذي عرضت منه حتى الآن حلقات قليلة، حظي بإشادة واسعة من النقاد والجمهور على حد سواء. المخرج مصطفى الركابي وفريقه، وخاصة بطلا المسلسل سنان العزاوي وأمير عبد الحسين، نالوا تقديرًا خاصًا لأدائهم المميز. المخرج علي السومري قال: “في جلسة واحدة، شاهدت ثلاث حلقات متتالية من مسلسل الجنة والنار، وهو ما لم أفعله منذ فترة طويلة. الأداء كان رائعًا، خاصة من الفنانين أمير عبد الحسين وسنان العزاوي. السيناريو متقن، والقصة شيقة”. وأضاف: “ما يميز هذا العمل هو مغادرة الفنان العراقي للأداء المسرحي المعتاد، واستخدام لهجة بسيطة خالية من الفلسفة، تعكس حياة الناس البسطاء الذين يروون قصة مشوقة. آمل أن يستمر هذا الإيقاع السريع”. من جانبه، كتب أستاذ كلية الإعلام، ياسر البراك، عن ستراتيجية الإخراج في المسلسل، موضحاً أن المخرج يركز على “طوبوغرافيا المدينة” من خلال اللقطات العامة التي تكشف تفاصيل المكان ومعالم المدينة العمرانية بكل جوانبها. وأشار البراك إلى أن المخرج مصطفى الركابي لا يستخدم اللقطات العامة فقط كبناء للمشهد أو كربط بين مشاهد مختلفة، بل يجعل منها جزءًا من السرد البصري، مما يعمق حركة الشخصيات وصراعاتها، ويبرز الجانب التسجيلي الذي يوازي الخط الدرامي للأحداث.
الكاتب قيس حسن عبر عن إعجابه بالمسلسل عبر صفحته على فيسبوك، قائلاً: “العمل ينقل لنا مجتمعنا الجنوبي بسلوكه، وانفعاله، وغضبه، وألفاظه، ولباسه، وطعامه. المجتمع الجنوبي معروف بشدة حدته وانفعاله، حيث تطغى العشيرة على الفرد بشكل بارز”. وأضاف: “اختيار العشيرة كإطار للعمل لم يكن سيئاً بل يعكس الواقع المعاش. في الجنوب، يصعب الحديث دون استحضار العشيرة والغضب والصراخ والنزاع الدموي”.
أما المخرج عباس العبودي فأشار إلى أن “الجنة والنار” يجسد الصراع الأزلي بين الخير والشر، بين هابيل وقابيل، صراع لا نهاية له. وأوضح أن المسلسل ينقل ما يدور في مجتمع محافظة ذي قار، حيث يعرض حكاية اجتماعية عن صراعات بين الإخوة وأبناء العمومة، ويعكس المشاكل التي يواجهها المجتمع المدني والريفي والجنوبي على حد سواء. وأشاد العبودي بفريق العمل الفني، قائلاً: “هذا الفريق يصنع المستحيل، وينحت لنا تحفة فنية من حيث التمثيل والتقنيات والتركيب للمشاهد والسيناريو باحترافية عالية. اللهجة الجنوبية والحبكة كانت دقيقة إلى درجة أنني شعرت وكأنني جالس في أحد بيوت سوق الشيوخ”.
