TOP

جريدة المدى > اخبار وتقارير > تقرير: كان بالإمكان منع تفشي جدري القردة في أفريقيا

تقرير: كان بالإمكان منع تفشي جدري القردة في أفريقيا

نشر في: 26 أغسطس, 2024: 11:57 ص



متابعة/المدى
كشف تقرير لوكالة "بلومبيرغ" الأمريكية نقلا عن علماء ومسؤولين بالصحة العامة، أنه "كان بالإمكان تجنب تفشي جدري القردة في قارة أفريقيا، إذا تم الأخذ في الاعتبار التحذيرات السابقة، وتوفير المزيد من اللقاحات"، قبل أن يبلغ القلق بقية العالم، ويدفع منظمة الصحة العالمية لإعلان حالة الطوارئ.


ومنذ بداية عام 2024، قتل الفيروس نحو 575 شخصا في جمهورية الكونغو، وأصاب أكثر من 20 ألفا، وفقا لأحدث البيانات من مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا.


ويسبب المرض أعراضا أشبه بالإنفلونزا، إلى جانب بثور مليئة بالقيح في الجسد. وعادة ما تكون أعراضه معتدلة، إلا أنها قد تؤدي إلى الوفاة. ويزيد خطر المضاعفات على الأطفال والحوامل وذوي المناعة الضعيفة.

وحسب "بلومبيرغ"، فقد أدت "الخطوات الخاطئة" و"التقاعس" من جانب الحكومات والهيئات الصحية وممولي البحث العلمي، إلى خلق "البيئة المثالية لتحور الفيروس إلى سلالة تنتشر بسهولة أكبر بين البشر".


وعلى الرغم من توفر لقاح فعال - يكلف نحو 100 دولار - ووجود دول مثل الولايات المتحدة خزنت ملايين الجرعات، فإن جمهورية الكونغو التي تفشى فيها الفيروس، لم تتلق أي لقاح بعد، وفق الوكالة.


ويلقي منتقدون باللوم على منظمة الصحة العالمية، التي أخرت منح ترخيص اللقاحات، مما منع وصول العلاج إلى البلدان المحتاجة بأسرع ما يمكن.


والآن، بدلا من تفشي المرض في مناطق محددة، يحذر العلماء ومنظمات الإغاثة والسلطات الحكومية، من أن الفيروس "قد ينتشر على نطاق أوسع خارج أفريقيا"، حسبما تذكر "بلومبيرغ".


وقال زعماء أفارقة، من بينهم رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، إن القارة "تعرضت للتجاهل" خلال حالة الطوارئ السابقة، التي "ركزت على نشر اللقاحات في الدول الغربية" لوقف انتشار المرض.


وذكر رامافوزا في بيان يوم 17 أغسطس الجاري، أن إعلان منظمة الصحة العالمية هذه المرة "يجب أن يكون مختلفا، ويصحح المعاملة غير العادلة من الإعلان السابق، من تطوير اللقاحات والعلاجات وإتاحتها في المقام الأول للدول الغربية، مع القليل من الدعم المقدم لأفريقيا".


وقالت منظمة الصحة العالمية إنه خلال العامين الماضيين منذ تفشي المرض الأخير، "لم يتم استثمار سنت واحد من أموال المانحين على المستوى العالمي للسيطرة على فيروس جدري القردة".


حتى وقت قريب، كانت هناك فرصة للتحرك لاحتواء الفيروس، وفق الطبيب المتخصص في الأمراض المعدية، لورنس ليسينبورغس، الذي يعمل في الكونغو، واكتشف هو وزملاؤه تحور الفيروس في يناير الماضي.


وأضاف ليزنبورغس لـ"بلومبيرغ": "لقد فاجأني ما رأيناه حقا، لقد كان تفشيا مختلفا تماما".


وعد أنه "لو طُبِّقت التطعيمات والاختبارات والمراقبة على نطاق واسع، لكان من الممكن تجنب حالة الطوارئ الصحية الأخيرة"، التي أعلنتها منظمة الصحة العالمية في 14 أغسطس الجاري.


بدورها، قالت عالمة الأوبئة، آن ريموين، التي تعمل في الكونغو منذ 22 عاما لفهم كيفية انتشار الفيروس: "لم يكن لدينا أموال لمعالجة آليات انتقال العدوى أو أي قضايا أخرى، لمدة عقدين من الزمن">


وعندما سُئلت عمن هو المسؤول، ذكرت ريموين، التي تشغل منصب رئيس قسم الأمراض المعدية والصحة العامة في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس: "لا أعتقد أن الأمر يتعلق بتوجيه أصابع الاتهام، بل يتعلق بنقص الموارد على مستوى العالم لمكافحة الأمراض الناشئة".


والجمعة، أجازت منظمة الصحة العالمية للشركاء شراء لقاحات جدري القردة قبل الحصول على موافقتها، حسبما ذكرت وكالة رويترز.


ونقلت الوكالة عن منظمة الصحة العالمية قولها، إن شركاءها مثل تحالف اللقاحات (غافي) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) يمكنهم البدء في شراء لقاحات جدري القردة قبل منحهم الموافقة على ذلك، في محاولة لتوصيل التطعيمات إلى أفريقيا على نحو أسرع، بسبب زيادة تفشي الفيروس في القارة.


ووافقت الجهات التنظيمية في دول العالم، ومن بينها الولايات المتحدة واليابان، بالفعل على لقاحين من إنتاج شركة "بافاريان نورديك" الدنماركية، و"كيه.إم بيولوجيكس" اليابانية، ويجري استخدامهما على نطاق واسع منذ عام 2022، وفق رويترز.


ولم تحث منظمة الصحة العالمية على فرض قيود على السفر للحد من تفشي جدري القردة.


فيما أكد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، هانز كلوغه، الأسبوع الماضي، أن العالم يعرف الكثير عن مرض جدري القردة، ولذلك لا يمكن اعتباره وباء "كوفيد الجديد".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

اغتيال مسؤول إيراني رفيع بهجوم مسلح

(المدى) تنشر تقريرا مفصلا صادرا من المالية حول قضية "سرقة القرن"

جثث عائلة كاملة مزقت بالرصاص وتم التمثيل بها.. ما الذي حدث في سامراء؟

اقتصادي يضع "الابتزاز والرشوة والتهريب" كاول مسببات تذبذب سعر صرف الدولار

برلماني: قانون العفو العام سيشمل هذه الفئة

مقالات ذات صلة

غزة تحت الحصار.. تقلص المساحة وتصاعد المعاناة الإنسانية

غزة تحت الحصار.. تقلص المساحة وتصاعد المعاناة الإنسانية

متابعة/المدىيعاني سكان قطاع غزة من تفاقم الأوضاع الإنسانية مع تقلص مساحة القطاع إلى حد بعيد، بسبب تصاعد التوترات والنزاعات. وأدى هذا الوضع إلى تفاقم الأزمات المعيشية للسكان، بما في ذلك نقص حاد في الموارد...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram