TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > سوق قيصرية النقيب: عبق تاريخ السليمانية وذاكرة الماضي

سوق قيصرية النقيب: عبق تاريخ السليمانية وذاكرة الماضي

نشر في: 27 أغسطس, 2024: 12:24 ص

السليمانية / سوزان طاهر

تُعتبر “قيصرية النقيب” واحدة من أقدم الأسواق الشعبية في مدينة السليمانية، حيث يعود تاريخها إلى أكثر من 120 عامًا. وعلى الرغم من التطور العمراني الذي شهدته المدينة، إلا أن سوق القيصرية لا يزال يحتفظ بطرازه المعماري المميز، ولم يتأثر كثيرًا منذ تأسيسه عام 1900.
تأسست قيصرية النقيب على يد مصطفى النقيب بأسلوب يحاكي أسواق إسطنبول، وتضم السوق أقبية كبيرة مبنية بشكل هندسي مثير للانتباه. ويقول الكاتب والمؤرخ الكردي خالد عبد الكريم إن “قيصرية النقيب”، أو “قه یسه ری نه قیب” بالكردية، هي أول وأقدم سوق في مدينة السليمانية. بُني السوق عام 1900 من قبل الشيخ مصطفى النقيب، عم الشيخ محمود الحفيد، لذا سُمي بسوق “قيصرية النقيب”.
وأضاف عبد الكريم في حديثه لـ(المدى) أن “السوق بُني من الطابوق الأحمر، وله أربع بوابات، ويتكون من 100 محل تجاري تعرض أنواعًا مختلفة من الملابس، العطور، ومواد التجميل، وغيرها. وقد استغرق بناء السوق عامين، وهو اليوم يُعد وجهة سياحية للقادمين إلى مدينة السليمانية”. وأوضح أن السوق، رغم التطور العمراني، لا يزال يحتفظ بطرازه المعماري المميز، وتتميز محاله بأبوابها الخشبية التقليدية التي تطورت بمرور الزمن لتصبح مشابهة للأسواق العصرية، مع الحفاظ على الطراز القديم.
يشير الكاتب والصحفي محمد فياض إلى أن سوق السليمانية يُعني بشكل أساسي سوق قيصرية النقيب، الذي تأسس عام 1900، ويُعد من أهم الأسواق التي يقصدها الأهالي والسياح من مختلف المحافظات. وأوضح فياض في حديثه لـ(المدى) أن “قيصرية النقيب تحكي قصة تراثية كردية، من خلال محال صغيرة جدًا، لا تتعدى المتر الواحد، لكنها زاخرة بجميع المواد الكمالية التي تحتاجها النساء، خاصة في المناسبات والأعياد، مثل أعياد النوروز ورأس السنة الميلادية”.
وأضاف أن “الوقوف أمام سوق قيصرية النقيب هو بمثابة الوقوف أمام تاريخ يمتد لأكثر من قرن من الزمان، شهد الكثير من التحولات الاجتماعية والنفسية والمكانية”. ورغم تعرض السوق لحريق في ثمانينيات القرن الماضي، إلا أن أصحاب المحال، ورغم خسارتهم المادية، أعادوا بناء السوق وترميمه، ليصبح أفضل مما كان عليه.
أكد أصحاب المحلات في سوق قيصرية النقيب أن السوق لا يزال يحتفظ بعبقه وتراثه، رغم التطور وظهور المراكز التجارية الحديثة. وأوضح عمر، أحد أصحاب المحال في السوق، في حديثه لـ(المدى) أن “سوق قيصرية النقيب يُعد تراثًا ومتحفًا لأهالي السليمانية، كونه آخر سوق ينتمي إلى العصر القديم وما زالت الحركة التجارية فيه مستمرة، وعمرها 123 عامًا”.
وأشار إلى أن السوق كان في السابق يضم محلات العطارة ولوازم الخياطة بشكل أكبر، أما اليوم فقد قلت تلك المواد، وتحوّلت المحلات إلى بيع الكماليات النسائية والعطور المتنوعة، وغالبية مرتادي السوق هن من النساء.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

بيت المدى يناقش إشكالية

بيت المدى يناقش إشكالية "الهوية والدين" والموقف من المجتمع

 بسام عبد الرزاق اقام بيت المدى في شارع المتنبي، الجمعة الماضية، جلسة فكرية نوعية عن "الهوية والدين" ضيف فيها أستاذ أنثروبولوجيا الدين في الجامعة المستنصرية د. نجم نصر وأستاذ علم الاجتماع والفلسفة في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram