المدى/ متابعة

أعلنت وزيرة الهجرة والمهجرين، إيفان فائق جابرو، اليوم الثلاثاء، عن عودة 517 نازحًا إلى مناطقهم الأصلية في محافظات نينوى وكركوك وصلاح الدين، قادمين من مخيم ديبكة في محافظة أربيل. تأتي هذه العودة في إطار تنفيذ البرنامج الحكومي الذي يهدف إلى إعادة النازحين إلى ديارهم وتعزيز الاستقرار في المناطق المحررة.

وأوضحت الوزيرة، وفقًا لبيان تلقته (المدى)، أن "العودة جاءت بعد استكمال إجراءات الإعادة بالتعاون بين الوزارة وحكومة إقليم كردستان والحكومات المحلية لمناطق العودة".

وأضافت أن الوزارة مستمرة في تسجيل الأسر النازحة الراغبة بالعودة الطوعية وستقوم بشمول العائدين بالمنح المالية والمساعدات الإغاثية والسلع المعمرة لدعم استقرارهم في مناطق العودة وإعادة الحياة إليها.

في السياق ذاته، أعلنت الوزارة أمس الاثنين، عن عودة أكثر من 700 نازح من مخيمات النازحين في محافظة دهوك إلى مناطقهم الأصلية في أقضية ونواحي محافظة نينوى. حيث أكدت وزيرة الهجرة أن "732 نازحاً كانوا يقطنون في مخيم (ايسيان) بمحافظة دهوك عادوا إلى مناطق سكناهم الأصلية في قضاء سنجار بمحافظة نينوى، بالتعاون مع حكومة إقليم كردستان والجهات الساندة لعمل الوزارة".

تمديد موعد إغلاق المخيمات

وفي مطلع مايو الجاري، قررت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية تمديد موعد إغلاق المخيمات حتى نهاية العام الحالي، لإتاحة الفرصة للتوصل إلى اتفاق مع حكومة إقليم كردستان بشأن عودة النازحين.

وكان من المقرر إغلاق كافة مخيمات النازحين في إقليم كردستان بنهاية شهر يوليو الماضي، لكن تنفيذ القرار تأجل نظراً لأن الحكومة العراقية وحكومة الإقليم لا تزالان في مرحلة التفاوض حول هذه القضية.

من جهته، أشار بير ديان جعفر، مدير دائرة الهجرة والمهجرين والاستجابة للأزمات التابعة لحكومة الإقليم، إلى أن الموعد تم تمديده لأن حكومتي الإقليم والحكومة الاتحادية لا زالتا تتفاوضان حول عودة النازحين. وأضاف أن دائرة الهجرة في دهوك توقفت الشهر الماضي عن توزيع المنح المالية للراغبين بالعودة بسبب عدم قدرتها على استيعاب أعدادهم الكبيرة ومشاكل أخرى.

مواجهة التحديات

لجذب النازحين للعودة إلى مناطقهم، رفعت الحكومة العراقية سقف المنح المالية التي تقدم لهم من مليون و500 ألف دينار إلى أربعة ملايين دينار. ومع ذلك، يشكو بعض النازحين من تأخر استلام هذه المنح وعدم توفر التسهيلات اللازمة للعودة، حيث أكد نازحون في مخيم "بحركة" بأربيل أنهم لم يتسلموا لغاية الآن منح العودة الطوعية.

محمد عبد الله، أحد النازحين العائدين إلى منطقته الأصلية، قال في حديث لـ(المدى) إنه تم توريطهم في عملية العودة حيث وعدتهم وزارة الهجرة والمهجرين الاتحادية بجلب سيارات لنقل أغراضهم على حسابها لكنها لم تفِ بالتزاماتها، مما اضطر العديد منهم إلى العودة على نفقتهم الخاصة رغم الظروف المادية الصعبة.

جهود إعادة الاندماج

فيما يتعلق بجهود إعادة الاندماج، أعلنت الأمم المتحدة جاهزيتها لتسريع مهمة عودة النازحين من مخيم الهول، وأشارت إلى أن برنامج إعادة دمج العراقيين العائدين يركز على بناء القدرات وتعزيز التماسك الاجتماعي. وقال الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق، آو كي لوتسما، إن "العراق يواجه تحديات خطيرة جداً بما يتعلق بالنزوح والهجرة، ويتطلب إعادة دمج الآلاف من العائدين التزامًا كبيرًا في تعزيز الاستقرار وترويج التعايش السلمي".

وأضاف أن "إعادة الإدماج الناجحة تعتمد على العديد من الأمور المتعلقة بإعادة التأهيل، وأن الأمم المتحدة جاهزة لتسريع مهمة عودة النازحين من الهول".

منذ إعلان العراق الانتصار على تنظيم داعش بنهاية عام 2017، بدأت وزارة الهجرة والمهجرين بتنظيم برامج لإغلاق مخيمات النزوح المنتشرة في عدة مناطق، غالبيتها في إقليم كردستان، حيث توجه إليها النازحون بعد هجوم داعش في عام 2014. ومع استمرار جهود العودة الطوعية، تظل التحديات كبيرة وتتطلب تضافر الجهود بين الحكومة والجهات الدولية لضمان نجاح عملية إعادة النازحين واستقرارهم في مناطقهم الأصلية.