TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > (المدى) تستعرض أصول صناعة السجاد في العراق

(المدى) تستعرض أصول صناعة السجاد في العراق

نشر في: 28 أغسطس, 2024: 12:50 ص

 بغداد/ نبأ مشرق

تُشَكِّل حرفة صناعة السجاد جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي العراقي، حيث يستخدم الحرفيون الألوان الطبيعية والخيوط الصوفية عالية الجودة لنسج تصاميم معقدة تنقل روح الفن العراقي الأصيل. ومع ذلك، فقد بدأت هذه الصناعة تواجه مشاكل جسيمة بسبب التحديات الاقتصادية والسياسية، مما أدى إلى انخفاض الطلب على السجاد التقليدي وزيادة الاعتماد على المنتجات الصناعية المستوردة.
قال المؤرخ المختص في التاريخ علي النشمي، في حديثه لـ(المدى)، إن “العراقيين القدماء كانوا يهتمون بشكل كبير بالمفروشات والسجاد، وهم أول شعب في التاريخ نسج واستخدم المفروشات بشكل واسع. وكانت الحيطان توضع عليها منسوجات تحمل قصصًا معينة”. وأضاف أن “الآثار العراقية تشهد على وجود أنواع عديدة من السجاد والمفروشات، مثل سُرج الخيل المزينة برموز وصور كثيرة. وقد وُجِدَ في الآثار أن الأرضيات كانت مزينة، وكذلك الأثاث الخشبي الذي كان يُغطى بأقمشة ذات رسومات كثيرة وألوان متعددة حيوانية ونباتية، مثل الورود وخاصة البابونج”.
وأوضح النشمي أن “مصر وبلاد فارس تأثرتا بشكل كبير بزخارف ومفروشات العراق، وفن السجاد بأنواعه يعود إلى التراث العراقي البابلي والسومري والآشوري”.
وتحدث قاسم محمد، صاحب محل مفروشات، عن تراجع صناعة السجاد العراقي، مشيرًا إلى أن “من بين الأسباب الرئيسية لتراجع هذه الصناعة هو قلة الدعم والاهتمام بالحرفيين المحليين. بالإضافة إلى ذلك، تسهم العولمة والابتكارات التكنولوجية في زيادة الإقبال على السجاد المصنع آليًا، مما أدى إلى تراجع الاهتمام بالسجاد اليدوي التقليدي، الذي غالبًا ما يكون سعره أعلى”. وفي السياق ذاته، تحدث مسؤول الخزانة والمتحف العلوي، عمار ما شاء الله، لـ(المدى)، عن المفروشات العراقية داخل المتحف، قائلاً: “تحتوي خزانة العتبة العلوية على مجموعة قيمة وفريدة من المفروشات (السجادة البرد)، ذات أهمية تاريخية. وتكمن أهمية هذه القطع في عمرها، نوع القماش، والعمل الحاصل عليها، مما يعكس التنوع الفني والثقافي للبلد أو المنطقة التي جاءت منها”.
وأشار إلى أن “التنوع التاريخي للقطع الموجودة في الخزانة العلوية يمتد من بداية العصر الصفوي (1501م - 1722م) وحتى يومنا هذا. وتزخر الخزانة بأنواع مختلفة من المفروشات المهداة من ملوك ووزراء وسلاطين ومحبين وموالين لعلي بن أبي طالب (عليه السلام)، حيث تمتاز هذه القطع بعملها اليدوي الفريد والمادة الأولية الفنية”. بشأن ترميم المفروشات، أوضح بأن “الأمانة العامة للعتبة العلوية تحرص على مواكبة التطور العلمي في مجال حفظ وصيانة المفروشات. ويولي المرممون أهمية بالغة للحفاظ على القطع الأثرية، من خلال السيطرة على عدة عوامل تؤثر على سلامتها. ويتم استخدام الطريقة اليابانية في الحفاظ على هذه القطع، لضمان استمراريتها لأطول فترة ممكنة”.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

نوافذ بصرية.. فراشات لونية في معرض تشكيلي في كربلاء

نوافذ بصرية.. فراشات لونية في معرض تشكيلي في كربلاء

علي لفتة سعيد على أربعة جدرانٍ إلّا بابًا كبيرًا، كانت الألوان تتقافز مثل فراشات انطلقت في جوٍّ ربيعيٍّ، وإن كان شتاءً زيَّنه المطر النثيث. بلوحاتٍ زاد عددها على 60 عملًا أبدعتها ريشة 23 فنانًا...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram