اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الجيش العراقي وحماية المنجزات الديمقراطية

الجيش العراقي وحماية المنجزات الديمقراطية

نشر في: 7 يناير, 2011: 04:38 م

حسين علي الحمدانيواحدة من نتائج ثورة العشرين إنها أتاحت لتأسيس حكم وطني في العراق ومهدت الطريق لولادة الدولة العراقية الحديثة بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى مباشرة، وكانت المطالبة بتأسيس جيش عراقي يتولى حماية العراق بعد ازدياد النقمة الشعبية من الجيش البريطاني المحتل والذي استقدم معه الكثير من الجنود من الهند وما عرف عنهم من قساوة وبطش ضد الوطنيين العراقيين خاصة في قمعهم ثورة العشرين التي اشتعلت في أغلب مدن العراق .
ومثل الفوج الأول للجيش العراقي الذي سمي بفوج موسى الكاظم النواة الحقيقية للجيش العراقي الذي تأسس كما هو معروف في السادس من كانون الثاني عام 1921 ، وانخرط فيه الكثير من الضباط العراقيين من العرب والكراد والتركمان من الذين تخرجوا من الكليات الحربية التركية وكانوا ضمن الجيش العثماني الذي شارك في الحرب العالمية الأولى وخسرها، مما مهد الطريق لتقاسم مناطق نفوذ الدولة العثمانية بين الحلفاء .لذا يمكننا أن نقول بأن عوامل رئيسية ساهمت في تسارع عملية بناء القوات المسلحة العراقية خلال عشر سنوات من تأسيسها كانت تمتلك قطعا بحرية وقوات جوية ، وكان ذلك بفضل الخبرات المتراكمة لعدد كبير جدا من ضباط وقادة الجيش العراقي الذين خدموا في الجيش العثماني من جهة ومن جهة ثانية اختلاطهم واكتسابهم خبرات مضافة عبر التعامل المباشر مع الضباط الانكليز الذين كانوا في بداية الأمر يشرفون على تجهيز وتدريب الجيش العراقي .وربما كان دافع بريطانيا آنذاك هو أن يكون هذا الجيش محورا مهما في التحالفات الإقليمية التي كانت تصاغ مشاريعها في أروقة وزارات خارجية الدول الاستعمارية آنذاك .لهذا سعت بريطانيا والحكومة العراقية آنذاك لتجهيز الجيش العراقي بشكل متكامل  بغية أن يكون العراق دولة محورية ذات شأن كبير  في تصارع الدول الكبرى  وتنافسها .ولا يخفى على أحد بأن الجيش العراقي لعب دورا مهما في حركة التاريخ في بلدنا عبر دخول قادته ميدان السياسة  عبر بوابة الانقلابات العسكرية التي ابتدأت منذ عام 1936 ولم تنته سوى في تموز 1968 وتركت آثاراً واضحة على المشهد السياسي في العراق الذي لم يستقر منذ ذلك الحين .ونحن هنا لا نوجه اللوم للجيش كمؤسسة بقدر ما نريد أن نقول بأن الكثير من قادة الجيش العراقي آنذاك كانت تتولد في داخلهم رغبات السيطرة على الحكم عبر استخدامهم الجيش وقوته في فرض نفوذهم وهذا ما تجلى بوضوح في الكثير من الانقلابات التي كان بعضها دموياً بدرجة عالية جدا .ولعل الجيش العراقي كان ضحية أفكار وتصورات قادته ذوي النزعة السلطوية البحتة ، خاصة وإن هؤلاء القادة كانوا من المحترفين والمتسلقين لسلم القيادة العسكرية بطريقة مهنية ويعرفون جيدا كيفية استخدام الجيش في الزمان والمكان . وهذا ما تجلى في أكثر من مواجهة خاضها الجيش العراقي أولها كان في حرب عام 1948 ودوره المعروف في الحرب العربية الأولى مع الصهاينة في فلسطين ، وتكرر ذلك ثانية في حرب أكتوبر/ تشرين الأول عام 1973 ودوره الذي أشاد به الجميع وفي مقدمتهم الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان الجيش المصري آنذاك .تلك الإنجازات تحققت من خلال عامل مهم جدا يتمثل بمهنية قادة الجيد واحترافيتهم وحسن إدارتهم وحداتهم العسكرية .وقد تنبه  الطاغية صدام لهذا جيدا ، وتنبه لسمعة الجيش العراقي في العالمين العربي والدولي لذا زج به في حرب ضروس لثماني سنوات مع إيران بغية إبعاد الجيش عن أخذ دوره الحقيقي والمرجو منه ضمن واجباته الوطنية ، ثم تلا ذلك جر الجيش العراقي لمحرقة حقيقية عبر غزو الكويت ، هذا الغزو الذي قامت به قوات الحرس الجمهوري الخاص بالطاغية التي نهبت وسلبت ونفذت أوامر طاغيتها لكن الذي دفع الثمن في عاصفة الصحراء الجيش العراقي الذي وجد نفسه دون غطاء جوي ولا حماية .وبالتأكيد فإن الطاغية وما بعد عام 1991 وجد بأنه استطاع تحجيم دور الجيش العراقي إلى أدنى درجة بحيث بات لا يقوى حتى على إطعام نفسه ، مما جعل الدكتاتور المقبور يعزز من قواته الخاصة التي تعددت تسمياتها وألوان ملابسها لكنها تتشابه جميعا في المهمات المنوطة بها ألا وهي قمع الشعب وردع كل من تسول له نفسه المساس بالسلطة والحكم مهما كان فارتكبت جملة من الجرائم بحق شعبنا في شمال الوطن وجنوبه .ويضاف لكل هذا جريمة تبديد قوات الجيش العراقي وزجها في أتون حروب متتالية دون معرفة عواقبها وميزان القوى والتطور التكنولوجي ,وينقل بعض المقاتلين من وحدات الجيش العراقي الذين دفعهم الطاغية في مواجهة عام 2003 التي أطاحت بالنظام  بأن تسليحهم كان عبارة عن بندقية كلاشنكوف وبضع أطلاقات ، فيما كانت قوات التحالف تتسلح بأحدث ما أنتجته مصانع أمريكا ، لذا كان الشعور العام لدى قطعات الجيش العراقي بأن الطاغية رمى بها في محرقة لا مخرج منها .لهذا فإن العراق وبعد تحريره من حكم الطاغية في التاسع من نيسان 2003 سعى جاهداً لبناء قوات مسلحة قائمة على مبادئ مهنية حقيقية ويكون ولاؤها الأول والأخير للوطن والشعب ، ولا يمكن أن تكون طرفا في نزاعات سياسية أو يحاول البعض تسييس ولائها أو جرها للتخندق بعيدا عن مهمتها الحقيقية وهي صيانة مكاسب الشعب وردع القوى الإرهابية التي  تلقت دروسا قوية من قواتنا المسلحة .ونحن نستذكر معا عيد الجيش العراقي الذي يتطور يوما بعد آخر على مختلف الصعد يحدونا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram