متابعة/ المدىيشهد الواقع الصحي في محافظة نينوى ترديا واضحا حيث تبرز ظاهرة انتشار مرض فقر الدم الوراثي بين الاطفال بنحو يثير قلق المواطنين، وتعاني العوائل الموصلية المصابة اطفالها بمرض الثلاسيميا كثيرا من جراء المرض وصعوبة توفير العلاج وعدم فاعليته غالبا.يقول المواطن إسماعيل غالب وهو أب لطفلين مصابين بالمرض ان من اهم المشاكل التي يعاني منها
الطفل عند اخذ الدم هي الحساسية وذلك لان جسمه يحتاج فقط الى كريات الدم الحمراء الا ان ما يعطى له هو دم يضم كل الاصناف الاخرى وهذا يسبب حساسية الجسم ومضاعفات اخرى ، لذا نناشد مصرف الدم في الموصل بضرورة توفير نوعية خاصة من الدم للمرضى، مضيفا ان فحوصات الدم في مركز الثلاسيميا بالموصل قديمة وغير متطورة قياسا بالدول الاخرى، كما ان الادوية والعلاجات ربما هي متوفرة الا ان معظمها غير فاعلة، الا ان اهم ما نحتاجه هو اجراء عملية زرع نخاع العظم للمرضى وهي غير متوفرة حاليا في الموصل.فيما اعلن مركز فقر الدم الوراثي (الثلاسيميا) في محافظة نينوى عن تزايد حالات الاصابة بهذا المرض وخاصة بين الاطفال ، في وقت شكلت فيه لجنة خاصة للوقاية من المرض عن طريق حث الشباب المقبلين على الزواج بضرورة اجراء فحص الدم تجنبا لنقل المرض من احد الابوين المصابين الى الطفل.ويقول مدير المركز الدكتور مزاحم الحمداني، انه منذ تاسيس المركز في العام 1997 ولحد الان تتزايد حالات الإصابة بالمرض، إذ ان في المحافظة حاليا 1130 حالة مسجلة، وفي عام 2010 فقط سجلت 72 حالة جديدة، مضيفا ان هناك اكثر من 600 مريض يراجعون المركز بشكل منتظم، معربا عن اسفه من اصابة الاطفال بهذا المرض الذي سيلازمهم طوال العمر اذا لم يتلقوا العلاج اللازم والناجع بانتظام وهو حقن الدم المستمر، وايضا اجراء عملية زرع نخاع العظم، الا ان هذه العملية مكلفة للغاية تصل الى حدود 250 الف دولار اميركي، لافتا الى ان وزارة الصحة قد ارسلت 26 مريضا لاجراء العملية على نفقتها خارج العراق وفي النية ارسال مجموعة اخرى من المرضى لاجراء العملية قريبا.وتوضح الدكتورة الاخصائية في كلية التمريض بجامعة الموصل يسرى احمد، ان من اثار المرض ومضاعفاته انه يؤخر البلوغ عند النساء، فاذا لم تظهر علامات البلوغ عند الفتيات بعد سن 13 فهذا يعني ان الفتاة تحتاج الى رعاية طبية ونفسية خاصة، وربما تعاني حتى بعد الزواج من مشاكل عند الحمل والإنجاب بسبب كثرة ترسب الحديد في عظام الجسم، مضيفة ننصح بأهمية والزامية إجراء فحص الدم قبل الإقدام على الزواج لتجنب انتقال هذا المرض الوراثي.ويؤكد رئيس لجنة الوقاية من مرض الثلاسيميا في نينوى الدكتور منذر محمد فوزي "نسعى الى تشجيع وتوعية الشباب الراغبين والمقبلين على الزواج بضرورة وأهمية إجراء فحص تطابق الدم، لان هناك أشخاصاً ربما يحملون المرض دون ان يعلموا ومن الممكن نقله وراثيا الى اطفالهم بعد الولادة اذا لم يقوموا بفحص الدم قبل الزواج" ، لافتا الى ان اللجنة تدعو جميع الجهات والمؤسسات والجوامع والتربية والإعلام والأطراف الأخرى الى اخذ دورها في توعية الشباب والمواطنين بضرورة إجراء الفحص الطبي قبل الزواج.وعن دور الشريعة الإسلامية في حث الشباب على إجراء الفحوصات الطبية اللازمة قبل الزواج قال استاذ العلوم الشرعية في كلية الإمام الأعظم بالموصل الدكتور عبد الستار جاسم محمد "الشريعة الإسلامية تهتم كثيرا بنظافة وصحة الأفراد والمجتمع لذا نحن ننصح وندعو جميع الشباب والمواطنين بإجراء فحص الدم قبل الإقدام على الزواج تجنبا للإصابة بالأمراض ومنها الثلاسيميا حفاظا على صحة المجتمع وتماسكه".
وبـــاء يجـتــاح أطـفــال نـيـنــوى
نشر في: 7 يناير, 2011: 05:38 م