بغداد / عامر مؤيد
استضافت منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، يوم الأربعاء، الشاعر مهند صلاح في جلسة احتفائية بتجربته الأدبية، حيث تمت مناقشة مجموعته الشعرية “ملاك: لغة الحب والحرب” الصادرة عن منشورات الاتحاد.
الجلسة التي أدارها الشاعر حازم الشمري، تميزت بتقديم إشادات كبيرة بالشاعر صلاح. وقال الشمري إن “صلاح استطاع أن يضفي نكهة خاصة على الشعر، حيث مزج بين الأصالة والحداثة، وتعبر كتاباته عن قضايا إنسانية بالغة الأهمية، تتسم بالألم وتفيض بالصور الشعرية المركبة”. كما استعرض الشمري السيرة الذاتية والإبداعية للشاعر.
من جانبه، تحدث مهند صلاح عن تجربته الشعرية قائلاً: “أنا صنيعة الوجع وصنيعة الخرابات التي خلفها الحصار والإرهاب، خاصة بعد العام 2003. وبحكم عملي في القوات الأمنية، أصبحتُ شاعرًا يكتب داخل الحرب، أبحث عن مساحة للتعبير تناجي بها الخالق لإيقاف عجلة الحرب”. ثم قرأ قصيدة بعنوان “كلما اشتقت لسرابك يا ابنتي”.
وأكد صلاح في حديثه أن “الشعر يبقى شعرًا مهما كان شكله ولونه، وانتقالي من قصيدة العمود إلى قصيدة النثر لم يكن انتقالاً من قوة إلى ضعف، بل على العكس، وجدت في النثر تحديًا أكبر من العمود. فبينما تعتمد قصيدة العمود على الموسيقى الداخلية فقط، تتعدد في النثر الموسيقى بين الداخلية والخارجية، وهذا ما يجعل النص النثري أكثر تعقيدًا”.
وأشار الشاعر صلاح مهدي خلال الجلسة إلى أن “ابتعاد المثقف عن المجتمع ومشاكله قلل من تأثيره، ونحن كمشتغلين باللغة الفصحى بحاجة لسد فجوة أحدثها ذلك الابتعاد غير المبرر”. ثم قرأ قصائد منها “سأبقى أحبك مهما تفعل”، “صورة الوجع”، و”تعويذة الخلاص”. كما قرأ قصيدة قارن فيها بين يوميات طف الحسين “عليه السلام” وطفوف العراقيين اليومية، معبرًا عن تحمله لوجعين: وجع ابنته ملاك ووجع ما تعرض له الإيزيديون من قبل داعش الإرهابي. وشرح صلاح مراحل كتابة روايته “جحيم شنكال”، موضحًا أنها رواية واقعية تعيش القارئ الألم والمعاناة كما حدثت دون إضافات خيالية.
وشهدت الجلسة عدة مداخلات، كان أبرزها مداخلة الأمين العام لاتحاد الأدباء، الشاعر عمر السراي، الذي أكد أن “مهند صلاح شاعر يجيد كتابة الألم والمعرفة، ويجيد التماهي مع هموم الإنسان. ونحن في الاتحاد نفخر بأن نقدم لوزارة الداخلية عنصراً يجيد حمل السلاح للدفاع عن وطنه وشعبه كما يجيد حمل القصيدة”. كما تضمنت الجلسة مداخلات أخرى أشادت بالمواقف الأدبية والإنسانية للشاعر صلاح.