 الموصل / سيف الدين العبيدي

تعتبر محافظة نينوى من أكبر المحافظات بعد العاصمة بغداد من حيث عدد المستفيدين من خدمات الحماية الاجتماعية، التي بدأ العمل بها منذ عام 2005. تشمل هذه الخدمات الفئات الأكثر احتياجًا مثل الأيتام، العاجزين، المطلقات، الأرامل، المصابين بمرض السكري دون 18 عامًا، المعاقين، وبعض الأسر معدومة الدخل. بالإضافة إلى ذلك، تشمل هذه الخدمات الأسر الفلسطينية التي تمتلك إقامة دائمة.
تقوم دائرة الحماية الاجتماعية بعملية مسح ميداني للأسر المستفيدة، حيث يقوم الباحث الاجتماعي بزيارة منزل المستفيد وفق معايير محددة، ثم تُرفع البيانات إلى وزارة التخطيط التي تقرر ما إذا كان المواطن مؤهلاً للحصول على الدعم. حاليًا، هناك 91 ألف أسرة مسجلة في نينوى، وتتلقى رواتب شهرية تتراوح بين 125 ألف دينار للشخص الواحد و275 ألف دينار لعائلة مكونة من أربعة أفراد. تم إنجاز المسح الميداني لـ138 ألف أسرة إضافية، وتنتظر إصدار بطاقات “الماستر كارد” الخاصة بهم، في حين يوجد 25 ألف أسرة في انتظار زيارة الباحث الاجتماعي.

التحديات التي تواجه دائرة الحماية الاجتماعية
يقول محمد الصائغ، مدير قسم الحماية الاجتماعية في نينوى بحديثه (للمدى) إنه تولى منصبه قبل عام وكانت الدائرة تعاني من أوضاع صعبة، وعمل الصائغ مع الموظفين لتحسين الوضع وأراد أن يكون المواطنون على دراية بما يقومون به من حقوق وما عليهم من واجبات.
وأشار الصائغ إلى أن هناك رجالًا تجاوزوا على رواتب الإعانة الاجتماعية رغم امتلاكهم أملاكًا وعقارات ومعارض سيارات، مطالبًا المواطنين بالإبلاغ عن مثل هذه الحالات. وأضاف أنه قام بحملة كبيرة لفصل المتجاوزين واسترد ٦ مليارات دينار عراقي، كما تم حجز الأموال المنقولة وغير المنقولة للمخالفين وتحويل المبالغ المستردة إلى المستفيدين الجدد.
ومن أبرز التحديات التي تواجه الدائرة قلة الكوادر العاملة، حيث يعمل في الدائرة 140 موظفًا فقط في مدينة الموصل التي يبلغ عدد مستفيديها 35 ألف شخص. يُصرف شهريًا أكثر من 21 مليار دينار كرواتب للرجال فقط في الموصل، عدا النساء.

التحديثات والمستجدات
يخطط الصائغ لإستحداث قسم جديد في غرب نينوى يشمل أقضية بعاج، سنجار، تلعفر، وناحيتي ربيعة وزمار، ويكون مقره في قضاء تلعفر، وذلك لتخفيف عناء السفر إلى الموصل على المواطنين. كما يجري تحديثات مستمرة لبيانات المستفيدين بإستخدام البطاقة الموحدة، مع استثناء لأهالي الموصل الذين سيتمكنون من التحديث عبر الهوية ومنحهم فرصة الحصول على البطاقة الوطنية دون حجز إلكتروني.
يُذكر أن كل باحث اجتماعي يتولى مسؤولية 200 مستفيد، ويقدم تقارير عن أوضاعهم المعيشية كل ستة أشهر. ويتم إيقاف الراتب عن المستفيد في حال تحسن وضعه المعيشي أو يتم نقل الراتب إلى زوجته في حال وفاته.

الامتيازات المقدمة للمستفيدين
يتمتع المستفيدون من الإعانة الاجتماعية بامتيازات تشمل خصومات بنسبة 50٪ على أجور الدراسة في المعاهد والكليات، ومنح خمس درجات لطلبة البكالوريا، وتخفيضات على السلة الإنشائية ومواد البناء، بالإضافة إلى السلة الغذائية التي تُقدم على مدار السنة. وأوضح الصائغ أن التقديم على الرعاية لم يتوقف منذ عام 2005، وأن الفئة العمرية من 18 إلى 25 عامًا التي لا تمتلك عملًا شُملت بالإعانة وستُزج في الدوائر الحكومية في المرحلة المقبلة. وأضاف أن نسبة الفقر تحددها وزارة التخطيط، وعلى ضوئها يتم شمول أعداد أكبر من المواطنين، وان التسجيل يتم عبر الموقع الإلكتروني، وقد سجلت 500 ألف أسرة في عام 2022، بالإضافة إلى الطلبات الورقية المقدمة إلى مكتب وزير العمل أو عبر أعضاء مجلس النواب.

رسالة للمواطنين
عمل محمد الصائغ على تقليل الزحام أمام شباك المراجعة، محذرًا المواطنين من التعامل مع المعقبين الخارجيين، حيث أن العديد من عمليات النصب والاحتيال طالت المستفيدين. وأكد الصائغ أن أبواب الدائرة مفتوحة للجميع وهي ترحب بكل شخص مستحق.