TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > بحضور عائلته.. بيت المدى يؤبن الفنان الكبير الراحل حمودي الحارثي

بحضور عائلته.. بيت المدى يؤبن الفنان الكبير الراحل حمودي الحارثي

نشر في: 1 سبتمبر, 2024: 12:05 ص

بسام عبد الرزاق

اقام بيت المدى في شارع المتنبي، أمس الأول الجمعة، جلسة تأبين للفنان الكبير الراحل حمودي الحارثي الشهير بشخصية "عبوسي" في العمل التلفزيوني ذائع الصيت "تحت موس الحلاق". ميسر الجلسة الباحث رفعة عبد الرزاق، قال في معرض تقديم الجلسة ان "الفنان الكبير حمودي الحارثي امتع الجمهور وأصبح نقطة دالة وشعبية في تاريخ الفن الحديث".

وأضاف، ان "الحارثي من مواليد بغداد عام 1936 في محلة باب السيف في جانب الكرخ من بغداد، وكان يطري كثيرا عن محلته، فقد كان والده نجارا ماهرا ومعروفا في المنطقة وتعلم الحارثي بعض من فنون هذه النجارة مع أخيه، واثرت هذه فيما بعد كون الحارثي كان نحاتا واقام عدة معارض فنية في سنوات غربته في أوروبا".
وأشار الى انه "دخل معهد الفنون الجميلة الى قسم النحت، لكنه انتقل فيما بعد الى التمثيل والإخراج، وثم أكمل دراسته خارج العراق، وكانت النقطة المهمة في حياته العمل في تمثيليات باسم (تحت موسى الحلاق) وكانت من أشهر ما قدمه التلفزيون العراقي في الستينيات".
وأوضح، انه "بسبب ما آل اليه العراق في التسعينيات والسنوات التالية فقد ارتأى الحارثي الخروج خارج العراق وذهب الى الأردن ومن ثم الى أوروبا وأكمل مسيرته الحياتية ولكنه في السنوات الأخيرة رجع الى بلده ومحلته وكانت لها ذكريات جميلة في بيت المدى".
نقيب الفنانين السابق، د. صباح المندلاوي ذكر ان "الحارثي فنان كبير ومتعدد المواهب والمهارات، ومن المعلومات ان الحارثي عام 1958 انتمى الى اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي، وكان هذا الانتماء بتأثير من الدكتور رحيم عجينة وخالد الجادر، ولاحقا قدمت مسرحية بعنوان (السلام.. امل الشعوب) في منطقة أبو غريب شارك فيها الحارثي الى جانب الفنانة الرائدة زينب". وتابع، انه "روى لي في احدى المرات انه في معهد الفنون الجميلة قدموا مسرحية وكان مكلفا بالاكسسوارات بحكم عمله مع والده بالنجارة وأصبح يتقن صناعة الاكسسوارات، وبعد ان انتهت المسرحية بقيت هذه الاكسسوارات وارتأى الدكتور خالد الجادر ان يهدي قسم منها الى العقيد فاضل المهداوي".
وأضاف ان "الحارثي كان يزورني في البيت ويصر على ان نذهب لزيارة الرواد الاخرين الذين يعانون من التعب، ومنهم الأساتذة سامي عبد الحميد وسعدون العبيدي وعبد الوهاب الدايني، وكذلك كان ينوي زيارة قبور عفيفة إسكندر ويوسف العاني واخرين، فكان محب للآخرين ويتابع ويسأل عن الرواد ويهتم بهم".
من جانبه قال د. سالم شدهان ان "اسم عبوسي طارده كثيرا، فلم يبدأ الا بعبوسي وانتهى عليه، مع انه يمتلك طاقات فنية كبيرة، وحاول جاهدا ان يتخلص من شخصية عبوسي لكن لم تسنح له الفرصة، بحيث عمل ومسرحية وتمثيلية لم يتخلص من هذه الشخصية وكانت تفرض عليه".
وبين انه "التقيته ثلاث مرات وحدثني عن معاناته من هذا الاسم، على الرغم من انه جعله مهم ومشهور، وكان بالإمكان ان يكون اهم من عبوسي، وعبوسي شخصية ما زالت تعيش في بعض الفنانين الان ويحاولون ان يكونوا عبوسي دون ان يتمكنوا منها، والراحل بدأ تشكيليا وانتهى أيضا تشكيلي، والتشكيل لديه اهم من الممثل كما أظن".
ولفت الى ان "الراحل طلب مني ان نتمشى في شارع المتنبي لكني لم أتمكن من البقاء معه لمدة 10 دقائق بسبب أنى لا أستطيع الحديث معه في الشارع، حيث جميع الناس وبمختلف الاعمار في الشارع يعرفون عبوسي، أطفال بعمر 10 سنوات يوقفوه لالتقاط صورة".
د. زهير البياتي لفت الى ان "اهم المصادر التي أثرى بها الفنان حمودي الحارثي تجربته الفنية، واولها المحلة الشعبية التي عاش فيها وهي عريقة وفيها أناس يعيشون الحياة بواقعية صرفه، لهذا كانت اعماله تنتمي الى هذه المحلة من خلال ما اخذه عنها عن طريق الأشخاص والعادات والموروث الشعبي الذي تعيشه هذه المحلة البغدادية العريقة".
وأشار الى ان "المصدر الاخر هو مدرسة المنصور الابتدائية التي كانت مقابل الإذاعة والتلفزيون، وكانوا يطلبون طلابا ومن ضمن الطلبة كان حمودي الحارثي، حيث يرى الفنانين الكبار ويحاورهم".
بدوره قال المخرج التلفزيوني جمال محمد، انه "في سنة 1973 تعينت في القسم الذي يعمل فيه الراحل حمودي الحارثي في وحدة انتاج التمثيليات والمنوعات، وكان الحارثي ممثل ومخرج وقدم عطاء لا ينسى".
وتابع، ان "الفنان حمودي الحارثي هو من اعطاني الفرصة الأولى للجلوس على مقعد الإخراج وهو انسان طيب يجب استذكاره".
المؤرشف المسرحي بشار طعمة، قال انه "تعرفت عل الحارثي عن قرب عندما كانت الراحلة منتهى محمد رحيم تخرج مسرحية (الاشواك) وكان يأتي للتمارين ونتجاذب الحديث، وكان يتضايق من كلمة عبوسي"، مبينا ان "الراحل انتمى الى فرقة 14 تموز سنة 1958 وقدموا مسرحية (حلاق بغداد) تأليف سليم البصري وإخراج وجيه عبد الغني، واعطوا دور صبي الحلاق الى الأستاذ حمودي الحارثي، ومنذ تلك الفترة بدأ تحت موس الحلاق، وذهب الحارثي الى الحلاق لمراقبة صبي الحلاق وماذا يفعل".
وأوضح ان "الحارثي اخرج برامج كثيرة من بينها برنامج (قل ولا تقل) للراحل مصطفى جواد وكذلك الرياضة في أسبوع والعلم للجميع، وحين سافر الى فرنسا وعاد ومن ثم الى القاهرة رجع الى العراق وطلب من سليم البصري ان يكتب له مسلسلا فقدم مسلسل تحت موس الحلاق وكنا ننتظر ان يظهر عبوسي في العمل، لكنه لم يظهر".
صادق الجمل، قال انه "سنة 2014 دعيت الراحل حمودي الحارثي لجلسة في قاعة جواد سليم، وفي بداية دخوله كانت القاعة شبه خالية، وأبلغني انه تورط بتلبية الدعوة، لكني اخبرته ان يذهب الى المنصة ويرى، وبعد وقت قصير امتلأت القاعة بأعداد كبيرة، وحينها صرح تصريحا خطيرا، قال فيه ان الفنان الراحل سليم البصري مات مسموما، واثار ضجة، وذكر انه في وفاة البصري اجتمع الفنانون جميعا وجاء داود القيسي وهمس للفنانين وجميعهم انسحبوا، وبقي الحارثي وحده في التشييع حسبما ذكر".
أخيرا، تحدث نجل الفنان الراحل حارث الحارثي عن شعور العائلة بمحبة العراقيين للفنان الراحل حمودي الحارثي، وأشار الى علاقته مع الناس والمحبة التي كان يكنها للجميع، فضلا عن اعتزازه بالفنانين حتى الراحلين وكان يزور حتى قبورهم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بيت المدى يحتفي بمسيرة الفنان الراحل حمودي الحارثي

إيرادات فيلم "Inside Out 2" تتجاوز مليار دولار

بدعم من وزارة الشباب.. شباب وفتيات نينوى يتدربون على صناعة الأفلام القصيرة

ما علاقة انتفاخ البطن بالتوتر؟

هل زراعة الأشجار لها ارتباط بانخفاض التهابات الجسم؟

مقالات ذات صلة

بحضور عائلته.. بيت المدى يؤبن الفنان الكبير الراحل حمودي الحارثي

بحضور عائلته.. بيت المدى يؤبن الفنان الكبير الراحل حمودي الحارثي

بسام عبد الرزاق اقام بيت المدى في شارع المتنبي، أمس الأول الجمعة، جلسة تأبين للفنان الكبير الراحل حمودي الحارثي الشهير بشخصية "عبوسي" في العمل التلفزيوني ذائع الصيت "تحت موس الحلاق". ميسر الجلسة الباحث رفعة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram