TOP

جريدة المدى > سياسية > اليوسفية مدينة القنابل: من مخازن لأسلحة صدام إلى صيد ثمين للقاعدة

اليوسفية مدينة القنابل: من مخازن لأسلحة صدام إلى صيد ثمين للقاعدة

نشر في: 7 يناير, 2011: 08:39 م

 عن: الغارديانترجمة وإعداد: عمار كاظم محمد في مقتطف خاص من كتابه الجديد"تاريخ العالم منذ 9/11"يشرح دومنيك ساترفيلد انه على الرغم من تحذيرات الخبراء فان الولايات المتحدة تركت القاعدة تشتري ترسانة الاسلحة القاتلة في العراق ثم حاولت تغطيتها.
كان حجي محمد واخوته يجرفون سماد مزرعتهم في اليوسفية في ربيع عام 2003 حينما وصل جندي متعب ويائس، ركض الرجل مسافة كبيرة وهو يتوسل صائحا هل انت حقيقة من العرب؟ لقد نشأ العراقيون في بيئة تلتزم بالكرم تجاه الغرباء المحتاجين وقد فهم ما وراء الكلام، بان الرجل كان يحتاج الى مساعدة حتى لو لم يكن جنديا وقد لاحظ (الحجي) ان الرجل يرتدي زي الحرس الجمهوري الخاص وقد عرض عليه المساعدة قائلا ما الذي تحتاجه؟ مد الجندي يده ببندقية الكلاشنكوف الى (الحجي) قائلا خذها لاحاجة بي اليها وخذ زيي العسكري واعطني دشداشة او اي ملابس مدنية ثم بدأ الجندي بنزع ملابسه العسكرية. جلب محمد الدشداشة ثم تسلل الرجل هاربا بعد ان رمى الذخيرة والبندقية الى الصحراء وبعد ان فتش محمد واخوته الزي الرسمي وجدوا ان الرجل لم يكن من الحرس الجمهوري بل كان من اجهزة الامن اي من الاستخبارات العسكرية ووكالة حماية المنشآت. اليوسفية تشتهر بأراضيها الخصبة ومزارعها وموقع اليوسفية الغامض جعلها مكانا ممتازا لأغراض خاصة مثل اخفاء الاشياء التي يجب ألا يعرف عنها احد شيء وكما هو متوقع فعلى بعد 15 كيلو مترا الى الجنوب من اليوسفية كانت هناك اشياء سرية جدا يعود تاريخها الى عام 1977 حينما امر احمد حسن البكر ببناء مصنع كبير للذخيرة بعيدا عن البلدة وقد تم بناؤه من قبل شركة يوغسلافية، وتم وضع اسم البكر عليه حتى صعود صدام الى السلطة عام 1979 عندئذ اطلق عليه الديكتاتور اسم القعقاع. اندهش مفتشو الاسلحة لحجم المكان حينما زاروه وكان هناك تعليق لأحد الشخصيات الكبيرة في لجان التفتيش تقول"انها اكبر منشأة كيمائية رأيتها"فهي تغطي مساحة 36 كيلو متراً مربعاً وتحتوي على 1100 بناية وعدد موظفيها 14 الف موظف، المكان سري بشكل اساسي كمدينة مكتفية ذاتيا وهي تعادل 10 اضعاف حجم متنزه نيويورك المركزي في وسط الصحراء، حتى كان له محطة كهربائية خاصة. كان صدام مسرورا من وجود هذه المنشأة مع اندلاع الحرب العراقية الايرانية في عام 1980 وقام ببناء عدد من مصانع الاسلحة بالقرب منها في مكان قريب على نهر اليوسفية على شكل هلال يحيط بالمناطق المأهولة بالسكان بشكل متناثر وكانت تلك المنشآت تعج بقنابل الاسقاط الحر من الطائرات والاسلحة الخفيفة والذخيرة وصواريخ سكود بالاضافة الى مشاريع تطوير الطارد النووي المركزي وتجارب الحرب البايولوجية حيث كل الاسلحة السرية قد تحدد لها نوعية الموظفين العاملين فيها وجداول اعمالهم. في قلب تلك الاسرار الكبرى كان هناك مشروع سري كبير في اواخر الثمانينيات حيث اشتركت هذه المنشأة في بناء ما يسمى بالمدفع العملاق وهو سلاح بشع بطول 150 متراً قادر على قذف قنبلة بوزن 600 كغم في الفضاء وكان هذا السلاح العملاق يتطلب 10 اطنان حشوة دافعة لكل اطلاقة وهذا بلاشك كان السبب وراء البحث المستمر في القعقاع حيث يتم صنع المادة المتفجرة.لقد توقف هذا المشروع في عام 1991 بعد حرب الخليج الثانية في الكويت وتمكن المفتشون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الدخول الى القعقاع ليجدوا 145 طناً من مادة RDX و PETN وهي المواد الاساسية في صنع العديد من المواد المتفجرة بضمنها مادة C4، كانت القعقاع تحتوي بالاضافة الى ذلك 200 طن من المواد الشديدة الانفجار حيث قامت الوكالة بخزن ما مجموعه 341 طناً من المتفجرات في مخازن تم الختم عليها لتبقى في مكانها ساكنة لمدة عقد من الزمن.بعد سقوط النظام تذكر الحاج ان الكثير من الناس قد دخلوا الى موقع القعقاع واصبح اكبر موقع للمتفجرات في الشرق الاوسط عرضة للسلب والنهب وبعد اسبوع فقط كان اللواء 101 الامريكي المحمول جوا بدأ ببناء معسكره خارج الموقع ومع تقادم الوقت استرعى الاج الفضول لرؤية الموقع بنفسه بعد القصص التي سمعها من الناس حول الاشياء الثمينة هناك، فذهب مع ابناء عمه رافعين الراية البيضاء لتأمين مرورهم من قبل القوات الامريكية فوجد ان الكثير من الناس يجولون في المكان ويحطمون ادوات الموقع وحينما ادرك الناس انه لا حاجة للإسراع مع تماهل القوات الامريكية اصبحوا اكثر جرأة فبدأوا باستعمال الشاحنات المسروقة لتفريغ المواد والعودة لشحنها من جديد ثم بدأت عمليات سرقة للمخارط والمكائن والمولدات الكهربائية حتى وصل الامر الى القابلوات وانابيب المياة التي تم حفرها واستخراجها فلم يتركوا شيئاص. حتى الان لم يكتشف السراق كنز القعقاع الحقيقي وهي المواد المتفجرة المخزونة من قبل الامم المتحدة حيث اكتشف صحفيان امريكيان بعد اسبوعين وجود هذه المتفجرات. وكانت مسؤولون في وكالة الطاقة الذرية قد حذروا من خطر انهيار الامن مع دخول الولايات المتحدة الى العراق وبعد اسبوعين ذهب جاك باتو رئيس المفتشين الدوليين عن الاسلحة النووية في العراق الى المهمة الامريكية لأجل النصيحة في ان تلك المواقع يجب ان يتم حمايتها وخصوصا موقع القعقاع مع وجو

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

السوداني في بريطانيا: «تعاون تاريخي» والبحث عن وساطة مع ترامب 
سياسية

السوداني في بريطانيا: «تعاون تاريخي» والبحث عن وساطة مع ترامب 

بغداد/ تميم الحسن أخذت زيارة محمد السوداني، رئيس الحكومة، إلى بريطانيا نقاشًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية في العراق، خصوصًا وأنها تزامنت مع الحديث عن «أزمة الفصائل» والتغيرات المتوقعة في المنطقة بعد ما جرى...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram