تباينت آراء التربويين بخصوص تجهيز وزارة التربية بأجهزة حواسيب لـ 490 مدرسة في عموم العراق بعقد تبلغ قيمته 45 مليون دولار في ظل وجود أزمات كبيرة تعانيها الوزارة ونقص واضح في البنايات المدرسية ومستلزمات الدراسة الأساسية.
الأكاديمي والتربوي عبد الجبار القريشي يقول إن"المشاكل التي تعانيها وزارة التربية كبيرة وتتأزم يوما بعد يوم وذلك بازدياد أعداد الطلبة الدارسين والنقص الواضح في الكادر التدريسي واكتظاظ الصفوف الدراسية بالطلبة والبنايات المتهالكة وغير المؤهلة لاستيعاب الطلبة وعدم توفير المستلزمات الأساسية للدراسة" .
وأضاف القريشي أن "الحاسبات الالكترونية في الوقت الحاضر لا تعد من أولويات الطالب والمعلم ، فهم بحاجة إلى أشياء عملية أكثر لتساعدهم على إكمال العملية التربوية بأبسط صورها" .
وأكد القريشي أن "العملية التربوية لن تتوقف على الحاسوب على الرغم من أن الدول المتقدمة أدخلت الكومبيوتر ووسائل الاتصال الحديثة في اغلب المجالات لكننا نعاني من مشاكل كبيرة ونقص حاد بالمستلزمات الضرورية للتدريس وإن عدم توفر الحاسوب لا يوقف عملية التعلم" .
فيما قال الأستاذ الجامعي غسان كاظم إن"من المخجل والمعيب أن يدرس الطالب العراقي في كرفانات في ظل ميزانيات كبيرة تستثمر في غير محلها ولا ضير بتجهيز المدارس بالحاسبات لكن بشرط أن تتوفر المستلزمات الدراسية كافة" .
موضحا أن"المدارس الطينية والكرفانات لا تمتلك أبسط مقومات الدراسة وكان من الأحرى استثمار الأموال المخصصة للحواسيب في سد النقص الكبير في البنايات المدرسية" .
وبين أن "تجهيز بعض المدارس بالحواسيب يحدث فجوة كبيرة بين المدارس ،فبعضها يمتلك 15 جهاز حاسوب ومدارس أخرى لا تمتلك أبسط مقومات الدراسة ويجب توفير مستلزمات التربية من قرطاسية ورحلات وأجهزة تكييف وتبريد وتوفير مساحات خضراء داخل المدرسة ووسائل تعليمية " .وإن"المبلغ المقدر بـ 45 مليون دولار كان من المفترض أن يوفر لبناء عدد كبير من المدارس في ظل نقص يبلغ 4000 مدرسة وتلكؤ في البناء والترميم من قبل الشركات التي تعاقدت معها وزارة التربية" .
من جانبه عبر النائب عن لجنة التربية البرلمانية وليد عبود في تصريح لـ "المدى" أن "وسائل الاتصال الحديثة والتكنولوجيا المتطورة أمر مهم جدا في إدخالها إلى مدارس العراق ولها دور كبير في بناء الطالب في ظل التطور الحاصل في مجال التكنولوجيا ويفيد في تنمية قدرات الطالب العقلية وهو أمر لا غبار عليه من اجل التواصل مع بلدان العالم المتقدم في هذا المجال الذي قطع أشواطا كبيرة في مجال العلوم التكنولوجية".
وأكد أن "وزارة التربية يجب أن تستحدث بابا خاصا في الموازنة لغرض الوسائل التكنولوجية"مبينا أن "بناء المدارس أولى من الحواسيب في الوقت الحاضر، وهنالك مبالغ خاصة للبناء والترميم والهدم وإعادة البناء والتخلص من المدارس الطينية موجود له باب خاص لكن التلكؤ واضح بإكمال تلك المدارس وإن الدراسة متأثرة تأثيرا مباشرا بهذه البنايات وتؤخر هذه المشاريع في كل محافظات العراق يعد إخفاقا جديدا وعلى وزارة التربية أن تعالج هذا الإخفاق لأنه يؤثر سلبا على العملية التعليمية في كل أنحاء العراق" .
فيما قال النائب برهان محمد لـ "المدى"، بهذا الخصوص إن"سوء التخطيط واضح في وزارة التربية وتخصيصات وزارة التربية تصرف بشكل غير علمي وغير مدروس".
وأضاف محمد إن "سياسة وزارة التربية خاطئة وهنالك ثغرات كبيرة تتمثل بتبديد المال ونقص الملاكات وعدم التوازن في التعيينات " .
وأوضح أن "لجنة التربية النيابية أبلغت الحكومة بخروقات وزارة التربية وأقمنا مؤتمرا صحفيا بهذا الخصوص وتشكلت لجنة تحقيقية على كل من وزارة التربية والصناعة والإسكان بخصوص بناء المدارس والتلكؤ الواضح ببنائها ،وهنالك لجنة برلمانية تتابع الموضوع" واستطرد "نحن في التحالف الكردستاني نؤيد ما قام به بعض النواب بجمع التواقيع من اجل استجواب وزير التربية وقدمنا التواقيع إلى رئاسة البرلمان كي نصل إلى الحقيقة ونوضح للشعب خروقات وزارة التربية" .
وبين أن "التقنيات التربوية عامل مهم في نجاح العملية التربوية بصورة عامة ويجب استفادة المدارس منها بصورة صحيحة ومن المفترض أن تجرد المدارس النموذجية جردا حقيقيا وبمهنية وتقنن هذه الأمور للاستفادة من الموازنة على الأقل وتخفيضها بنسبة 80% وإعادة التخصيصات إلى بناء المدارس والمدارس الطينية أو تأهيل الآيلة للسقوط" .
يذكر أن وزارة التربية تعاقدت مع شركة dell للحاسبات بعقد تبلغ قيمته 45 مليون دولار مع ضمان صيانة الحاسبات لمدة عام كامل مجانا وان عدد المدارس المجهزة 490 بواقع 15 حاسوبا لكل مدرسة ".