TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > فـن أمـستـردام.. أمسـتـردام راي 2010

فـن أمـستـردام.. أمسـتـردام راي 2010

نشر في: 8 يناير, 2011: 04:50 م

علي النجار لم يعد للنحت مجد كما كانه في السابق. ومجده الحالي يكمن في غنى وتنوع مواده التنفيذية وانزياحاتها لمناطق تشكيلية أخرى. فالنحت إن كان أنصابا تحول ألان إلى مشهدا. وما بين النصبية و المشهدية فوارق جمة.لقد تقاسمت الفعل النحتي  المعاصر كما عموم التشكيل ثورتان تشكيليتان معروفتان
 هما حركة الهابنز (الفعل أو الحدث) والفن ألمفاهيمي ومنه البيئة في الستينيات وهما من ضمن أفعال الأدائية الجديدة. بعد أن تحررت على يدي كل من بيكاسو ومارسيل دوشامب ومجايليهم بدايات القرن الماضي. وبناء على هذا الحراك التنفيذي والمفاهيمي وبتوسع وسائله ووسائطه لم يعد النحت يحتكم إلى مفردته الموروثة عملا تشخيصيا موصولا بكتلته. ما نلاحظه في هذا العرض يؤكد أيضا تشتت الفعل النحتي وتشظيه عبر أعمال تجميعية وإنشائية مختلطة الوسائل والوسائط. وان كانت من بقايا لأرث فنانين بحجم(جوزيف بويز) آو (تابييه) أو (جود) أو (جيم دين) ومعاصريهم تجوب وتجول في هكذا معارض, فاني اعتقد أن  حضورها ضمن هذا العرض وغيره من العروض الجديدة لا يتعدى كونه فعل مضاربة  اضماراً لأهمية حراك مبدعيها مؤسسي معاصرتنا. ومع كل ما نراه من حراك العصر وانزياحاته المعرفية والتشكيلية. فان أعمالهم لا تزال فاعلة وكأنها بنت يومنا. وليس في الأمر من غرابة وفن اليوم يستوعب كل خطوط الحراك التشكيلي الذي أسسه هؤلاء الرواد وغيرهم ضمن مساحته الأدائية الشاسعة.  اخترق الحس ألمفاهيمي صلابة المادة وسيولتها وحولها إلى أعمال جادة وساخرة, سياسية واجتماعية وفنتازية. ولم يقف تنوع المادة عائقا أمام مشهديتها. بل أصبح من أسس إدهاشها. مشروع عرض(تين هاف) قدم عمل الفنان(اندرو جلبرت) والمعنون (تكنيك مختلط) الذي احتل وسط حيزه أربعة مقاتلين يحيطون بمنضدة يرتفع فوقها تكوين مشهدي لمقاتل وكرسي وهيئة صخرة تتشكل فوقه وتشكل تكويناًَ مشهدياً اقرب إلى شكل حيوان خرافي. كل أجزاء هذا العمل مصنوعة بغرابة موادها من الأردية العسكرية البسيطة إلى السراويل وقطع الأرض المعشوشبة المقتطعة التي يقفون عليها والأواني البلاستيكية أو الخزفية التي تحتل موقع رؤوسهم(رؤوس اغترابية فنتازية). العمل رغم مظهره النحتي , لكنه لا ينتسب للنحت إلا بمشهديته المتعددة الوسائط وغرابة تجميعها ورغم ما يبدو عليه من صلابة مظهرية, إلا أنها محكومة بهشاشة  مواد هذه الوسائط. من السويد يصنع الفنان(ميخائيل جونسون) زورقا من المعدن وحسب تصوره, لكنه مجرد زورق رغم بعض التفاصيل المضافة(لم يعرض هذا العمل, لكن صورته مثبتة في الكتلوك فقط). الفنان الألماني( ستيفان بتريكا ) يعرض مجموعة كلاب حمراء من الحجر الجيري بحركة محورية. الفنان(بيتر جيريدس) صنع منحوتات من مزيج الورق والطين كأنها فضلات الحيوانات بعد تصنيعها بدائيا وبملمس مشهدية عضوية مسطحة غرائبية,. (اولوف مويج) صنع الهياكل الرئيسية للسيارات(رليف بارز) من مواد مختلطة بملمس خشن. الفنانة (مادلينا بيرخمر) صنعت من اللدائن والنحاس دوامة من الأحذية الطويلة(بوت), أما( توم كلاسن) فقد صنع من أصماغ الأشجار والمطاط والبولستر حيواناته وزواحفه اللينة, السويسرية( ريكولا ماريا مولر) صنعت من مسابح اللؤلؤ والزجاج والنحاس والقطن والألوان فاكهتها المفضلة, فنانون آخرون اشتغلوا على مخلفات المعادن وشظاياها مثلما اشتغلوا على مجسمات وهياكل خشبية وكارتونية وبلاستيكية وتداخلت جزئياتها المنحوتة وشرائح السلايد والصورة الفوتوغرافية واختلط السيراميك بالزجاج بالجلود بالخشب بالبلاستك بالنحاس بالبرونز بالخيوط بالمطاط بالكارتون والورق والقماش ولينتج مألوفية مغتربة وغرائبية مشهديه هي بعض من سحر النحت المعاصر.للأعمال التجميعية حصة أخرى في هذا العرض:  مشروع عرض الفنان البلجيكي(كون فانماخلين) ـ المشروع الفينيسي ـ امتاز بحضور طاغ لغرابة تفاصيله وتنوعها. لقد جمع هذا الفنان اداءين في عرضه, التجميع والأداء الجسدي. انشأ قفصا خشبيا كبيرا ووضع فيه ديكاً حياً ومستلزماته مع رسوم وصور لديوك أخرى وبتقنيات مختلفة. وفي زاوية قريبة وضع قفصا معدنيا مفتوحا اصغر من الأول يحتوي ديكا تجميعيا برأس وسيقان زجاجية وجسد من ريش. مع عمل فيديو ورسوم ٍ كرافيكية وصور فوتوغرافية أخرى مدبلجة للديك أيضا ورأسه وزعها على جدران العرض. الغريب في الأمر ان الديك الحقيقي فقد شعوره الزمني(اعتقد بسبب من إنارة العرض وفضاءات العروض الأخرى) فكان يصيح بين فترة وجيزة وأخرى لينتشر صوته في مساحة العرض وأدى دوره الأدائي بجدارة وكان من مفاجآت العرض. هل وضعنا الفنان ضمن إطار مفهومه لدجنة الحيوان, وهل نحن ذكورا ديوكا كما يودنا في معظم أعماله التي اطلعت على صورها رسوما ومنحوتات واداءات غير تقليدية.    الفنان(بيتر زوان) صنع حيوانه الزاحف  نصفه من لدائن تشبه الجلد البشري بزعنفة, والنصف الآخر الذي يمثل الرأس من منشار قطع الغابات الأوتوماتيكي. أما الفنان الإسرائيلي(ألون ليفن) فقد صنع منشأة تجميعية من هياكل خشبية مستقلة ومتداخلة ومتقابلة مع  سقف مثلث بانحدارات زواياه وهياكل أخرى معلقة على الجدار تشبه الصحون اللاقط

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram