الجزائر/ متابعة إخبارية في إشارة إلى ان العام الجديد قد لا يكون عاما جيدا للجزائريين عاشت العاصمة الجزائر وعدد من المدن الاخرى اجواءً من التوتر خلال الايام القليلة الماضية وذلك على وقع احتجاجات جماهيرية واسعة النطاق عى ارتفاع اسعار المواد الغذائية الاساسية وارتفاع نسب البطالة وقلة المساكن وانتشار المحسوبية والفساد وحياة " البؤس " التي يقول الجزائريون انهم يعيشونها حاليا.
وقالت صحيفة الخبر الجزائرية إن شخصا قتل في الاشتباكات بين الشرطة والمحتجين على غلاء الأسعار ليكون أول قتيل يسقط في هذه المواجهات،جاء ذلك فيما عقد امس السبت اجتماع وزاري لبحث الأزمة.وذكرت الصحيفة امس أن الشاب يبلغ من العمر 18 عاماً و قتل أمس الأول في صدامات بين متظاهرين والشرطة الجزائرية في منطقة عين الحجل في محافطة المسيلة التي تبعد 300 كلم جنوب شرق الجزائر ، ولم يؤكد اي مصدر رسمي الخبر، وقالت الصحيفة إن عز الدين لبزة قتل برصاص قوات مكافحة الشغب عندما حاول اقتحام مركز البريد مع شباب آخرين جرح ثلاثة منهم ، وقد هاجمت حشود من المتظاهرين الشباب أمس الاول مبان حكومية، وخاضت معارك في الشوارع مع الشرطة.وشهدت الجزائر العاصمة بعضاً من أسوأ أعمال العنف، حيث استخدمت شرطة مكافحة الشغب لمواجهة شبان القوا قنابل حارقة ، وقد تم نشر الشرطة بقوة حول المساجد، كما اتخذت السلطات قرارا بتأجيل جميع مباريات دوري كرة القدم.وذكرت وكالة فرانس برس أن المواجهات تجددت امس الاول الجمعة بين المتظاهرين وقوات الامن في العاصمة الجزائرية وعنابة شرقي البلاد ، وقالت أنباء إنه في حي بلوزداد الشعبي بالعاصمة استخدمت قوات الشرطة خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق مجموعات من الشبان رشقوا قوات الأمن بالحجارة والزجاجات.وفي عنابة أفادت أنباء بوقوع اعمال عنف بعد صلاة الجمعة امس الاول ، وقالت تقارير إن حركة الاحتجاج امتدت إلى نحو عشر ولايات.واتخذت قوات الأمن مواقعها حول المساجد وغيرها من مناطق التوتر المحتملة. وقد أنحت الحكومة الجزائرية باللائمة على المستوردين في ارتفاع تكاليف المواد الغذائية، وحثت التجار على تقليص الأسعار خلال الأسبوع الجاري .وفي بجايه بمنطقة القبائل، على بعد نحو 260 كلم شرقي العاصمة الجزائرية وكذلك في بومرداس، قطع المتظاهرون بعد ظهر الخميس الطرق الرئيسية بالاشجار وخصوصا من خلال اضرام النار بإطارات السيارات.وقال شاهد عيان ان متظاهرين اضرموا بعد الظهر النار في مقر محكمة اكبو، بالقرب من بجايه ، وفي عنابة، على الحدود التونسية، افاد مراسل وكالة فرانس برس ان قوات الامن اتخذت تدابير معززة حول مكاتب الولاية ولكن الوضع لا يزال هادئا.وردد المتظاهرون شعارات مضادة للحكومة ومحتجة على ارتفاع تكلفة المعيشة واسعار المواد الغذائية، كما وجهوا اللوم الى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقه بأنه لم يبذل الجهد الكافي لمعالجة هذه المشكلات.وأشارت تقديرات إلى أن سعر كيلوجرام السكر ارتفع من 70 دينارا جزائريا( 0.274 دولار) إلى 150 دينارا ، كما عبر المتظاهرون عن غضبهم من نقص المياه والطاقة وسوء التوزيع في مساكن الرعاية الاجتماعية.وشارك محتجون اخرون في التظاهرات احتجاجا على نقص الطحين في عموم البلاد الذي من المتوقع ان يؤدي الى شح في الخبز، مادة الغذاء الرئيسية في البلاد.ولم تعلق الصحف الرسمية ولا السلطات حتى الان على هذه التظاهرات التي كانت احيانا عنيفة احتجاجا على ارتفاع اسعار بعض المواد الاساسية اعتبارا من الاول من كانون الثاني الذي بلغ حتى 30 بالمئة.وتحدثت الاذاعة الوطنية قبل الظهر عن التظاهرات ونقلت تصريحات وزير التجارة مصطفى بن دابا الذي قال بعد لقاء الخميس الماضي مع منتجي ومستوردي الزيت والسكر -وهي من المواد التي شهدت اكبر ارتفاع في السعر- ان اجهزته "بدات تتحكم في الازمة" وان "تسويتها" ستبدا "نتائجها تظهر الاسبوع الحالي ".ولم يعلن اي مصدر رسمي اي حصيلة ضحايا، بينما تحدثت صحيفة الوطن الاسبوعية عن سقوط عدد من "الجرحى" لكن دون توضيحات.واستعادت شوارع العاصمة الجزائرية مظاهرها المعتادة صباحا بعد تنظيفها ورفع هياكل السيارات المحروقة فجر امس الاول الجمعة كما لاحظ مراسل فرانس برس.وفي حي باب الواد حيث كانت المواجهات عنيفة مساء الخميس الماضي بين مجموعات الشبان ورجال شرطة مكافحة الشغب الذين استعملوا الغازات المسيلة للدموع، لم يبق حطام في الشوارع على ما افاد مصور. واكد شاهد عيان انه راى شبانا يلقون زجاجات حارقة بينما راى اخر متظاهرين يحملون سيوفا.وفي حيي العناصر وديار العافية، ما زالت اثار حريق بادية على محل بيع سيارات رينوه داشيا ومستودع اخر احرق الاربعاء الماضية في باب الواد لنفس الشركة. كذلك أضرمت النار في حافلة لشركة نقل العاصمة الجزائرية كما اكد احد السكان لفرانس برس لكن لم تبق صباح امس السبت سوى اثار النار على الطريق.وقالت امراة ترتدي الحجاب وهي تشير الى ما تحطم من حولها "لماذا فعلوا هذا؟ كنت ابكي امس في منزلي. ان الشبان لهم قضية لكن لا يمكن ان يدافعوا عنها بهذه الطريقة".وفي مختلف انحاء العاصمة التي شهدت ليلة ساخنة يبدو ان كل شيء عاد لما كان عليه بينما نشرت الشرطة تعزيزات حول مساجد باب ال
غلاء المعيشة وانتشار المحسوبية والفساد وارتفاع نسب البطالة تدفع الجزائريين إلى احتجاج

نشر في: 8 يناير, 2011: 05:21 م