TOP

جريدة المدى > عام > رواية "حور" لكمال داود:حديث صامت عن الحرب الأهلية الجزائرية

رواية "حور" لكمال داود:حديث صامت عن الحرب الأهلية الجزائرية

نشر في: 4 سبتمبر, 2024: 12:00 ص

ترجمة: عدوية الهلالي
في روايته الثالثة، ينسج المؤلف الجزائري مونولوج امرأة شابة فقدت القدرة على الكلام بعد أن حاول رجل ذبحها خلال الحرب الاهلية الجزائرية.
قبل ما يقرب من عشر سنوات، حصل كامل داود على جائزة غونكور عن روايته الأولى (التحقيق مع ميرسو) الصادرة عن دار اكت سود عام 2014،وهي إعادة كتابة لرواية “الغريب” لألبير كامو.والآن تأتي روايته الثالثة “حور” لتنال اعجاب النقاد ويتوقعون لها الفوز بجائزة أدبية مرموقة..
في الرواية، فقدت الفتاة أوب – وتعني فجر باللغة الفرنسية - والديها وشقيقتها وصوتها خلال مذبحة قريتها عشية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حيث قام الرجل الذي حاول ذبحها بقطع حبالها الصوتية. وبعد عشرين عامًا، تعيش في وهران، وتدير صالونًا لتصفيف الشعر، مع ندبة كبيرة على رقبتها، وتتذكر كل شيء. إنها غاضبة من الصمت المحيط بالحرب الأهلية الجزائرية، وغير قادرة على الكلام، لذا تحكي قصتها كمونولوج داخلي للطفل الذي تنتظره، فتخاطبه بمناداته “حوري”، وهي كلمة تستخدم كعنوان للكتاب،والحورهي العذارى الموعودات للمسلمين الذين يدخلون الجنة.
كثيراً ما نسمع عن الأدب أنه “يعطي صوتاً لمن لا صوت له”. ومع رواية “حور” الصادرة عن دار غاليمار للنشر، يتحدى المؤلف الجزائري كامل داود التعبير فيروي قصة أوب، وهي شابة بكماء، لم يكن أحد يرغب في سماع قصتها مع فقدان صوتها، وحتى لوكانت تستطيع التحدث، إذ يقول المؤلف مراراً وتكراراً إن الجزائر ليست مولعة بقصص الناجين من الحرب الأهلية التي وقعت من عام 1992 إلى عام 2002. ورداً على ذلك، تتكون هذه الرواية الثالثة لكمال داود من مونولوجات داخلية للشابة: كلمات شعرية غنية، وقصة طويلة في الذاكرة تظهر في لمح البصر.
ومن خلال شخصية أوب التي تصف نفسها بأنها الأثر الحقيقي، وأقوى القرائن التي تشهد على كل ما عاشته الجزائرخلال عشر سنوات وبعض القصص المضمنة بذكاء، يعتزم كامل داود رفع المحرمات، ليتحدث عن هذه الحرب التي تتحدث عنها البلاد قليلاً، فرواية “حور” مليئة بأوصاف الأحداث والتواريخ والأسماء، وتفاصيل كثيرة تجعل من هذه القصة العظيمة تكريمًا حقيقيًا للضحايا.
وتوجه الراوية كل كلامها إلى الطفل الذي تحمله والذي لا ترغب في الاحتفاظ به.ويبدو أن أوب قادرة فقط على نقل قصتها داخل جسدها المكدوم، إلى أذن لا تعرف بعد لغة الخارج.
إن سرد القصة للجنين يسمح لنا أيضًا بالعودة إلى أسس الحرب،لأن المتلقي لا يعرف شيئًا. ومن ثم فإن”حور” يقدم نفسه كعمل هائل للتعميم التاريخي ووصف الحرب الأهلية.وهكذا يلقي نظرة على المجتمع الجزائري المعاصر،ويتناول بشكل خاص،من خلال شخصية أوب، الظروف المعيشية للمرأة.
ولد الكاتب والصحفي كامل داود في الجزائرعام 1970، ويعمل حاليًا في الصحيفة اليومية الصادرة باللغة الفرنسية أوران، والتي يكتب لها عمودًا شعبيًا بعنوان (رأينا، رأيكم) وغالبًا ما يتضمن العمود تعليقًا على الأخبار.
نشأ الكاتب في أسرة مسلمة تتحدث العربية في الجزائر.ودرس الأدب الفرنسي في جامعة وهران. وفي عام 1994، انضم إلى الصحيفة اليومية اوران، وهي صحيفة جزائرية تصدر باللغة الفرنسية. شغل منصب رئيس تحرير الصحيفة لمدة ثمان سنوات. وهو كاتب عمود في وسائل الإعلام المختلفة.
فازت رواية داود الأولى “التحقيق مع ميرسو “ بجائزة غونكور للرواية بالإضافة إلى جائزة فرانسوا مورياك وجائزة بريكس وهي جائزة القارات الخمس للعالم الناطق بالفرنسية، كما تم إدراجه في القائمة المختصرة لجائزة بريكس رينودو. وفي نيسان عام 2015، ظهرت مقتطفات من روايته “التحقيق مع مورسو” في مجلة نيويوركر.
صدرت له في عام 2017 رواية (الزبور أو المزامير)، وفي عام 2018، تُرجمت مقالاته في صحيفة أوران إلى اللغة الإنجليزية.كما أعيد نشر رواياته (العربي والأرض الواسعة) الصادرة عام 2008، و(مقدمة الزنجي) الصادرة عام 2011، إضافة الى رواية (موسى) الصادرة عام 2015، و(استقلال) عام 2016، ورواية (الرسام يلتهم المرأة) الصادرة عام 2018.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

"مُخْتَارَات": <العِمَارَةُ عند "الآخر": تَصْمِيماً وتَعبِيرًاً>

حفيد البي بي سي لميسلون هاديهي.. ليست مجرد حكاية عابرة

قل لي أية لعبة تلعب وسأعرف من أنت!!

"خيارات" رحلة لاستكشاف الحياة الخاصة لليف اولمان

جمال حسين علي: ليس لدي اهتمامات أدبية حسب.. بل أنا مخلوق من الأدب

مقالات ذات صلة

قل لي أية لعبة تلعب وسأعرف من أنت!!
عام

قل لي أية لعبة تلعب وسأعرف من أنت!!

ماركوس دو سوتوي*ترجمة: لطفية الدليميكنت أظن أنّ لعبة الثعابين والسلالم Snakes and Ladders التي كنت العبها منذ صباي مع شقيقتي – هي ابتداع غربي تماما؛ حين كنا نذعن لرحمة حجر النرد الذي يتحكم بمصير...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram