ترجمة / حامد أحمد
كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في تقرير لها عن ان عملية مكافحة الإرهاب العسكرية العراقية الاميركية المشتركة التي نفذت ضد مخبأ لتنظيم داعش في محافظة الانبار الأسبوع الماضي تخللتها مشاركة ما يزيد على 200 عنصر كوماندوز من قوات العمليات الخاصة الأميركية والعراقية في وقت ذكر فيه مسؤول عسكري أميركي بان العراق ومنذ تشرين الأول الماضي نفذ أكثر من 250 عملية مكافحة إرهاب ضد داعش.
وذكرت نيويورك تايمز بان قوة كوماندوز أميركية عراقية مشتركة اغارت على مخبأ لتنظيم داعش غربي العراق أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 14 مسلح في واحدة من أوسع عمليات مكافحة الإرهاب جرت في البلاد خلال السنوات الأخيرة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركان وعراقيين قولهم بان سبعة جنود اميركان قد جرحوا في وقت اغارت فيه قوة مؤلفة من أكثر من 200 جندي من البلدين على مخابئ لمسلحين عبر اميال من الأراضي النائية، مضيفين بان مدى حجم ونطاق وتركيز العملية انما يشير الى عودة ظهور تهديدات التنظيم خلال الأشهر الاخيرة. وقالو بان الهدف الرئيسي من العملية هو قيادي بارز في التنظيم يشرف على عمليات داعش في الشرق الأوسط وأوروبا.
وقالت القيادة المركزية للجيش في بيان لها الاحد "استهدفت العملية قياديين في تنظيم داعش مع الهدف لإحباط وكسر قدرتهم لتخطيط وتنفيذ هجمات ضد مدنيين عراقيين وكذلك الاميركان وحلفاء وشركاء في كل ارجاء المنطقة وخارجها". وتشير الصحيفة الى ان مسؤولين اميركان امتنعوا عن تحديد هوية قادة داعش المستهدفين، بضمنهم القيادي البارز، وذلك بانتظار انهاء تحليلات الحمض النووي DNA للجثث. وتأتي العملية المشتركة في الانبار في وقت يقول فيه رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، وقادة عسكريين عراقيين من انهم قادرون على كبح تهديدات تنظيم داعش بدون مساعدة من القوات الأميركية. ويتفاوض العراق والولايات المتحدة حول اتفاقية قد تمهد لتقليص وانهاء مهمة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في العراق. وهناك ما يقارب من 2,500 جندي أميركي في العراق و900 جندي آخر في الجارة سوريا.
رغم ذلك فان القيادة المركزية قد أعلنت في تموز الماضي عن ان عدد الهجمات التي تبناها داعش في العراق وسوريا كان يشير الى تصاعدها الى الضعف هذا العام مقارنة بالسنة التي قبلها. وذكرت القيادة بان داعش أكد مسؤوليته عن 153 هجوم في كل من البلدين خلال الستة أشهر الاولى من عام 2024.
جارلز لستر، مدير معهد الشرق الأوسط في سوريا وبرامج مكافحة الإرهاب، يقول " استطاع العراق بنجاح خلال السنوات الاخيرة ان يحتوي تهديد تنظيم داعش، مع بقاء وتيرة عمليات التنظيم على نحو متدني طوال الوقت، ولكن نشاط التنظيم في سوريا المجاورة يبعث على القلق الكبير".
وأضاف الخبير الامني لستر قائلا " لهذا فإننا إذا أردنا تفادي أي تسلل محتمل لمسلحي داعش من سوريا الى العراق، فعلينا ان نلاحق ونراقب على نحو مستمر المخابئ النائية التي يحتمي بها داعش داخل صحراء الانبار".
واستنادا الى مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى، فان الولايات المتحدة وقوات حليفة أخرى قد ساعدت القوات العراقية بتنفيذ أكثر من 250 عملية مكافحة إرهاب وذلك منذ تشرين الأول الماضي.
ولكن هذه الغارة، تقول نيويورك تايمز، بانها كانت استثنائية وغير اعتيادية بضخامة عدد أفراد الكوماندوز الاميركان المشاركين فيها. وقال مسؤولون أميركان بان أكثر من 100 عنصر كوماندوز أميركي مع قوات أخرى شاركوا عدد أصغر آخر من جنود عراقيين في هجوم الإنزال الأولى بطائرات الهليكوبتر، الذي وقع الصباح الباكر من يوم الخميس.
مسؤولون عراقيون قالوا في بيان إن العملية بدأت شرق حوض نهر يمر عبر صحراء الانبار، في منطقة تقع جنوب شرق الفلوجة تدعى الحزيمي.
وكانت معركة ضروس قد دارت قال فيها العراق بانها اسفرت عن مقتل 14 مسلح من داعش، في حين ذكرت ال ولايات المتحدة بان الحصيلة كانت بمقتل 15 مسلح من داعش. وقالت القيادة المركزية في بيان لها مساء الجمعة بان مسلحي داعش كانوا مجهزين " بأنواع مختلفة من الأسلحة مع رمانات واحزمة ناسفة". مشيرة إلى انه لم تسفر العملية عن خسائر بين المدنيين.
وقال الخبير الأمني لستر ومسؤولين اميركان انه مع وجود طائرات مسيرة أميركية تواصل الاستطلاع على المنطقة، فان قوة عراقية مؤلفة من أكثر من 100 عسكري تابعو الهجوم في اليوم التالي بتنفيذ غارة أخرى القوا خلالها القبض على عنصرين آخرين من داعش فرا من مشهد القتال ليلا بصحبتهم سجل ومعلومات مالية. وتشير نيويورك تايمز الى ان البيان العسكري العراقي حول العملية لم يشر بوضوح الى حجم المشاركة الأميركية فيها، مكتفيا بالقول انه تم تنفيذها " بمشاركة استخبارية وفنية وتنسيق من التحالف الدولي."
وخلال لقاء رئيس وزراء العراق، شياع السوداني، الأحد الماضي مع قائد التحالف الدولي في العراق الجنرال، كيفن ليهي، قال له السوداني إن "بقايا داعش لم تعد تشكل تهديد للعراق بعد ان أصبحت خلايا تختبئ في مناطق نائية لتفادي الاعتقال". وأضاف بان القوات المسلحة العراقية "مستمرة بعملياتها في ملاحقة أي بقايا منهم وكشف مخابئهم".
ويقول مسؤولون اميركان انه مع ذلك فان نشاط مسلحي داعش ما يزال موجودا في صحراء الانبار وفي سوريا مع جيوب أخرى قليلة باعداد قد تصل الى 2500 مسلح.
- عن نيويورك تايمز