متابعة/ المدى
7 سنوات على هزيمة عصابات داعش الإرهابية، إلا أن فلوله ما تزال تنشط في المناطق الوعرة لتنفيذ عمليات نوعية بين الحين والأخر.
مساء أمس الأربعاء، قُتل ضابطين كبيرين من الاستخبارات بعبوة ناسفة استهدفت سيارتهما أثناء تنفيذ عملية أمنية في كركوك، وهذه الحادثة الإرهابية الأولى بعد تشكيل حكومة كركوك المحلية.
قيادة القوات البرية، أكدت أن "الضابطين استشهدا إثر انفجار عبوة ناسفة أثناء تأديتهما الواجب في منطقة جبال الغرة"، متوعدة بأنها ستلاحق "المجرمين الإرهابيين للأخذ بثأر الشهداء".
وتشغل الألغام والمخلفات الحربية مساحات ليست صغيرة في العراق، وتنتشر في المزارع وعلى الطرق، إذ صنف العراق من قبل "الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية" باعتباره أكثر دول العالم تلوثاً بالذخائر والألغام التي تسببت بها الحروب التي شهدها العراق خلال السنين الماضية.
وتسببت تلك الألغام بأكثر من 30 ألف ضحية في العراق، وفقاً لاحصاءات رسمية.
تقدر المساحة المتبقية الملوثة بالمخلفات الحربية في العراق، بنحو 2600 كيلومتر مربع، وهي قريبة من حجم 364 ألف ملعب كرة قدم.
وقبل ثلاثة أيام، أعلن محمد شياع السوداني، رئيس الوزراء العراقي، أن تنظيم داعش الإرهابي لم يعد يشكل خطرًا على الدولة العراقية.
وقال السوداني، خلال استقباله الجنرال كيفن ليهي، قائد بعثة التحالف الدولي لمحاربة داعش في العراق، إن "فلول داعش الإرهابية لم تعد تشكل خطرًا على الدولة العراقية، وتحولت عناصرها إلى زُمر مطاردة في المناطق النائية بغرض التخفي"، مؤكدًا أن القوات الأمنية تواصل عملياتها العسكرية في تعقب أي آثار أو جحور لهؤلاء الإرهابيين.
وأشار إلى استمرار الحوار بين الجانبين لإنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق، وتحويل المهمة إلى إطار العلاقات الثنائية بين العراق والدول المشتركة في التحالف، إضافة إلى استمرار التعاون في مجال التدريب والخبرات والمعلومات مع القوات الأمنية العراقية.
ويتركز فلول التنظيم في بعض المناطق في محافظات كركوك، وديالى، والأنبار، وصلاح الدين، فيما تمكنت القوات الأمنية من قتل أكثر من 60 عنصراً من "داعش" منذ بداية العام 2024 ولغاية اليوم، وفق قيادات أمنية.
ويقول رئيس خلية الإعلام الأمني والناطق باسم العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي إن "العمليات الإرهابية الأخيرة التي أسفرت عنها استشهاد منتسبين وقتل واعتقال إرهابيين لا تصنف ضمن خانة الخرق الأمني، بل على العكس، كان هناك جهد استخباري أمني عراقي".
وأضاف، أن "القوات الأمنية تمكنت من قتل أكثر من 60 إرهابياً منذ بداية العام الجاري، الذي كانوا يتخذون من المضافات والمناطق الصحراوية والجبلية مأوى لهم"، مبيناً أن "عصابات داعش ليس لديها قدرة على مواجهة القوات الأمنية".
ولفت رئيس خلية الإعلام الأمني إلى أن "الخلايا النائمة للإرهابيين تتركز بالمناطق الصحراوية والوعرة والمعقدة جغرافياً في ديالى بسلسلة جبال حمرين والأنبار وصلاح الدين وكركوك".
وكانت القيادة المركزية في الجيش الأمريكي بالعراق، اعلنت في 17 تموز/يوليو 2024، أن تنظيم داعش "يحاول إعادة تشكيل نفسه في سوريا والعراق"، بعد عدة سنوات من انخفاض قدراته.
وقالت القيادة المركزية، إن "التنظيم المتشدد تبنى 153 هجوماً في العراق وسوريا خلال النصف الأول من العام 2024"، وبهذا المعدل، فإن "داعش"، في طريقه إلى الوصول إلى ضعف العدد الإجمالي للهجمات التي أعلن مسؤوليته عنها في عام 2023.
وأضافت، أن "العمليات أسفرت عن مقتل ثمانية من كبار قادة داعش وأسر 32 آخرين في كل من العراق وسوريا، من بين هؤلاء القادة المسؤولون عن التخطيط للعمليات خارج البلدين، والتجنيد والتدريب وتهريب الأسلحة".
من جهته، يقول الباحث بالشأن الأمني أحمد الشريفي، إنّ "أحد أهم الأسباب، وأخطرها في تكرار هجمات داعش، هو هشاشة الحدود العراقية، حيث إن التنظيم يعزز موارده البشرية والقتالية من خلال تلك الثغرات".
وأضاف الشريفي، أن "أزمة الاجتياح التركي للأراضي العراقية ليست بالبعيدة عن هذه المعادلة، فضلاً عن تراجع الأداء الأمني نتيجة الاضطراب السياسي، وانشغال القيادات الأمنية بمسائل جانبية بعيدة عن سياسية الردع".
"عبوة ناسفة" تُربك كركوك وتودي بحياة ضباط كبار.. هل يحاول "داعش" إعادة إنتاج نفسه؟
نشر في: 5 سبتمبر, 2024: 05:46 م