بغداد/ المدىعن جامعة بغداد، صدر الأسبوع الجاري مستهل سلسلة مكتبة الإعلام والمجتمع، كتاب (الإعلام الجديد.. تطور الأداء والوظيفة والوسيلة)، للدكتورة إنتصار إبراهيم عبد الرزاق، والدكتور صفد حسام الساموك، على أمل ان تجد النسخة الألكترونية لهذا الكتاب طريقها الى الشبكة الدولية للمعلومات، في غضون أيام.
الإصدار الذي يوزع مجاناً، إذ جاء ضمن المبادرة العلمية لتطوير الإعلام الجامعي، التي يشرف عليها الأستاذ الدكتور موسى جواد الموسوي رئيس جامعة بغداد، يناقش التحولات الحاصلة في الميادين السياسية والآيديولوجية والثقافية والاقتصادية والتقنية على المستوى الدولي، وما أحدثته من تطوّرات عدة في بنية وسائل الإعلام بشكل عام، التي عادت بآثارها في تغيير طرائق أداء القائمين على العملية الإعلامية في جوانب الأداء والتوجيه والتنفيذ.ملامح التحولات الدولية، التي تركزت بعد مرحلة الحرب الباردة، من قبيل: شيوع العولمة، والأرهاب، والديمقراطية، والإصلاح، كانت إنطلاقة مؤلفّي (الإعلام الجديد) في تدوين رؤيتيهما ببحث آثار تلك التحولات مجتمعة على وظائف الإعلام التقليدية التي التزمت بها العديد من بحوث الإعلام والاتصال منذ سنوات طويلة.. الامر الذي وفر دواعي بحكم الإلزام لدعم توجه أكاديمي ناشط لتطوير تلك الوظائف بملائمتها مع المتغير الإعلامي المعاصر، الذي اجتاز مرحلة التعددية ليبلغ حدود التفاعلية الواقعية النشطة، يعرب باحثون غربيون وعرب فيها عن كامل ثقتهم بانها تبدأ بالتحضير إلى نهاية مرحلة سيادة الإعلام التي كانت تتحكم بمفاتيحها النظم الحاكمة، وتراجع نظريات أحادية الاتجاه والأثر الذي كان يخطط له القائم بالاتصال ويوجّهه لمتلقٍ ساكن غير فاعل.ويهدف (الإعلام الجديد.. تطور الأداء والوسيلة والوظيفة)، إلى مناقشة التغيرات الإعلامية على المستوى الدولي العام، وإنعكاسها على الواقع الإعلامي العراقي، ويحاول ان يضع مقاربة بين النظرية والتطبيق، حين يبحث عبر عدد من التطبيقات الإعلامية المعاصرة، سبل مواجهة عدد من المشكلات التي تواجه الإعلام الجامعي العراقي، إنطلاقاً من ركيزتين رئيستين، تكمن الأولى ضمن سياق الجامعة العام بان تكون في خدمة المجتمع، وترجع الأخرى إلى طبيعة المجال الإعلامي الذي يعيش فيه القائم بالاتصال على المستوى التعليمي، الآخذ بالتطور والانفتاح على المجتمع العراقي كاملاً، أثر توافر عناصر ومقومات ومستلزمات، مكنته من النهوض والاطلاع بهذا الدور.إن الدراسة المنهجية العلمية للظاهرة الإعلامية الجديدة، توجب بأن يتم البحث فيها بوصفها ظاهرة مستقلة ومتميزة نسبياً، تمتلك خصائص وسمات محددة، إلا أنها متجذرة في الوقت ذاته بالتأريخ والمجتمع، ومتشابكة ومتلاحمة مع النسيج والسياق الاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي والتقني، الذي نشأت وتشكلت وتطورت فيه.. فقد أصبح الاتصال عملية ليس لها بداية أو نهاية أو تسلسل مفترض للأحداث، وليس فيها أشياء ثابتة ومستقلة عن الأشياء الأخرى، وان جميع العناصر تتفاعل... وان ثمّة علاقات ديناميكية قائمة بين هذه العناصر، تربطها وتحدد شكل الظاهرة ونتائجها.لذا تجد المؤلفين (د.انتصار ابراهيم عبد الرزاق، ود.صفد حسام الساموك) يبحثان بكتابهما في تفاعل الأداء الإعلامي العام مع عدد من التحولات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية، التي أنتجت بالمجمل متغيراً إعلامياً سريع التطور، وما أحدثه ذلك من ضرورات الأخذ بالوظائف الإعلامية الجديدة، التي تعالج الحاجة الاجتماعية والشخصية للأفراد، بتطور تلك التحولات، ويدرس دور المنظومة التفاعلية الالكترونية في المجال الإعلامي الجديد، بوصفها أوعية وقنوات لتداول المعلومات، ومناهج الإفادة منها على ارض الواقع، إلى جانب إتاحة تقنيات البث المباشر على المستوى العام.. إن المجال المطلق للإعلام الجديد لم يبق بعيداً عن التحولات والتغيرات الشاملة المعاصرة التي أثرت في الإعلام على مستوى العالم، مع تنامي استعمالات الانترنت بوصفه منظومة تواصلية جديدة، وبروز قوى جديدة غير حكومية في هذا المجال، للاستثمار المالي أو للبحث عن وسائل للتأثير السياسي والإيديولوجي، إذ أسهمت تلك المتغيرات في عملية تغيير الأنماط التي كانت سائدة للمضامين الإعلامية لقد بحث (الإعلام الجديد) في الصورة الذهنية التي تكونها وسائل الإعلام، وعدّها وظيفة تقليدية ومتجددة في الوقت نفسه، فضلاً عن أخلاقيات العاملين في صناعة الإعلام، بما ترتبط به من ضوابط مهنية ومحددات وقيم، في مسعى للكاتبين ان يربطا تلك المتغيرات في نماذج مقترحة لتطوير أداء الإعلام الجامعي وتحسين صورة قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، وصولاً إلى تحقيق هذا الإعلام لوظائفه بالشكل المطلوب.
شيوع الارهاب فـي سلسلة مكتبية للإعلام
نشر في: 9 يناير, 2011: 05:20 م