TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > في ندوةأقامها المجلس العراقي للسلم والتضامن..مكونات العراق وتقاطع الثقافات والشخصانية

في ندوةأقامها المجلس العراقي للسلم والتضامن..مكونات العراق وتقاطع الثقافات والشخصانية

نشر في: 9 يناير, 2011: 05:24 م

كاظم الواسطياقام المجلس العراقي للسلم والتضامن ندوة حوارية تحت عنوان (مكونات العراق وتقاطع الثقافات والشخصانية الفردية) حاضر فيها الاب الدكتور يوسف توما الدومنيكي وهو رئيس تحرير مجلة (الفكر المسيحي) وأحد قادة التنوير في الكنيسة الكاثوليكية وله دراسات متنوعة في مجال الفكر الديني والإنساني.
وفي مقدمة المحاضرة تقدم المحاضر بالشكر الى المجلس العراقي للسلم والتضامن لدعوته واتاحة الفرصة له لهذا اللقاء.. وتطرق في بداية المحاضرة الى حاجة مجتمعاتنا الى الابتعاد عن الصورة النمطية ، واللغة الخشبية ، والشعارات التي تعطل حاجتنا الحقيقية للتفسير والتأويل التي تبعدنا عن التطبيل للمفاهيم الاحادية المغلقة. وتساءل الاب يوسف عن إمكانية سيطرتنا على أفكارنا في مجتمعات مازالت تابعة لتيارات مختلفة – كالفكر القومي ، والفكر الديني ، والفكر الشمولي – وهو يدعونا للنظر بوضوح وموضوعية لتشكيلات هذه اللوحة وتفكيك عناصرها بطريقة نقدية وتقويمية. وفي هذا الجانب اشار الى توالي الاحداث والمآسي التي تعيشها مجتمعاتنا اليوم التي لم تترك لنا مشاغل الحياة والأحداث مجالا كافيا للتفكير فيها من ناحية التشخيص والمعالجة. فهنالك هجرة مؤلمة للمسيحيين ، وظروف صعبة وقاهرة سببت ما اطلق عليه " الكآبة  الجماعية للمسيحيين " وهي نوع من الامراض التي لم تهتم بها دراسات حديثة بمستوى تاثيراتها السلبية على الواقع المجتمعي. واشار المحاضر باهتمام المجتمعات الاوربية بالعلوم الإنسانية الى جانب علم النفس الاجتماعي ،وعلم النفس الديني ، مشيدا بالدور الكبير للعلوم الإنسانية التي ساهمت في انقاذ المجتمعات الأوروبية من الكثير من ازماتها عبر معالجتها للمشاكل التي عانى منها الغرب بعد حروب طويلة ومعقدة.وفي مجال العولمة تحدث المحاضر عن وجود عولمات متعددة ، منها العولمة الحديثة والعولمة القديمة التي تمتد منذ فترة الاسكندر المقدوني واحتواء التعدديات والتنويعات آنذاك ، كما ان (العولمة المغولية) لم تدرس لحد الان بشكل موضوعي سليم والمعبر عنها بمقولة تيمورلنك بان وجود سماء واحدة وارض واحدة يتطلب وجود ملك واحد" وهنالك عولمة بريطانية من تجسيداتها شكل الكومنولث الذي يعتبر نوعا من العولمة ، حتى وصولنا الى عولمة امريكا التي تشكلت بوسائل جديدة ومستحدثة ، من نتائجها عولمة اللغة الانكليزية وسيطرتها على العالم.ان تداخل العولمات وتعددها ينبغي ان يفضي الى تفعيل مبادئ السلام والتضامن والعمل على تفسير ومعرفة خطوط التعارضات فيما بينها.وعن مفهوم الأقليات أشار الأب يوسف إلى ضرورة تجاوز الانتماءات الضيقة التي اعتبرت الماضي ومفاهيمه مقياسا ومعيارا ومبدأ للتعاطي معها. فهنالك الكثير من التغيرات التي تحصل للانسان خلال حياته متنقلا بين اماكن مختلفة وثقافات متنوعة وكسبه خبرات جديدة ينبغي التعامل معها في التقييم والدراسة. وعلينا اليوم ان نثير اسئلة جديدة بخصوص ما حدث من كوارث وحروب. فهناك ملايين الضحايا التي تكبدتها البشرية في حروب اوربا المجنونة . ومن هذه الاسئلة هي ماذا لو انتصر هتلر في الحرب العالمية الثانية.. وما الذي كان سيحدث بعد ذلك ؟ وكيف كانت الامور ستؤول لو فازت اليابان في الحرب ؟ واكد المحاضر  ان هذه الحروب بضحاياها الهائلة وخسائرها الفادحة اجبرت البشرية على قبول " العولمة التقاطعية " التي تنزع الى قبول الاخر المختلف.وعن الجانب التنويري في الدين تحدث المحاضر عن عمانؤيل مونيه (1906 – 1957) الذي اسس لمفهوم " الشخصانية الفردية " ونظر للامر من زاوية كونه وجودياً مؤمناً او متديناً وقسم الدين الى نوعين هما الدين الافقي الذي يعتمد الانتماء ، والعلة والمعلول، وهو ما ادخله في مجال النفعية التي مازالت فاعلة في كل الاديان. اما الجانب الاخر فهو الذي يعتمد الايمان ، والخبرة الشخصية الفردية المعّرفة – بحسب مونيه – بالشخصانية التي هي وعي ذاتي بالحياة وتفسيرها. وعن طبيعة التعليم في جامعاتنا اشار المحاضر إلى اعتماد " الدرخ "    -وهو الحفظ على ظهر قلب – الذي يتعارض مع التثقيف والوعي الذاتي ،اي ان هذا النوع من التعليم لا يعتمد الشخصانية في التعامل مع المعلومة ومحاولة هضمها ذاتيا. ويشير في هذا الخصوص الى الهرمنطيقيا او علم التأويل الذي تعتمده المؤسسات والجامعات الادبية والذي يساعد على الهضم الذاتي للمعلومات ، في وقت مازالت مجتمعاتنا الناطقة بالعربية لاتملك مؤولين – قراء لواقعنا يساعدوننا على التأويل والمعرفة . وهذا ينعكس أيضاً على طبيعة المجتمع نفسه ، حيث وجود تفاوت بين الاحياء في المدينة الواحدة ، والزيادة الكبيرة في نسبة سكان المدن نسبة الى الريف وان ذلك – برأي المحاضر – يحتاج الى تفكيك التراكمات التاريخية الموجودة في المجتمع بعيدا عن النظرة الاحادية الضيقة التي تحاول كل جهة اعتبار بداية التاريخ مرتبطاً ببداية وجودها ونشاطها بدون النظر الى الوضع التاريخي الاشمل .وفي ختام المحاضرة شارك عدد من الحضور بمداخلات وأسئلة وآراء استوحت من الأفك

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

مطلع الشهر المقبل.. انطلاق معرض العراق الدولي للكتاب

بغداد/ المدى تنطلق فعاليات الدورة الخامسة من معرض العراق الدولي للكتاب، في الفترة (4 – 14 كانون الأول 2024)، على أرض معرض بغداد الدولي.المعرض السنوي الذي تنظمه مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، تشارك فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram