متابعة/ المدى
تتصاعد المخاوف في العراق من احتمال دخول فيروس "جدري القردة"بعد تفشي المرض في عدد من الدول الأفريقية والعربية ومنها بلدان مجاورة للعراق، وإعلان منظمة الصحة العالمية رفع حالة الطوارئ الصحية العامة على الصعيد العالمي.
ويتخوف العراقيون من تكرار سيناريو جائحة كورونا والتي تسببت بموجة قلقل واغلاق شامل وحظر للتجوال.
ويقول المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر، خلال حديث، إن "العراق حتى الآن لم يسجل أية إصابة بجدري القردة، سواء في المحافظات جميعا ومن ضمنها محافظات إقليم كردستان".
ويشير البدر، إلى أن "الأنباء المتداولة بشأن تسجيل إصابات في بغداد، عارية عن الصحة"، مؤكدا "في حال وصل الفيروس إلى العراق فإن مؤسساتنا الصحية قادرة على تشخيص المرض هذا وغيره من الأمراض الوبائية".
ويضيف أن "الوزارة مستعدة بشكل كامل في حال وصول الفيروس إلى العراق، ونمتلك ملاكات طبية مدربة والأدوات المطلوبة بالإضافة إلى الردهات الخاصة"
وفي أول محافظة عراقية تتفاعل مع الحدث، أعلنت دائرة صحة كركوك، عن تشديد إجراءاتها الوقائية لمواجهة أية حالات محتملة لمرض “جدري القردة”، كما شددت الإجراءات على المسافرين القادمين عبر مطار المحافظة.
وكانت وزارة الصحة الأردنية قد أعلنت يوم الإثنين الماضي، عن ظهور نتائج مخبرية تؤكد تسجيل حالة إصابة بـ”جدري القردة” لشخص غير أردني مقيم في الأردن.
وذكرت الوزارة في بيان، أن الشخص المصاب ذكر يبلغ من العمر 33 عاما، ظهرت عليه أعراض العدوى على شكل حبوب (طفح جلدي)، وهو حاليا في العزل في مستشفيات البشير، وتم تشخيصه بواسطة فحص (بي سي آر) في مختبرات وزارة الصحة، وحالته الصحية مستقرة.
يذكر أن هذه ليست الحالة الأولى التي يتعامل معها الأردن، فقد تم تسجيل حالة في 8 أيلول سبتمبر 2022، وتم اتباع الإجراءات الروتينية في مثل هذه الحالات والتي كانت كفيلة بالوقاية من انتشار العدوى وشفاء المريض دون أي مضاعفات.
بدوره، يشير الطبيب مصطفى محمود، إلى أن "جدري القردة يعد مرضا فيروسيا ينتشر بين الناس بسرعة كبيرة بعد أن يخالط الشخص المصاب أشخاصا سليمين عن طريق اللمس أو التقبيل أو الاتصال الجنسي".
ويتابع "كما أن ملامسة الحيوانات المصابة، وملامسة مواد مثل أدوات المنزل أو الملابس أو الإبر الملوثة ممكن أن تنقل العدوى، وكذلك بعد ملامسة الحوامل المصابات اللواتي قد ينقلن الفيروس إلى أجنّتهن".
ويبين أن "أعراض الإصابة بجدري القردة هي طفح جلدي مؤلم، وتضخم الغدد الليمفاوية، وحمى شديدة، والآلام شديدة في المفاصل في جسم الشخص المصاب".
ويلفت محمود، إلى أن "الوقاية من الإصابة بالفيروس تكون بعدم مخالطة الأشخاص المصابين، وغسل اليد والجسم جيدا بالماء والصابون والابتعاد عن استعمال الحمامات الخارجية في الأماكن العامة".
ويمتلك العراق 295 مستشفى ومركزا تخصصيا حكوميا، فيما يبلغ عدد المستشفيات الأهلية 155 مستشفى، بحسب دراسة للواقع الصحي في العراق.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية، عن رفع حالة "جدري القردة" إلى حالة طوارئ صحية عامة على الصعيد العالمي للمرة الثانية خلال عامين، بعد أن انتشر الوباء من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى دول مجاورة.
كما أعلن المركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، عن تصنيف جدري القردة كـ”طارئة صحية عامة”، وهو أعلى مستوى من التأهب.
ويعد جدري القردة مرضا معديا ينتقل إلى البشر من خلال الحيوانات المصابة، ويمكن أن ينتقل أيضا بين البشر عبر الاتصال الجسدي الوثيق، وقد تم الإبلاغ عن أكثر من 18 ألفا و700 حالة وأكثر من 500 حالة وفاة في أفريقيا هذا العام، وهو رقم يتجاوز إجمالي حالات العام 2023.
ووفقا للمركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، تم تسجيل 3101 حالة مؤكدة و15 ألفا و636 حالة محتملة و541 حالة وفاة في 12 دولة أفريقية، مع تسجيل معظم الحالات في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وتواجه أفريقيا سلالة جديدة من الفيروس تم اكتشافها في أيلول سبتمبر 2023، أطلق عليها اسم “كلايد آي بي” (Clade Ib)، وهي أكثر فتكا وقابلية لنقل العدوى من السلالات السابقة، وتم تسجيل أول حالات “جدري القردة” خارج القارة الأسبوع الماضي في السويد وباكستان.
المصدر: وكالات