بغداد / المدى

وجه رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، دعوة إلى القوى السياسية والسلطات الدستورية للوقوف إلى جانب الحكومة في استكمال برنامجها الخدمي والإصلاحي.

جاء ذلك خلال كلمة متلفزة تابعتها «المدى»، حيث أكد السوداني على أهمية الخطاب المباشر لبناء الثقة مع الشعب، مشيرًا إلى أن الحكومة تأسست في ظل ظروف صعبة لا تزال عالقة في الذاكرة، نتيجة للتقاطعات السياسية وغياب الرؤية المتكاملة في إدارة الدولة.

أولويات الحكومة

السوداني أكد أن حكومته اعتمدت منهجًا واقعيًا لقراءة المطالب الضرورية التي تربط العلاقة بين المواطن والحكومة. وركز على مفهوم “حكومة الخدمات”، التي وضعت أولوياتها في مكافحة الفساد، وتخفيف البطالة، ومعالجة الفقر، مشيرًا إلى دعم الحكومة من ائتلاف إدارة الدولة والقوى الوطنية.

وأضاف السوداني أن الحكومة قدمت دعمًا كبيرًا للمشمولين بشبكة الحماية الاجتماعية، حيث شملت 961 ألف أسرة جديدة، ووزعت أكثر من 7.5 مليون سلة غذائية شهريًا ضمن مفردات البطاقة التموينية. كما شملت المنحة الطلابية أكثر من مليوني طالب، وتم صرف أكثر من 372 ألف راتب للمعينين المتفرغين.

تحسين الخدمات

في مجال التعليم، أوضح السوداني أن الحكومة بدأت حملة لتوفير المباني المدرسية، حيث تم إنشاء أكثر من 500 مبنى جديد، إلى جانب ترميم آلاف المباني الأخرى. كما نجحت الحكومة في حل مشكلة المتعاقدين، والشهادات العليا، والخريجين الأوائل، والأجور اليومية، مما وفر نحو مليون درجة وظيفية.

وفي قطاع العمل، أشار السوداني إلى أن الحكومة دعمت القطاع الخاص من خلال “صندوق العراق للتنمية”، مما وفر آلاف فرص العمل. كما سجلت مؤشرات إنتاج الطاقة محليًا ارتفاعًا غير مسبوق وصل إلى 27 ألف ميغاواط.

الاكتفاء الذاتي وتصدير الوقود

وأشار السوداني إلى التطور الذي شهده قطاع النفط، خاصة في استغلال الغاز المصاحب، حيث وصل العراق إلى استغلال 67% من هذا الغاز، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من وقود زيت الغاز، بل وبدأ في تصديره. كما زاد إنتاج البنزين إلى 28 مليون لتر يوميًا، مما أدى إلى تراجع الاستيراد إلى أدنى مستوياته، ومن المتوقع أن يتوقف الاستيراد تمامًا بحلول مطلع 2025.

مشاريع البنى التحتية والسكن

أكد السوداني أن مشاريع البنية التحتية انطلقت بقوة، بما في ذلك مشروع “طريق العراق للتنمية” وميناء الفاو الكبير. كما بدأت الحكومة معالجة ملف السكن بشكل واسع، مع التركيز على إنشاء مدن جديدة لتلبية الحاجة المتزايدة. كما حققت الحكومة الاكتفاء الذاتي في إنتاج محصول الحنطة، وفتحت الأبواب أمام الصناعة الوطنية من خلال إنشاء المدن الصناعية الكبرى.

الاختناقات المرورية

في مجال البنية التحتية، أشار السوداني إلى أن مشاريع معالجة الاختناقات المرورية وصلت إلى مراحل متقدمة، وافتُتح العديد منها فعليًا. كما أُعيد العمل في 471 مشروعًا للوزارات و354 مشروعًا في المحافظات بعد أن كانت متوقفة، وتم الانتهاء من 400 مشروع آخر.

تحسين الإجراءات الحكومية

أعلن السوداني عن إنهاء مشكلة تعدد الوثائق الشخصية، حيث تم إصدار أكثر من 40 مليون بطاقة شخصية موحدة. كما أُطلقت منظومة الجواز الإلكتروني، مما ساهم في اختزال العديد من المراجعات التي كانت ترهق المواطنين.

العلاقات الدولية والأمن

في مجال العلاقات الدولية، أشار السوداني إلى نجاح الحكومة في تجنب تداعيات التصعيد في المنطقة، لا سيما العدوان على غزة. كما أكد على حسم ملف بقاء التحالف الدولي لمحاربة داعش وإنهاء عمل بعثة الأمم المتحدة (اليونامي) في العراق.

مكافحة الفساد

أكد السوداني أن الحكومة ملتزمة بمحاسبة أي انتهاك للموقع الوظيفي أو خرق للقانون، مشددًا على أن الحكومة تسعى لتلبية تطلعات الشعب العراقي وتحقيق التنمية والازدهار. ودعا القوى السياسية الوطنية إلى الوقوف صفًا واحدًا خلف الحكومة لإكمال برنامجها الخدمي، خاصة في ظل التحديات الأمنية والاقتصادية التي تشهدها المنطقة.

التعديل الوزاري

في ختام كلمته، أشار السوداني إلى أهمية حسم استحقاق رئاسة مجلس النواب، موضحًا أن الحكومة تنتظر هذه الخطوة للتقدم إلى البرلمان لإقرار التعديل الوزاري المبني على تقييم أداء الوزراء. وأكد أن الحكومة ستبقى ملتزمة بخدمة الشعب العراقي وتحقيق طموحاته في بناء العراق الواحد القوي والمزدهر.