واسط / جبار بچاي
لأول مرة، يكشف قضاء الصويرة في محافظة واسط عن إنتاجه السنوي الذي يتجاوز مائة ألف طن من التمور، ليكون منافسًا لبعض المحافظات الأخرى في العراق. ويعزى هذا التميز إلى استخدام أساليب حديثة في زراعة النخيل ومكافحة الآفات الزراعية، خاصة حشرتي “الحميرة” و”الدوباس”، رغم التحديات التي تواجهها المنطقة مثل قلة المياه.
تم الإعلان عن هذه الأرقام خلال أول معرض للتمور يقام في قضاء الصويرة، حيث تم عرض العشرات من أصناف التمور النادرة وذات الجودة العالية، مثل “المجهول”، “الجبجاب”، “أصابع أم ناصر”، “عين أيوب”، “المكاوي”، بالإضافة إلى الأصناف الأكثر شهرة مثل “البرحي”، “البريم”، “الشويثي”، “الزهدي”، “الخضراوي”، “الحلاوي”، “الحويز”، “المكتوم”، “الجوزي”، “الساير”، وغيرها من الأصناف التجارية والنادرة.
إنتاج ضخم وتصدير خارجي
وقال قائممقام القضاء، سلام جواد، إن “فكرة إقامة معرض التمور جاءت بمبادرة من أصحاب البساتين والشركات الزراعية بالتعاون مع مديرية الزراعة والجمعيات الفلاحية، نظرًا لوفرة الإنتاج وتنوع الأصناف التي تنتجها بساتين القضاء”.
وأضاف في حديثه لـ(المدى)، “أردنا من خلال هذا المعرض تسليط الضوء على أصناف التمور التي تنفرد بساتين الصويرة بإنتاجها، حيث تصاعد الإنتاج في السنوات الأخيرة ليصل إلى أكثر من مئة ألف طن سنويًا، مع تصدير جزء كبير من الإنتاج إلى خارج العراق”.
وأشار إلى أن “المعرض يفتح آفاقًا جديدة لتطوير الصناعات الغذائية وتنشيط الاستثمار الزراعي، خاصة في مجال تصنيع وتعبئة التمور وإنتاج الدبس. ولهذا السبب، طرحت إدارة المحافظة فرصة استثمارية لإقامة مصنع متخصص في هذا المجال، وسنكون داعمين للمستثمرين الراغبين في إقامة هذا المشروع”.
معرض متخصص بتمور الصويرة
من جانبه، أشار مدير زراعة واسط، أركان مريوش، إلى أن “المعرض السنوي لمنتجات التمور في واسط كان يُنظم عادة في مدينة الكوت، بمشاركة أصحاب البساتين من مختلف مناطق المحافظة. إلا أن هذا العام تم نقله إلى قضاء الصويرة ليكون متخصصًا بتمور بساتين القضاء فقط”. وأضاف أن “المعرض، الذي تشرف عليه مديرية الزراعة من خلال قسم زراعة الصويرة، يهدف إلى استعراض العديد من أصناف التمور التي تنتجها بساتين الصويرة، وهو فرصة للتشجيع على الاهتمام بالنخلة العراقية التي بدأت تستعيد عافيتها بعد سنوات من الإهمال نتيجة الحروب”.
كما جددت محافظة واسط مطلبها بجعل “واسط عاصمة العراق الزراعية”، وهو مشروع يُعد دعمًا كبيرًا للمزارعين في المحافظة، التي تميزت بإنتاجها الزراعي الكبير في مختلف المحاصيل، بالإضافة إلى إنتاجها الحيواني.
إحياء قطاع التمور
أحمد عجيل الزبيدي، أحد أصحاب بساتين النخيل في الصويرة، أشاد بإقامة المعرض واعتبره خطوة هامة تؤكد دعم الحكومة لقطاع التمور، وتعيد الاهتمام بالنخلة العراقية التي واجهت تحديات عديدة خلال السنوات الماضية.
وأضاف أن “المعرض شهد عرض أصناف نادرة من التمور ذات الجودة العالية مثل “أصابع أم ناصر”، “المكاوي”، و”الشويثي”، بالإضافة إلى الأصناف المعروفة مثل “البرحي”، “المكتوم”، “جمال الدين”، “الساير”، و”البربن”.
وأشار الزبيدي إلى أن المعرض تخلله محاضرات وورش عمل تهدف إلى التعريف بأهمية التمور العراقية وكيفية العناية بالنخلة، بما في ذلك تقنيات غرس الفسائل والإكثار منها باستخدام الزراعة النسيجية، بالإضافة إلى اتباع الأساليب الحديثة في مكافحة الآفات.
بهذا المعرض، تسعى الصويرة إلى تعزيز مكانتها كمنتج رئيسي للتمور في العراق، وتشجيع الاستثمار في الصناعات المرتبطة بهذا القطاع الحيوي.