الحال ليس على مايرام في بلدان المغرب العربي .. حقيقة فرضت نفسها مع ايام العام الجديد اذ عمت الاضطرابات تونس ثم لحقت بها الجزائر ، احتجاجات متواصلة والاسباب تبدو مشتركة اذ ان البطالة وغلاء المعيشة وتفشي الفساد والرشوة وقلة المساكن هي من دفعت الجزائريين
وقبلهم التونسيين الى الشوارع رفضا لهذا الحال الذي لم يعد يطاق.المراقبون لما يجري في بلدان المغرب العربي يتوقعون تصاعدا في وتيرة الاحتجاجات بالنظر لاستفحال ازمات هذه البلدان وتجذرها لاسيما ما يتعلق بالبطالة وتفشي الفساد والرشوة مؤكدين ان الحلول لن تكون سهلة وستعاني حكومات هذه البلدان الامرين قبل ان تستطيع امتصاص نقمة الجماهير على ما وصل اليه الحال .المدى في ملفها اليوم تسلط الضوء على الاضطرابات الدامية التي تشهدها الجزائر منذ عدة ايام ، معرجة على شيء من المعلومات العامة عن البلاد ونسب البطالة المرتفعة فيها.rnالعنف كان فـي الاحياء الـراقـيـة قـبـل الفقيـرة!rnللمرة الاولى منذ الانفتاح الديموقراطي قبل عشرين سنة، شهدت احياء سكنية راقية في الضاحية الغربية المعروفة بفيلاتها ومطاعمها الفخمة اعمال عنف لا تختلف عن تلك التي سجلت في الاحياء الشعبية الفقيرة .واندلعت اعمال العنف في محافطة تيبازة الجزائر منذ الثلاثاء الماضي احتجاجا على ارتفاع الأسعار قبل ان تنتقل الى عدة محافطات في كل أرجاء البلاد ، وبدا ليل عطلة نهاية الاسبوع ، مختلفا لاصحاب مطاعم المشاوي في الدرارية الواقعة على بعد عشرة كيلومترات عن وسط العاصمة فالمحال كانت مغلقة واصحابها يقومون بحراستها، بينما تلاحق قوات مكافحة الشغب عشرات الشباب في الشوارع التي تفصل بين الفيلات.وعادت تنطلق الاحتجاجات من احياء شعبية مثل باب الوادي وبلكور وباش جراح ، ويقول سفيان صاحب مطعم للمشويات في وسط درارية ان "الوضع مستمر منذ يومين" ، ويضيف "لسوء حظنا صادف ذلك مع عطلة نهاية الأسبوع حيث يكثر الزبائن ونحقق تقريبا 50 بالمئة من ارباحنا الأسبوعية لاننا في بقية الاسبوع نشتغل بالحد الادنى".ويخشى أصحاب المطاعم ان تتعرض محالهم للسطو من قبل الشباب الغاضبين، لذلك حولوا عمالهم الى حراس امام الواجهات الزجاجية ، وقال سفيان انها "الطريقة الوحيدة لحماية ممتلكاتنا"وفي اثناء الحديث مع صاحب المطعم سمع دوي قنابل الغاز المسيل للدموع في الجهة المقابلة ، وتحركت اعداد كبيرة من قوات الامن بالزي الرسمي والمدني نحو مقر وكيل السيارات "جيلي" لحمايته بعدما هوجم محل شركة "رينو" في باب الوادي والعناصر والعدد القليل من السيارات التي كانت تمر في الشارع الرئيس عادت ادراجها.وفي تقصراين الحي القريب من الدرارية، حطم شبان غاضبون المؤسستين الوحيدتين للخدمة العمومية في وسط المنطقة، المركز الصحي ومكاتب ملحقة بالبلدية بينما لم يتعرض احد لمستشفى قاصدي مرباح نظرا لوجوده في منطقة معزولة وطالت عملية تخريب مركز "الجوار" الصحي.وقال الحارس الليلي ان المحتجين "سرقوا كل شيء حتى انهم اقتلعوا كرسي طبيب الاسنان وأجهزة التدفئة".وعبر احد السكان عن غضبه بقوله "لا يمكن ان يقبل عاقل بهذا التخريب. نحن المتضررين. لا الرئيس بوتفليقة ولا حتى رئيس البلدية يحتاجان الى هذا المركز الصحي" ، واضاف "لا اصدق ان ابناء الحي هم من فعل هذا فأنا مولود هنا وعمري يقارب الخمسين ولم أشهد شيئا مثل هذا".وتابع "حتى في الاحداث الشهيرة التي شهدتها الجزائر في الخامس من تشرين الاول 1988 لم يتحرك احد هنا" ، واتهم "ابناء باب الوادي الذين تم ترحيلهم بعد فيضانات 2001 الى عمارات قريبة من هنا في الدرارية وتقصراين" بارتكاب هذه الاعمال.وكانت الحكومة وعدت باتخاذ إجراءات عاجلة لكبح الارتفاع المفاجئ لاسعار السكر والزيت ووضع حد للاحتجاجات التي اثارت حالة من الهلع بين المواطنين في العاصمة الجزائر وغيرها من المدن الاخرى .rnقتيلان و400 جريح حصيلة أربعة أيام من الاضطراباتrnاسفرت الاضطرابات التي تهز الجزائر منذ الاربعاء الماضي احتجاجا على غلاء المعيشة عن سقوط قتيلين و400 جريح بينهم 300 شرطي كما اعلن وزير الداخلية دحو ولد قابلية بينما تواصل الحكومة مساعيها لاحتواء ارتفاع اسعار السلع الاساسية.وصرح الوزير للمحطة الثالثة في الاذاعة الوطنية ان شابا قتل بالرصاص في مدينة عين الحجل بولاية المسيلة (300 كلم جنوب شرق العاصمة الجزائرية)، مؤكدا ما نشرته صحيفة الخبر الجزائرية السبت. واوضح ان الشاب "توفي خلال محاولته اقتحام مركز شرطة".وقتل رجل في بوسماعيل (50 كلم غرب العاصمة) "انتشل من الشارع جريحا، وسجل الطبيب الشرعي وفاته نتيجة اصابته في الراس، لكن لم يتضح بعد سبب وفاته" ، وذكر مصدر طبي ان القتيل اصيب بقنبلة مسيلة للدموع انفجرت في وجهه.واضاف "هناك اكثر من 300 من رجال الشرطة والدرك اصيبوا بجروح، في حين اصيب اقل من مئة شخص بجروح في الجانب الاخر" ، مشيرا الى ان قوات الامن اعتقلت عددا لم يحدده من مثيري الشغب ، موضحا ان "المحاكم ستتك
ملف المدى..غلاء المعيشة وقلة المساكن وتفشي الفساد والرشوة يشعل الشارع الجزائري

نشر في: 9 يناير, 2011: 06:44 م