ديالى / محمد الجبوري
بعد مرور أكثر من عقد ونصف، لا يزال سكان ديالى ينتظرون تنفيذ مشاريع ستراتيجية كبرى من شأنها تلبية احتياجاتهم الأساسية. إلا أن الأزمات المالية والحروب مع الإرهاب حالت دون تحقيق هذه المشاريع، تاركةً السكان يترقبون تحرك الوزارات المعنية والحكومات المتعاقبة لمعالجة هذا الوضع.
وتواجه محافظة ديالى عدة مشاريع وزارية ستراتيجية متوقفة، منها المستشفى الأسترالي ومجمعات سكنية في أطراف بعقوبة والخالص، إلى جانب مشاريع استثمارية أخرى تم سحب الرخص من الشركات المستثمرة فيها. ورغم المطالبات المتكررة من الجهات المحلية والوزارات المعنية، لا تزال هذه المشاريع معطلة.
وأكدت محافظة ديالى أنها بصدد معالجة هذه المشاريع المتلكئة ضمن موازنة المحافظة واستئناف العمل بها. وفي هذا السياق، دعت المحافظة الوزارات المعنية إلى إحالة مشاريعها الستراتيجية للمحافظة، تنفيذًا لتوجيهات رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
المستشفى الأسترالي: مشروع معطل منذ 2008
يُعد المستشفى الأسترالي من أبرز المشاريع المتلكئة في ديالى. أبرمت وزارة الصحة عقدًا مع شركة أسترالية لإنشاء المستشفى في عام 2008، وكان من المفترض أن يتم إنجازه خلال أربع سنوات، لكن العمل توقف بسبب مشاكل مالية وفنية. وعلى الرغم من استئناف الشركة العمل في المستشفى عام 2021، إلا أن نسبة الإنجاز لم تتجاوز 10%، مع توقعات بإنجازه بحلول عام 2026.
مدير إعلام صحة ديالى، فارس خضير العزاوي، أوضح في حديثه لـ(المدى) أن المستشفى الأسترالي هو المشروع الوحيد المتلكئ وهو مشروع اتحادي ضمن موازنة وزارة الصحة، بينما تشهد باقي المشاريع الصحية تقدمًا كبيرًا. وذكر العزاوي أن من بين المشاريع الصحية المتقدمة مستشفى مندلي الذي بلغ نسبة إنجاز 60%، ومستشفى ناحية السعدية ومستشفى الأمراض القلبية بنسبة إنجاز 70%. كما أشار إلى إنجاز 5 مراكز صحية واستمرار العمل في مراكز صحية أخرى دون أي عراقيل.
مجمعات سكنية معطلة
تواجه المجمعات السكنية في ديالى تلكؤًا مستمرًا نتيجة الأزمات المالية والإرهاب. مدير دائرة الإسكان في ديالى، هيثم أحمد علوان، أشار في حديثه لـ(المدى) إلى أن “العمل متواصل في المجمعات السكنية، ولكن التلكؤ يعود إلى الأزمات المالية والحروب مع تنظيم داعش وجائحة كورونا”.
وأشار إلى أن مجمع الغالبية السكني، الواقع شمال غرب بعقوبة بسعة 666 وحدة سكنية، عانى من التوقف لفترات طويلة منذ أكثر من عقد ونصف. وأكد أن المشروع وصل إلى نسبة إنجاز 98%، إلا أنه لا يزال بحاجة إلى استكمال البنى التحتية، مثل إنشاء مركز صحي وأسواق ومدارس.
وبالنسبة لمجمع الرازي السكني غربي بعقوبة، أوضح علوان أن نسبة الإنجاز بلغت 53%، لكن المشروع متوقف بعد فسخ العقد مع الشركة المنفذة. ويجري الآن البحث عن مستثمر جديد لاستكمال المشروع، وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق مع مستثمر، ستعاد الخطة إلى الوزارة لتخصيص أموال جديدة.
كما أشار علوان إلى استمرار العمل في مجمع الخالص السكني (17 كم شمال شرق بعقوبة) الذي يضم 360 وحدة سكنية، وبلغت نسبة إنجازه 64%.
التحديات والآمال
نائب المحافظ الفني السابق، عاصم الصميدعي، أكد لـ(المدى) أن المحافظة لا تعاني من مشاريع متلكئة ضمن موازنتها المحلية، باستثناء مشروع الدور واطئة الكلفة، مشيرًا إلى أن المشاريع المتلكئة تعود إلى الوزارات.
وطالب الصميدعي بتحويل إدارة المشاريع الوزارية إلى المحافظة، تنفيذًا لتوجيهات رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي دعا إلى إحالة هذه المشاريع للمحافظات القادرة على تنفيذها. ومع ذلك، لفت إلى أن الوزارات لم تتجاوب بعد مع هذا المقترح.
وأشار الصميدعي إلى أن المشاريع الوزارية المتلكئة تسببت في تأخر إنجاز العديد من المشاريع الحيوية، مثل المستشفى الأسترالي الذي بدأت أعماله في عام 2010، لكنه بحاجة إلى تعديلات كبيرة نظرًا للتغيرات في التطورات الطبية والتكنولوجية.
وفي خطوة لمواجهة التلكؤ في إنجاز المشاريع، وجه محافظ ديالى، عدنان الشمري، بمنع تمديد السقوف الزمنية لإنجاز المشاريع الخدمية. وفي مؤتمر صحفي سابق، توعد الشمري الشركات المتلكئة بأنها لن يكون لها مكان في المحافظة، مشيرًا إلى أن المواطنين يرون أن تأخر إنجاز المشاريع يعد “تخريبًا” وليس “إعمارًا”.
مشاريع ستراتيجية معطلة في ديالى بسبب الأزمات المالية وحرب الإرهاب
نشر في: 10 سبتمبر, 2024: 12:03 ص