متابعة/المدى
تصاعدت الهجرة من الأرياف في محافظات مثل ذي قار والبصرة وميسان في العراق، بسبب شح المياه والجفاف المستمر، مما أثار قلقاً متزايداً حول تأثيرات هذه الأزمة على المجتمعات المحلية والاقتصاد الزراعي. الفلاحون والرعاة في تلك المناطق يعانون على نحو متزايد من قلة المياه الصالحة للري والشرب، مما يدفع كثير منهم إلى مغادرة قراهم نحو المدن بحثاً عن سبل عيش بديلة.
وتتزايد التحذيرات من أن هذه الهجرة قد تسهم في زيادة الضغط على البنية التحتية في المدن، وتفاقم البطالة وتدني مستوى المعيشة في المناطق الحضرية. إضافة إلى ذلك، يُتوقع أن تزداد التوترات الاجتماعية والسياسية نتيجة لتنافس السكان على الموارد المحدودة. وقال عضو لجنة الزراعة والمياه النيابية، ثائر مخيف، إن "معدلات الجفاف في المحافظات الجنوبية والوسطى تتصاعد، وبات الوضع ينذر بخطر يطرق الأبواب خاصة مع تنامي هجرة الأرياف بنسب مثيرة للقلق في محافظات ذي قار وميسان والبصرة والآن اقترب الخطر من بابل خاصة محيطها". وأردف، أن "الهجرة من الأرياف يتم تحديد بوصلتها الحالية في 13 قاطعاً زراعياً بوجهٍ عام لكنه يزداد مع الوقت"، لافتا إلى أن "وزارة الموارد المائية وضعت خططاً لاحتواء خطر الجفاف لكنها تحتاج إلى المزيد من الوقت".
وتابع مخيف، أن "التجاذبات السياسية حول ملفات أخرى تتعلق بالموازنات والشأن الداخلي تنعكس على ملف المياه وتداعياته مع أنه يجب ان يكون من الأولويات في الطرح والمناقشة وصولا إلى دعم وتمويل الحلول الموضوعية".
يذكر أن المعاون الخدمي لمحافظ ذي قار، سلامة السرهيد، أكد الجمعة (6 أيلول 2024)، ان أجزاء كبيرة من المحافظة تحولت إلى جرداء، بسبب الجفاف، فيما كشف عن حملة لزراعة 40 ألف شجرة.
وقال السرهيد، إن "ذي قار تعرضت للجفاف وشح المياه والتصحر، بسبب التغير المناخي وتجريف الأشجار والبساتين خلال السنوات الثلاث الماضية"، مبينا ان "هذه الظروف أثرت إلى حد بعيد على البيئة حيث حولت أجزاء كبيرة منها إلى مناطق جرداء". وأضاف إن "المحافظة بدأت حملة لتشجير ذي قار، حيث تم الإعلان عن انطلاق موسم التشجير في الأول من تشرين الأول، وجُهِّز 40 ألف شتلة من الأشجار بالتعاون مع منظمات محلية وفرق تطوعية، وستستهدف الحملة الحدائق العامة، المدارس، المستشفيات، وبعض الدوائر الحكومية، مع التأكيد على وجود رقابة وخطط مدروسة لضمان نجاحها". وكان مجلس محافظة ذي قار، كشف يوم السبت (17 آب 2024)، أن الأهوار فقدت 60% من الثروة السمكية حتى الآن، فيما أشار إلى أنه "لا يمكن إخفاء القلق من خطورة الأوضاع". وقال الناطق باسم مجلس محافظة ذي قار ياس الخفاجي، ان" وفدًا من مجلس المحافظة أجرى جولة ميدانية للوقوف على تداعيات جفاف الأهوار وتأثيرها المباشر على حياة آلاف الأسر خاصة التي تمتهن الزراعة وصيد الأسماك".
وأضاف، إن" الأهوار في ذي قار فقدت بوجهٍ عام 60% من الثروة السمكية، بسبب انحسار المياه في الآونة الأخيرة يرافقها نفوق إعداد ليست قليلة من الماشية والجاموس، مؤكدا إن" حالة النزوح من الأهوار مستمرة والوضع يمكن وصفه بالخطير لكنه لم يصل إلى مرحلة الإنذار القصوى".
وأشار الخفاجي إلى، إنه" لا يمكن إخفاء قلقنا البالغ من خطورة الأوضاع في الأهوار، وهناك تواصل يومي مع وزارة الموارد المائية من أجل السعي إلى زيادة إطلاقات المياه لإنقاذ بيئة الأهوار قدر المستطاع".
والمياه في العراق تتأثر بكثير من العوامل، منها التغير المناخي، وقلة الأمطار، والسياسات المائية المتبعة من دول الجوار التي تتحكم في مصادر المياه الرئيسة كالأنهار، وقد ازدادت المخاوف من أن يستمر الجفاف، ويؤدي إلى تفاقم الأوضاع البيئية والاقتصادية، مما يتطلب حلولاً عاجلة لضمان استدامة الموارد المائية.