 بغداد / المدى

بعد سنوات من العمل في العراق، يستعد فريق التحقيق والمساءلة حول جرائم تنظيم داعش “يونيتاد” لإنهاء ولايته في شهر أيلول الجاري.
خلال هذه الفترة، قام الفريق بحفر 68 مقبرة جماعية وانتشال أكثر من 900 ضحية، مقدماً دعماً مالياً وفنياً كبيراً للجهات العراقية المختصة بالطب الشرعي، بهدف تحقيق العدالة لضحايا الجرائم البشعة التي ارتكبها تنظيم داعش. وأوضح التقرير الصادر عن موقع “أوتشا” التابع للأمم المتحدة، أن هذه الجهود تأتي ضمن دعم كبير قدمه الفريق إلى السلطات العراقية المعنية بالطب الشرعي، بما في ذلك هيئة المقابر الجماعية ومديرية الطب الشرعي، بالإضافة إلى المحاكم الجنائية. قدم فريق “يونيتاد” دعماً مالياً وفنياً تجاوزت قيمته 2.4 مليون دولار، شمل توفير معدات تحليلية متطورة ومختبرات طب شرعي رقمية، إلى جانب أدوات متخصصة لتوثيق وتحليل المقابر الجماعية. وساهم الفريق في تطوير قدرات السلطات العراقية من خلال تزويدها بالتكنولوجيا الحديثة التي تشمل أنظمة ثلاثية الأبعاد لتحليل البيئات الطبوغرافية المعقدة مثل المقابر الجماعية. على مدى سنوات عمله، تعاون فريق “يونيتاد” بشكل وثيق مع السلطات العراقية، ما ساهم في دعم جهود المحاسبة وتحقيق العدالة لضحايا جرائم داعش. وشملت جهود الفريق إنشاء مختبرات طب شرعي رقمية في 4 محاكم جنائية، مما مكّن الخبراء العراقيين من التعامل مع الأدلة الرقمية وتحليلها باستخدام أحدث الأجهزة المصادرة من تنظيم داعش. أشار التقرير إلى أن خبراء “يونيتاد” قدموا المساعدة الفنية في مجالات الطب الشرعي، علم الأنثروبولوجيا الجنائية، وتحليل صور الأقمار الصناعية، بالإضافة إلى التحليل الجغرافي والطب الشرعي الرقمي. هذه المساعدات ساعدت في تعزيز قدرة الخبراء العراقيين على استخدام منهجيات حديثة في استعادة الضحايا وتحديد هوياتهم، مما يعد خطوة حاسمة نحو تحقيق العدالة.
ورغم انتهاء مهمة “يونيتاد”، أكد التقرير أن العمل لم ينته بعد، وأن المجتمع الدولي لا يزال بحاجة إلى مواصلة تقديم الدعم لضمان استمرار الجهود المبذولة في العراق. وتظل المحاسبة على جرائم داعش وتحقيق العدالة للناجين وعائلات الضحايا أهدافاً رئيسية تحتاج إلى دعم دولي مستمر لضمان تحقيقها.